تأليف / قاسم مطرود
الشخصيات
1- الرجل
2- الطفل
3- رجل السكين
4- رجل الحصان
5- رجل القنبلة
6- رجل المثقب
7- المجموعة
اليوم المصادف 14-9 – 2007 اطلعت على خبر مفاده:-
إن مجموعة من القتلة طلبوا من رجل أن يقتل ابنته وان لم يفعل يُقتل هو.
ووضعت نفسي مكانه، لكني لم اعثر على حل ولم أتوصل إلى أي قرار.
وفي مثل هكذا حالات اهرب إلى المساحات البيضاء على الورق والقدر المتاح لي بالبوح، عسى أن أتخلص من العذاب الذي يكتنفني, وبعد ساعة جاءت هذه الهذيانات التي أسميتها مواطن.
اللوحة الأولى
بيئة العرض:
مجموعة كواليس تتقاطع على خشبة المسرح ويمكن رؤية ما يجري خلفها من مشاهد، في وسط المسرح قفص حديدي في داخله طفل صغيرة وسيم بعمر العشر سنوات أو اكثر، يمسك بيده لعبة، وطوال الوقت يلعب بها، إلى جانب القفص يجلس الرجل على كرسي قديم أو علبة صفيح ماسكا رأسه بين يديه، أصوات ذات صدى من خارج المسرح يمكن عملها كأصوات متداخلة أو قادمة من عمق السماء أو باطن الأرض
الأصوات:اقتله
اطعنه
اذبحه
فجره
تتكرر هذه الأصوات حتى تملأ المسرح ضجيجا
يحاول الرجل سد أذنيه وعدم سماع الأصوات والإمساك برأسه اكثر كأنه إذا ترك الرأس يتدحرج على الأرض، ثم تعم المسرح السكينة..ينزل رجل السكين من أعلى المسرح تصاحبه جلبة ونفس الأصوات الغامضة.
رجل السكين:”يتقدم إلى الرجل وهو يقدم له السكين” اقتله
الرجل:كيف؟
رجل السكين:بالسكين
الرجل:كيف؟
رجل السكين:لا اعرف، اطعنه مثلا، اذبحه، قطّعه
الرجل:كيف؟
رجل السكين:هكذا”يجسد له مشهد الذبح”
الرجل:صعب
رجل السكين:أقتلك إذا
الرجل:كيف؟
رجل السكين:هكذا”يجسد مشهد الذبح السابق”
الرجل:لماذا؟
رجل السكين:لا اعرف
“تدخل مجموعة من الناس من خلف الكواليس لا يعرف عددهم وبدون انتظام،يصرخون،يستغيثون، يبكون، وكأن السماء أطبقت على الأرض
المجموعة:انفجار
1- في مكان مزدحم
2- بين حشود الناس
3- العمال والطلاب وبائعي السجائر والشاي
4- تناثرت أجساد أطفال المدارس
5- تجمعنا لإنقاذ الآخرين فأعقبه انفجار آخر
6- أجسادنا تفحمت
7- صرنا وقودا للنار
8- من يسمع عويلنا
9- الجميع نيام
10- السماء أغلقت أبواب الدعاء
يمكن التلاعب بالحوارات أعلاه وفق ما يراه المخرج مناسبا كتكرارها مثلا أو قولها على لسان اكثر من واحد المهم خلق هارموني وسط الجحيم.
خلال هذا المشهد يقف الطفل خائف يتابع المشهد دون أن يعرف شيئا، ويعود الرجل إلى الجلوس كما كان ورأسه بين يديه..يخرج الجميع ويعم الصمت نفسه. بعد خروج الجميع يصبح المسرح هادئا وكأنه لم يدخله احد من قبل، يرفع الرجل رأسه ببطء بعد أن ينزل يديه بالبطء نفسه يحدق نظره على السكين التي تركها رجل السكين على الأرض وهرب مع الآخرين..ينهض الرجل من مكانه..يقترب إلى السكين ثم يبتعد عنها، يحاول الإمساك بها، لكنه يتردد وفي نهاية الأمر يمسك بالسكين من مقبضها ويلوح بها وكأنه يروم فعل شيء، تسقط يده المرتفعة وكان ثقل السكين هو الذي انزلها، يتجه إلى مقدمة المسرح، يضع السكين ورأسها المدبب باتجاه الجمهور ثم يعود إلى مكانه، وقبل أن يصل يعود إلى السكين ويغير اتجاهها ليكون المقبض باتجاه الجمهور، ثم يعود إلى جلسته السابقة
اللوحة الثانية
بيئة العرض
نفس المشهد السابق
فترة صمت قصيرة..يدخل رجل ملثم على حصان وكأنه انتفض من كتب التاريخ السمر وبيده سيف براق، يصل القفص، يترجل من حصانه وما أن يراه الرجل يقف فزعا مندهشا وبهدوء ايضا يقدم رجل السيف سيفه إلى الرجل
رجل الحصان:اقتله
الرجل:”وهو تعب جدا”كيف؟
رجل الحصان:بالسيف
الرجل:كيف؟
رجل الحصان:لا اعرف، اطعنه مثلا، اقطع رأسه
الرجل:كيف؟
رجل الحصان:هكذا”يجسد مشهد المبارزة والطعن”
الرجل:صعب
رجل الحصان:أقتلك أنت، اقطع رأسك إذا
الرجل:كيف؟
رجل الحصان: هكذا”يجسد مشهد المبارزة والطعن السابق”
الرجل:لماذا؟
رجل الحصان:لا اعرف
تدخل المجموعة نفسها وبيد بعضهم أكياس من القماش فيها ملابس أو أغذية وبيد البعض الآخر كرسي أو منضدة أو قدور فارغة
المجموعة:أخرجونا من ديارنا عراة وتركنا خلفنا كل شيء
1- اخرجوا من المدينة
2- نحن مساكين
3- انتم خونة
4- اخرجوا دون متاع
5- حياتنا بسيطة نربي أطفالنا ونموت
6- الموت لكم جميعا أرضا وزرعا
7- رسالتنا بسيطة في هذه الحياة
8- انتم أموات اليوم أو غدا
9- نحن بسطاء عزل
10- اخرجوا واسكنوا في الخيام
الجميع:”بحزن “أخرجونا من ديارنا عراة وتركنا خلفنا كل شيء
1- كتبي
2- أوراقي الثبوتية
3- صور عائلتي
4- كتب ودفاتر مدرسة طفلي الصغير
5- كتبي التي ألفت
6- نحن نموت
المجموعة:السماء أغلقت أبواب الدعاء
يخرج الجميع.. ويعود المشهد كما كان في اللوحة الأولى ويجسد الرجل الأداء نفسه بالنسبة للسيف الذي تركه رجل السيف وهرب، وحال وصوله مقدمة خشبة المسرح يوجه مقبض السيف إلى الجمهور ويعود أدراجه يلفه حزنه وحيرته.
اللوحة الثالثة
نفس المشهد السابق بالإضافة إلى وجود الأسلحة الجديدة
من وسط الهدوء والسكون يتقدم رجل من عمق القاعة مرتديا السواد وكأنه جاء من البيوت المهجورة المسحورة وبهودء ايضا يتقدم حاملا بيده قنبلة يدوية، وما أن يصل مقدمة الخشبة يشاهده الرجل الذي يقف هو الآخر بهدوء ايضا محاولا الابتعاد والهرب وحماية القفص، لا يعرف ما الذي عليه فعله والجنون قادم إليه
رجل القنبلة:”يصرخ به”توقف
الرجل:”يتوقف رغم الخوف الذي يلفه وارتعاش جسده”أنا رجل مسكين
رجل القنبلة:”يقدم له القنبلة اليدوية” اقتله
الرجل:كيف؟
رجل القنبلة:بهذه القنبلة
الرجل:كيف؟
رجل القنبلة:لا اعرف، فجره، انسفه
الرجل:كيف؟
رجل القنبلة:هكذا”يجسد له مشهد سحب المسمار ورمي القنبلة على القفص والنوم على الأرض”
الرجل:صعب؟
رجل القنبلة:أقتلك إذا
الرجل:كيف؟
رجل القنبلة:هكذا”يجسد له مشهد سحب المسمار ورمي القنبلة على القفص والنوم على الأرض كما في السابق” هكذا
الرجل:لماذا؟
رجل القنبلة:لا اعرف
تدخل نفس المجموعة التي تحمل أشلاء بشرية ووجوههم دامية، يصرخون جميعا طلبا للاستغاثة
الجميع:الغوث الغوث
1- قطعوا يده
2- طعنوه أمام عيني
3- لم اصدق حين اخترقت الرصاصات رأسه الكريم
4- قطعوا أصابعه الواحد تلوا الآخر
الجميع: يضحكون كأنهم في عرس، وأيديهم تقطر دم
5 – قطعوا رأسه وهو يتوسل ويبكي
6- نزعوا ساقه اليسرى
7- اخذوا قلبه ورفعوه إلى الأعلى
8- بقروا بطنها واخرجوا الجنين
9- شاهدت رأسه يتدحرج يضحك والدم يلطخه
الجميع:صرنا أشلاء بشرية”برهة” والسماء أغلقت أبوابها أمام الدعاء
يخرج الجميع.. يتقدم الرجل إلى القنبلة اليدوية وبخوف اكثر من قبل يحملها وكل جسده يرتجف وبالطريقة نفسها يضعها إلى جانب الأسلحة السابقة في مقدمة المسرح..يعود إلى مكانه وجلسته المعهودة..فترة صمت قصيرة جدا”
اللوحة الرابعة
بيئة العرض:
نفس المشهد السابق بالإضافة إلى وجود الأسلحة الجديدة
نسمع صوت مثقب كهربائي من خارج خشبة المسرح، لحظات ويدخل رجل ضخم لم نر أمثاله إلا في أفلام الخيال العلمي أو الأساطير اليونانية، رأسه ضخم وليس له إلا عين كبيرة واحدة تتوسط جبهته ويديه طويلتان يصلان تقريبا أقدامه، صوته يخرج كأنه من عمق بئر يحمل مثقب كهربائي هو الآخر غريب كبير كأنه مدفع رشاش مقاوم طائرات..يأخذ المسرح جيئة وذهابا وكأنه طفل يلعب بلعبته يشغل المثقب حين ويوجهه إلى الطفل أو الرجل ويطفئه حين آخر، وفي نهاية الأمر يوجه المثقب إلى صدر الرجل ويكتم صوته
رجل المثقب:اقتله
الرجل:”وقد هده التعب والخوف وبالكاد تخرج منه الكلمات التي حفظها الجمهور”كيف؟
رجل المثقب:بالمثقب
الرجل:كيف؟