أدلى الرئيس الامريكي باراك أوباما بالتصريحات التالية في البيت الأبيض مساء الثلاثاء بخصوص الوضع في مصر:
“مساء الخير جميعا. تابع الشعب الامريكي على مدى الايام الأخيرة تطورات الوضع في مصر.
“لقد شاهدنا المظاهرات الهائلة التي قام بها الشعب المصري. ونحن نشهد بداية فصل جديد في تاريخ بلد عظيم وشريك للولايات المتحدة على مدى فترة طويلة. وإدارتي على اتصال وثيق مع شركائنا المصريين وقطاع عريض من الشعب المصري وكذلك مع آخرين في شتى انحاء المنطقة وفي شتى انحاء العالم. وطوال هذه الفترة أيدنا مجموعة من المبادئ الاساسية.
“أولا نحن نعارض العنف. وأريد ان أشيد بالجيش المصري على ما أبداه حتى الان من كفاءة مهنية وروح وطنية من خلال السماح بالاحتجاجات السلمية مع حماية الشعب المصري في الوقت نفسه. رأينا دبابات تغطيها شعارات وجنودا ومحتجين يتعانقون في الشوارع. وانطلاقا من هذا احث الجيش على مواصلة جهوده للمساعدة في ضمان ان يمر وقت التغيير هذا سلميا.
“وثانيا نحن نؤيد القيم العالمية بما في ذلك حقوق الشعب المصري في حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية الحصول على المعلومات. وقد رأينا من جديد الامكانية الهائلة التي تقدمها التكنولوجيا لتمكين المواطنين وكرامة من ينهضون لتحقيق مستقبل افضل. وبناء على هذا ستواصل الولايات المتحدة تأييدها للديمقراطية والحقوق العالمية التي يستحقها جميع البشر في مصر وفي شتى انحاء العالم.
“وثالثا أيدنا علنا ضرورة التغيير. وقد تحدثت مباشرة مع الرئيس مبارك بعد خطابه الليلة. وهو يدرك ان الوضع القائم لا يمكن ان يستمر وان التغيير لا بد ان يحدث. وواقع الامر أننا نحن الذين نخدم في موقع السلطة السياسية ندرك جميعا أننا نفعل ذلك بإرادة شعبنا. وقد عرفت مصر خلال الاف السنين الكثير من لحظات الانتقال. وتخبرنا اصوات الشعب المصري ان هذه واحدة من تلك اللحظات. هذا واحد من تلك الاوقات.
“والان.. ليس من دور اي بلد اخر ان يحدد لمصر زعماءها. فالشعب المصري هو وحده الذي يمكنه ان يفعل ذلك. والأمر الواضح – والذي أشرت اليه الليلة في حديثي مع الرئيس مبارك – هو اعتقادي ان الانتقال السلمي ينبغي ان يكون ملموسا وينبغي ان يكون سلميا وينبغي ان يبدأ الان.
“وفضلا عن ذلك ينبغي ان تشمل العملية طيفا واسعا من الاصوات المصرية والاحزاب المعارضة. وينبغي ان تؤدي الى انتخابات حرة ونزيهة. وينبغي ان تسفر عن حكومة لا تستند الى مبادئ ديمقراطية راسخة فحسب بل ينبغي ان تستجيب لتطلعات الشعب المصري.
“وستواصل الولايات المتحدة طوال هذه العملية مد يد المشاركة والصداقة لمصر. ونحن مستعدون لتقديم اي عون لازم لمساعدة الشعب المصري وهو يعالج عواقب هذه الاحتجاجات.
“وعلى مدى الايام الأخيرة كان ما أبداه شعب مصر من شغف ومن كرامة الهاما للشعوب في شتى انحاء العالم بما في ذلك هنا في الولايات المتحدة ولكل من يؤمنون بحتمية الحرية الانسانية.
“ولشعب مصر وخصوصا لشبان مصر أريد أن أكون واضحا: نحن نسمع صوتكم. ولدي اعتقاد راسخ بانكم ستحددون مصيركم بايديكم وتمسكون بما تبشر به اللحظة من مستقبل افضل لاولادكم واحفادكم. وأقول ذلك كشحص ملتزم بالمشاركة بين الولايات المتحدة ومصر.
“ستكون هناك أيام صعبة. وكثير من الاسئلة بخصوص مستقبل مصر ما زالت دون اجابة.
لكنني واثق من ان الشعب في مصر سيجد هذه الاجابات. وتلك الحقيقة يمكن ان نراها في الحس المجتمعي في الشوارع. ويمكن ان نراها في الامهات والاباء الذين يعانقون الجنود. ويمكن ان نراها في المصريين الذين شبكوا أذرعهم لحماية المتحف الوطني – جيل جديد يحمي الكنوز الاثرية وسلسلة بشرية تربط بين حضارة قديمة وعظيمة وبين الوعد بعهد جديد. أشكركم جزيل الشكر