لايزال النائب العراقي موفق الربيعي، يبيع قصص البطولات الصورية على وكالات الأنباء، ووسائل الاعلام، في حرص شديد على تسويق نفسه “الرجل الذي أعدم صدام حسين”.
غير إنّ هذا السعي، بحسب متابعين لنشاطات الربيعي، ما هو الا فعل انعكاسي لإفلاسه السياسي في الوقت الحاضر، بعدما انكشف زيف ادعاءاته، وضحالة فكره السياسي وسلوكياته في سرقة أموال الشعب العراقي، فلجأ إلى بطولات ماضوية، غير حقيقية لاعادة اسمه إلى الواجهة السياسية من جديد.
ففي بيان له، يوهم الربيعي، الشعب العراقي، وهو يتحدث إلى وكالة فرانس بريس، بانه هو الذي “استلم صدام عند الباب، ولم يدخل معنا أي اجنبي أو أي أميركي”.
كما يزعم متحدثا بلغة “الأنا”.. “عندما جئت به كان مكتوف اليدين وكان يحمل قرأنا، وأخذته إلى غرفة القاضي حيث قرأ عليه لائحة الاتهام “، ما يضع الأسئلة عن خلو هكذا حدث مهم، من أفراد امنين من العراقيين والأمريكان، هم من تولى اصطحاب صدام إلى الجهات المعنية، ولماذا الربيعي هو الذي أخرجه من غرفته وهو الذي جاء به مكتوف الأيدي”.
وكان مصدر سياسي نفى الشهر الماضي، أي دور لموفق الربيعي في إعدام صدام حسين، مؤكدا إن حرصه على صحة وقائع تاريخية شهدها، دفعه إلى الإعلان عن ذلك، وكَشْف أكاذيب الربيعي.
واعتبر المصدر إن الربيعي، بسبب ادعاءاته المتكررة حول دوره في إعدام صدام جعله رمزا للأدعياء والمنافقين ومزيّفي الحقائق الذين يسعون إلى تسويق أنفسهم أبطالا، وليسوا هم أهلا لذلك، معتبرا إن الربيعي لعب على حبل قصة إعدام صدام طوال الفترة الماضية، بل وتمادى في سرد تفاصيل قصة الإعدام، في كل مرة يظهر فيها، حيث يضيف فصلا جديدا في كل حوار اعلامي او مقابلة صحافية، حتى صوّر للناس نفسه بان إعدام الطاغية، تم على يديه.
وكرّر المصدر السياسي الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه بإن “لا دور لموفق الربيعي في قضية إعدام صدام”.
واكد المصدر على إن تدخّل الربيعي “النزق” وغير المناسب، كاد ان يفشل الاتفاق، لولا حزم مكتب رئيس الوزراء، باعتباره الجهة المكلفّة بالتفاوض، مع الأمريكان حول الموضوع”.
وذكر المصدر إن الأمريكان قرروا في الساعة الواحدة والنصف ليلاً “تسليم” صدام، ليتم تسليمه فعليا إلى الجهات العراقية في الساعة الخامسة صباحا، ولم يكن الربيعي يعلم بهذه التفاصيل.
وقال المصدر الذي راقب عن كثب عملية إعدام صدام إن موفق الربيعي كان مضطربا، وسعى إلى تقمص دور رئيسي في عملية الإعدام دون جدوى ما اثأر سخرية الحاضرين.
وتابع “بل إن صدام نفسه حين دخل إلى قاعة منصة الإعدام، وجّه كلاما إلى الربيعي مستهزئا به، ليقول له “مبيّن عليك خائف”.
ويتبجّح الربيعي الذي بات تاجرا في قصة إعدام الدكتاتور صدام، بوضعه تمثال صدام باللباس العسكري في مكتبه، ملتقطا عشرات الصور وهو يقف بجانبه ، ليوزعها على وكالات الأنباء.
ويأمل الربيعي من تسويق قصة إعدام صدام بين يديه، في الحصول على مجد سياسي، معتقدا أن الشعب العراقي سوف ينسى مطالبات محاسبته على عمليات سرقة واحتيال اختلس فيها الكثير من أموال الشعب العراقي.
والمُلفت إن الربيعي يروي في كل مرة تفاصيل جديدة ومختلفة عن قصة إعدام صدام.
ومقارنة هذه القصص المُختلقة مع بعضها، يؤكد بلا شك، الكثير من الأكاذيب التي سرّبها الربيعي الى وسائل الاعلام.
ولا ينسى الربيعي في كل قصة يرويها عن إعدام صدام، أن يقول لوكالات الاعلام إن “صدام اعتقله وعذبه وسجنه اكثر من مرة”.
وكانت صحيفة “واشنطن تايمز” أفادت على موقعها الإلكتروني، الشهر الماضي، أن مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الرٌبيع، طرح الحبل في مزاد للبيع، بعد ثماني سنوات من إعدام صدام حسين عام 2006، بعد الغزو الأمريكي للعراق بثلاث سنوات.
وباحتمال صحة إقدام الربيعي على بيع الحبل، يكون قد تحوّل إلى تاجر وسمسار في أموال الشعب العراقي، وهو المتهم بسرقات فساد، لم تفتح ملفاتها بعد بسبب المحاباة السياسية، والفساد.
وكان الربيع قد قال في تصريحات سابقة لصحيفة الإندبندنت في 2013، أن رجاله أحضروا له قطعة من الحبل بعد إعدام الرئيس السابق.
وفي حالة بيع الحبل على حد زعم الصحيفة، فان القانون العراقي يجبر الربيعي على وضع أموال البيع، في خزينة الدولة، فيما قالت مصادر مقربة من الربيعي إنها تستبعد ذلك لما عرف عن الربيعي طمعه وفساده المالي وسعيه الى استغلال نفوذه السياسي لجمع اكبر قدر من الأموال، ولو على حساب الشعب العراقي.
وتكشف مصادر امنية عن إن الربيعي ارتكب خطئا تقنيا قاتلا بتسريبه فيديو الإعدام وانه هو المسؤول عنه وهو تصرف ينمّ عن عدم ادراك للنتائج المترتبة على ذلك من حفظ للأسرار الأمنية والعسكرية، لأنه جاهل بمثل هذه الأمور”، مشيرا الى إن “ادعاء موفق بحيازته الحبل الذي استخُدم في إعدام صدام غير صحيح، بل هو كذب مفضوح، لان قطعة الحبل موجودة في مكان آخر”.
وتكشف هذه التصريحات، الكذبة الكبرى، التي أطلقها موفق الربيعي طوال الفترة الماضية، حيث صوّر نفسه للعراقيين بانه “هو الذي أعدم صدام حسين”.
وموفق الربيعي سياسي عراقي، وعضو حالي في البرلمان العراقي. عينّته سلطة التحالف المؤقتة عضواً في مجلس الحكم العراقي في تموز 2003، وعيّن بعد ذلك مستشاراً في الأمن العراقي في نيسان 2004.
إلى ذلك فان الربيعي، متّهم بملفات فساد أبرزها الاستيلاء على العقارات الحكومية بصورة غير شرعية، بتملكه أحد الدور التراثية الواقعة في شارع حيفا ليكون مقرا لحزب “الوسط” الذي لا يعرف عنه العراقيون شيئا.
ولا يزال العراق يعيش مآسي التفجيرات وأعمال العنف منذ 2003 وكان أحد أسبابها مسؤولين من مثل موفق الربيعي، فشلوا في وضع سياسات تحول دون تضرر المجتمع من الإرهاب، وتكتموا على الدول التي تدعم العنف في العراق، لاسيما وان الربيعي كان يشغل منصب مستشارا للأمن الوطني وهي مهمة، فشل فيها فشلا ذريعا إلى الحد الذي لم يكن له تأثير ملموس في وضع سياسات امنيه ناجحة.
وتنتظر الربيعي، ملفات فساد تتعلق بتزوير سندات الدور السكنية في الأحياء الراقية من بغداد والتي تقدر أثمانها بمليارات الدولارات وبيع المركبات الفارهة ذات المواصفات الخاصة، سيما السيارات المدرعة التي يبلغ سعر الواحدة منها ما يقارب المائة وعشرين ألف دولار، ليستعين الربيعي بمهنيين في سمكرة السيارات ومصورين عملوا على تصوير العشرات من السيارات المحروقة والمعطوبة على أساس إنها السيارات المدرعة الحديثة والجديدة التي دمرت إثناء الواجبات الرسمية.