نازحو مدن الانبار يلوذون من نار الحرب برمضاء الغلاء والاستغلال والامتهان في تكريتجاسم الطيب

المعاناة والظلم اللذان يرزح تحتهما النازحون من مدينة الانبار والفلوجه والكرمه وابو غريب الى مناطق اخرى لايمكن وصفها فبعد ان تركوا بيوتهم وممتلكاتهم نتيجة الحرب الضروس في مدنهم وقعوا ضحية مزايدات ومراهنات السياسيين والاحزاب وتجار الحروب ومما زاد الطين بلة المعاملة السيئة التي لاقوها في بعض المناطق التي نزحوا اليها وخصوصا في مدينة تكريت اذ شكت الالاف من هذه العوائل النازحة من جشع وطمع اصحاب العقارات والمولدات الاهليه في تكريت بسبب الارتفاع الغير مسبوق لايجارات الشقق والبيوت فضلا عن اجور المولدات الكهربائيه الاهليه.
المواطن حميد لفته 50 سنه من نازحي مدينة الانبار يقول ان الاستغلال الذي لاقيناه من قبل اصحاب العقارات في تكريت لا يمكن ان يوصف او يصدق اذ ان ايجار الشقه التي لا تتجاوز مساحتها 50م وهي عباره عن غرفة ومطبخ وحمام قد بلغ (500 ) الف دينار بعد ان كانت قبل ازمة الانبار لا يتجاوز ايجارها في اقصى الحالات 150 الف دينار فضلا عن التعامل الجاف والغير انساني من قبل اصحاب هذه العقارات واغلبهم من سكنة هذا القضاء اذ يعاملوننا كأننا ضيوف ثقيلي الظل عليهم والبعض منهم يصفوننا بالارهابيين فاية مضايقة يتعرضون لها ابناء هذه المنطقه (تكريت) يقومون على الفور وبدون سابق انذار بابلاغ مختار المحله في هذا القضاء لاجبارنا على الرحيل والبحث المضني عن سكن اخر اما بالنسبه لاصحاب المولدات فتعاملهم لا يقل قسوة على العوائل المهجره والنازحه من مدن الانبار في رفع سعر الامبير الواحد الى 15 الف دينار بعد ان كان 10 الاف دينار وبعضهم عندما يسمع ان هذا الخط الكهربائي (السحب) لعائلة انباريه مهجره يقطع الخط بحجة ان المولد لا يتحمل.
النازح محمد كامل 40 سنه من سكنة الفلوجه يقول لم نر تعاملا اسوأ من تعامل ابناء مدينة تكريت اذ سبق وان كنت ساكنا في مدينة سامراء قبل المجيء الى قضاء تكريت حيث كانت معاملة اهالي سامراء بمنتهى المروءه والانسانيه لكافة النازحين اذ اعطوا لهم ما يقارب 800 دار سكن للعوائل النازحه ومن دون اي مقابل ووفروا لهم كل مستلزمات العيش وهذا عكس ما رأيناه من اهالي تكريت حيث كان يتسابق اصحاب العقارات بواسطة مكاتب الدلاليه لاصطياد العوائل النازحه من الانبار من اجل استغلالهم ابشع استغلال فايجار البيت وصل في بعض احياء تكريت الى مليون دينار عراقي وهنا اود ان اشير الى ان هذه البيوت قديمة ولا تتوفر فيها حتى الاناره بالرغم من اسعارها العاليه.
واضاف: نحن نتيجة الظروف التي نمر بها كنازحين نضطر الى السكن املين ان تحل الازمه باسرع وقت ممكن للعوده الى ديارنا فهذا الموضوع اجبرنا على بيع مقتنياتنا الذهبية وسياراتنا لغرض دفع الايجارات الخيالية وتوفير لقمة العيش لعوائلنا.
وختم حديثه بالقول ان التاريخ سيسجل المواقف السلبيه والايجابيه للمدن واهلها في مساندتهم لابناء جلدتهم او مجافاتهم واستغلالهم.
علي كريم محمود 45 سنه نازح من قضاء الكرمه يقول ان الايجارات في قضاء تكريت اصبحت لا تطاق مما سيضطرني بعد ايام للعودة انا وافراد عائلتي الى بيتنا في قضاء الكرمه مهما تكن النتائج مشيرا الى ان الاذلال والاستغلال الذي لاقاه من بعض ابناء قضاء تكريت لا يمكن ان يمت الى الانسانيه بصله فهم لا يقدرون الظروف والظلم والمعاناة والتعسف الذي وقع علينا ويعاملوننا وكاننا مهاجرون من بلد اخر وتواجدنا اصبح ثقلا عليهم وكاننا ننافسهم على رزقهم .
وكشف عن ان الحكومه المحليه في القضاء لم يكن لها اي دور يذكر في رعاية الاسر النازحه والمهجره منهيا حديثه بالقول (لو بقيت اسمع بتكريت ولم ارها نتيجة التعامل السيء)!!.
الطالب اثير جاسم من جامعة الانبار كلية التربية قسم اللغة الانكليزية يقول: نتيجة الاوضاع المترديه في محافظة الانبار اضطررت الى المجيء الى جامعة تكريت من اجل اكمال دراستي فيها ولكن وجدت ان تعاملهم حاد معنا ويطالبوننا بجلب كتب رسميه ووثائق من جامعة الانبار بالرغم من صعوبة الوصول الى هناك وقد جعلونا ننتظر لاكثر من ثلاثة اسابيع ولكن دون جدوى كل ذلك يتم في جامعة تكريت بالرغم توجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولم يقدموا  لنا اية تسهيلات من اجل اكمال السنه الدراسيه ..وهكذا ضاعت علينا سنة دراسية نحن ليس لنا فيها اي ذنب..مضيفا ان اغلب العوائل النازحة من مدن الانبار وابو غريب يسكنون في ظروف معاشية جدا صعبة وفي اماكن لا تصلح لسكن البشر فضلا عن عدم وجود الدعم والتسهيلات من قبل اهالي قضاء تكريت واخص بالذكر منهم ميسورو الحال..
وفي الختام نقول لاهلنا في قضاء تكريت هله هله باهلنا من ابناء مدن محافظة الانبار وكونوا خير عون لابناء وطنكم لاعانتهم على محنتهم ومعاناتهم.. لان التاريخ سيسجل المواقف لابناء هذه المنطقة او هذه المحافظة او تلك سواء كان منها الايجابي اوالسلبي.

Facebook
Twitter