مهرجان الغدير للاعلام: رسالة ومسؤولية حقانادية العبيدي

للسنة الثانية على التوالي اشارك في فعاليات مهرجان الغدير العالمي للاعلام الذي تقيمه قناة الغدير الفضائية، واذا كانت المشاركة الاولى قد حفلت بالاستقراء الاولي لمعالم وتوجهات هذا المهرجان فان المشاركة الثانية قد رسخت جملة من الانطباعات تشكل في مجملها علامات فارقة لهذا المهرجان قلما نجد مثيلا لها في فعاليات اخرى مشابهة في العراق.
اولى هذه العلامات تتجوهر في منح الحرية التامة للمشاركين في طرح رؤاهم السياسية والفنية والتقنية بعيدا عن اية اشتراطات مسبقة مما  هو معروف في اغلب الفعاليات العراقية، وقد ازهرت هذه  العلامة في فتح افق جديد من العمل المشترك امام جميع فاعليات الاعلام العربي والاسلامي المقاوم لامركة العالم وتحويل الامم والشعوب الى قطعان خائرة حائرة مستهلكة خاملة غافلة.
وثانية العلامات تتمثل في انصراف ادارة المهرجان الى ضبط فعالياته اداريا فحسب وترك الضبط التحكيمي والتقويمي للوفود المشاركة امعانا في اشباع فضاء الحرية، وهذا امر نادر الحدوث في اية فعالية اخرى اذ غالبا ماتفرض ادارات المهرجانات ميولها واتجاهاتها على الجو العام.
وحرصت ادارة المهرجان على ان تقدم للمشاركين نفسها اسرة واحدة لا امير فيها ولا خفير، فالجميع ينهض برغبة ومحبة كبيرتين في اداء واجبات الضيافة للمشاركين، فالخبير الذي يؤدي دورا تقنيا وفنيا واعلاميا في حلقات المهرجان تجده في المطعم مسارعا الى تلبية طلبك بسعادة منقطعة النظير، وتجده في الفندق ملبيا طلبات توفير واسطة نقل لتجوال في المدينة او متابعا لجميع انفعالاتك وحريصا على تبديد قلقك، وحريصا على السهر طوال الليل متابعا شأنك وانت تخوض غمار حوارات طويلة حتى ينبجس الخيط الابيض من الخيط الاسود،، ولم ار طيلة مشاركاتي في مهرجانات اخرى حرصا دؤوبا واسرة متكافلة حقا مثلما رأيت في اسرة الغدير.
اذن، اسرة كأسرة الغدير، تتكافل كي تدع الابداع غريدا في فضائها، مطمئنا الى رياضها، متطلعا الى اخلاصها للاعلام مسؤولية ورسالة، جديرة بان نرفع القبعات تحية لها.

Facebook
Twitter