نحن السراب فهمي الصالح

 

لغيمةِ الدمعِ المُجعّدِ بالغرق
أشعلتُ شمعي في الممرات القصيّةِ
وشربتُ ذكرى ارتحالِ الحلمِ عن صحرائي
لا أريدُ لقلبي النومَ في الطرقاتِ البليدةِ
سأكسِرُ الشجرةَ التي بثَّتْ إليَّ عطورَها عندَ المساءِ
النائمون قريباً من الأحراشِ فروا إلى بيتِ الغوايةِ
خلفَ أطيانِ الثآليلِ الأخيرة
يشربونَ الريحَ في كأسِ السعادةِ
وبمنحون نسيانَ الطبيعةِ للطيور الهجينةِ
وأنا وحيداً أشربُ النار معي
يا قبةَ الماءِ المُجنّدِ بالطحالبِ
خرساء هذي الروحُ من زمنِ الغبارِ المسافرِ
طيَّ أحلامِ الدماءِ
لا وقتَ عندي للرصيفِ على البقاءِ قربَ عاصفتي
لا وقتَ عندي للدمِ المُحنَّطِ أن يفرَ منَ التخشُّبِ
لا وقتَ للمرأةِ الغزيرةِ لكي أُحبَّها بكلِّ صدقِ الآفلين
هي ذي أشعةُ شمسِنا تذوي على الدمعِ
لا تبرقُ علينا في الصباح كما الصباح
نحنُ قبضاتُ المتاهةِ كُلِّها
نحن السراب

 

Facebook
Twitter