نعم… انا وجعك

نادية العبيدي

اعطني فرصة كي اثبت لك بأني احبك … قولها هذا كان حازماً واخذت تطوح بأصابعها نحو الشرق والغرب بطريقة لولبية .. ثم انتفظت مرة اخرى وقامت من مكانها صارخة … اسمعني .. يجب ان تفهم جيداً ان المسافة بين قلبي وعقلي معدومة .. وانت من سيعيدها ويختصرها ويستوعبها .. فلا تجزع ان كانت الايام تريك مني ما لاترغب .. وتثير عندك شيئا من غضب وحزن والم واقتتال وصراع داخل نفسك وشعورك بان نوازعي تدمي خوافقك وتحولها الى كرة تلعب بها وتطوح بها هنا وهناك دون ان تحسب حسابا لاي شيء كان …
كنت تدعوني وتستجديني مطرا فوق ارضك اليباب ولكن حينما اقحمت نفسي و استجمعت بها كل الغيوم واردت المطر فوجئت انني تلك الارض اليباب ..بذاتها كنت تريد مني ان اكون مستراحك واكون فيافيك ومواطن طيورك ..!! وحينما حاولت ان افرش لك الاشجار عنادل وحمائم .. وجدت اغصاني مهدلة تحت غيوم  اشجاري مهملة ومقطعة وفيافيّ ملبدة  برمال تصخرت …
كنت تشتهي ان اكون لذتك في الصباح وقهوتك التركية اللذيذة المذاق .. وحين حاولت ان اطحن حبات البن لم اجد غير القشور المحترقة التي لفحتها نارك العالية فأحرقت البذر والقشر معا.
حين ادركت ان سفنك في تياهات اليم واردتني ان اكون البوصلة … بحثت في جميع انحاء نفسي الممحلة .. واردت ان اصنع لك اروع بوصلة .. وتخيلت اني نجحت بعد ان رأيت ضياء من بعيد .. لكن وللاسف اكتشفت انه انعكاس الساعة الجدارية ثم أكتشفت بعد حين ان ما اهديتك اياه ما هو الا بوصلة دون عقارب ..
كان لديك الف وعد … اما انا فعندي واحد لا غير
اتريد بعد كل هذا مزيدا من الاسئلة ايها الساكن في البودقة التي اصبحت مستراحا له ومستثارا للاسئلة ..
ماذا لو تحولت انا الاسئلة ..!! اتراك ستكون لي الاجوبة ..!! كتبت على ذلك الورق الذي قرأته فانتفضت كل شراييني..
اقترف الناس مع الناس الف خطيئة اما خطيئة نفسي فان لامعبد لها غيرك..
تهافتوا .. نعم تهافتوا ولم اتهافت معهم على اي  المعابد..
لانك تبقى انت لي وحدك معبدا..
كل الكيانات دستها بقدماي وظللت اصرخ في البيد والصحاري وانهر الحضارات ان  لا حضارة لي غيرك .. ولا ابتداء ولا انتهاء الا بك .. وحينما تهجع ليلاً مع الذين ينامون .. ابقى انا اسيرة قلقي من غدي وقلقي من هندك وقلقي من لاتك …
كانت الصحراء تجعل القلوب تسكن في كهوفها اما انا فصحرائي مكتظة بك ولا يسمع فيها غير هدير او خرير صوتك .. انه احيانا يبكيني وابكيه انا احيانا اخرى.. وهل رأيت صوتا يبكي … كنت تقول وتصرخ هل رأيتم وجعي .. واقول لك نعم .. انا رأيت وجعك .. انا من امتزجت انفاسها القا بانفاسك .. انا من طوقت شفتيك برحيق مصفى … اقتربت بهدوء من وجعك ولمسته وتعرفت عليه …. حتى بات طفلي المدلل .. وبعد حين انزلق راكضا كالزئبق على اسطح ملساء فاراً كطفل مذنب هاربا كانه طير مذبوح يرقص على انغام احزانه …

Facebook
Twitter