كشف تقرير جديد تفاقم ظاهرة المستوطنات العشوائية في مناطق متفرقة من بغداد، مع تردي أحوال الساكنين فيها، وهم يعتمدون على القمامة كمصدر رئيس للعيش، بينما تحاصرهم الأمراض والأوبئة
في المقابل، يصرح المسؤولون في الحكومة المحلية بأنهم لا يملكون بدائل لتخليص هؤلاء من أزمتهم، وتبرر لجوئهم إلى القمامة بتفشي البطالة
حي النصر واحد من عشرات المستوطنات التي تشكلت حول بغداد منذ عام 2003
والحي واحد من أكبر المناطق التي نما حجمها مع تصاعد موجات العنف، حيث وفد إليها المهجرون من مناطق أخرى وازدادت مؤخراً بشكل أكبر، لأن البطالة أجبرت الآخرين من المؤجرين على ترك بيوتهم، ومع ارتفاع أزمة السكن التي تعاني منها بغداد توجد الكثير من الأراضي الخالية، لكن الاستيلاء عليها غير قانوني مما دفع الناس الذين يعانون من هذه الأزمة إلى البناء عليها لحماية عوائلهم
ويعتقد سكان هذه المدينة أن عددهم يبلغ 500 ألف نسمة، ويخمن مجلس المحافظة أن هناك حوالي 600 ألف نسمة يحتلون 42 معسكراً حول مدينة بغداد، وهو ما يبلغ تقريباً عدد سكان مدينة بوسطن، لكن في بلاد لا توجد فيها إحصاءات سكانية، حيث تخاطر بعض الأجهزة الحكومية بالذهاب إلى هناك فهو اعتقاد أكثر من كونه حقيقة
ويقول المحافظ صلاح عبدالرزاق “إن أولئك الناس يلتقطون القمامة لعدم وجود فرص العمل”، مضيفاً أن “تلك العشوائيات ليست قانونية، لذا لم توفر المحافظة خدمات مثل التعليم والعناية الطبية والأمن والكهرباء والمجاري والماء النظيف، تحت ظروف كهذه يمكن أن تصبح هذه الأحياء مأوى للمجرمين واللصوص والإرهابيين والمختطفين، لكننا لا نستطيع ترحيلهم لأنه لا توجد بدائل
من جانبه، يقول ثجيل براح وهو مواطن انتقل إلى حي النصر قادماً من محافظة ميسان “في ذروة العنف عام 2005 بسبب عدم وجود فرصة عمل لي في المحافظة انتقلت إلى هنا.
وكان يقف أمام غرفتين بناهما من”البلوك” على أرض شاغرة حيث يعيش مع زوجته وخمسة أطفال. ويقوم ثلاثة من الأطفال بالذهاب إلى المدرسة بينما أخرج الاثنان الآخران للعمل في جمع القمامة من أجل إعانة العائلة. ويقومون بالطبخ والتدفئة باستخدام الخشب، وحينما لا يكون لديهم خشب يلفون أنفسهم بالبطانيات، بينما كان هناك خندق لمياه المجاري يمر من أمام الببيت.
- info@alarabiya-news.com