قالت وكالة أميركية متخصصة في الإعلام، إن محطة تابعة للمخابرات المركزية الأميركية (CIA) والتي من المفترض ان تكون سرية، لكنها معروفة محليا، حيث تقع على مشارف مطار اربيل، تشهد توسعا سريعا، في حين لم تتخذ اميركا بعد قرارا نهائيا حول مشاركتها في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين في تنظيم “داعش”، الذي سيطر على نصف العراق في الشهر الماضي.
وبحسب “مكلاتشي”، فقد تم تعيين خبراء غربيين لتوسيع المنشأة. واكد مسؤول في الاستخبارات المحلية صحة المعلومات بشأن مشروع التوسيع، والذي بالإمكان ملاحظته من الطريق السريع الواصل بين اربيل والموصل، ما يؤكد إفادة بعض من السكان المحيطين بالمطار بسماعهم صوت طائرات اميركية تقلع وتهبط هناك يومياً.
ويتزامن مشروع توسيع المنشأة الاستخباراتية، مع التوتر بين حكومتي الإقليم والحكومة المركزية، ما يرجح حصول انقسام لا رجعة فيه، ويقلص آمال الجيش الاميركي في تنسيق الجهود بين الحكومة المركزية وما يسمى بالاقليم ضد “داعش”.
وعبر رئيس الحكومة الاتحادية نوري المالكي عن غضبه من حكومة كردستان حين ارسلت قوات البيشمركَة للاستيلاء على “كركوك”، المدينة المتنازع عليها منذ فترة طويلة، حين انسحبت القوات العراقية منها، ما ادى الى تدهور العلاقات بين الطرفين منذ ذلك الحين.
واتهم المالكي رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، بإيواء اعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية، بينما طالب بارزاني المالكي بالاستقالة.
وبين عشية وضحاها، استولت الميليشيا الكردية على حقول النفط الشمالية التي تديرها شركة النفط العراقية، والتي كانت صادراتها تخضع لسيطرة الحكومة المركزية، ثم دعا المشرعون الكرد الى مقاطعة الحكومة العراقية.
وبناءً على تلك التطورات، فمن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة، التي قالت سابقا انها لن تأتي لمساعدة العراق مالم يتخذ المالكي خطوات لجعل الحكومة اكثر شمولا، خلال الايام المقبلة، تقييمها الجديد للوضع العسكري في البلاد.
وأكد مسؤولون أمريكون لوكالة مكلاتشي، ان البيشمركَة عملت عن كثب مع وكالة المخابرات المركزية والقوات الخاصة و قيادة العمليات المشتركة الامريكية، القوة الاكثر سرية في الجيش الامريكي، حتى كونت البيشمركَة حصانة قوية في عمليات مكافحة الارهاب، وتقوم بالسيطرة تماما على المنشأة التي تقع على بعد بضع مئات من الامتار من الطريق السريع.
وأفاد احد المقاولين الغربيين، بشرط عدم الكشف عن هويته، بسبب توقيعه اتفاقية عدم كشف المعلومات بشأن هذه المسالة، “في غضون اسبوع من سقوط الموصل، طُلب منا مضاعفة قدراتنا او حتى رفعها الى ثلاثة اضعاف”.
وأضاف، “المنشأة كانت بحاجة الى مستودعات وقدرة تبريد لانها تعمل تحت قيادة لوجستية تختلف عن الهياكل العسكرية الأُخرى”.
واضاف احد التنفيذيين البريطانيين، “جهزنا بجميع الامدادات اللازمة لتوسيع المرفق الملحق بالمنشأة، في فترة قياسية”.
ووصف مسؤول في المخابرات الكردية المحلية مايجري بانه “علاقة طويلة الأمد مع الامريكيين”.
وفي بيان له يوم 3 تموز الجاري، اعلن وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيكَل، أن أربيل تستضيف هذا المركز، بالإضافة إلى آخر يجري إنشاؤه في بغداد.
وأشار إلى أن العمل به قد بدأ بالفعل. وقال، “لدينا أياد عاملة على الأرض في أربيل، حيث حقق مركز العمليات المشتركة قدرة تشغيلية أولية”.
من جانبه، قال مسؤول كردي، طلب عدم الكشف عن هويته انه “ليس سراً أن القوات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية لها علاقة وثيقة مع البشمركة”.
وأفاد بأن العمل بالمنشأة بدأ “بعد أن أُجبرت القوات الأمريكية على مغادرة العراق من قبل المالكي”، في إشارة إلى انسحاب القوات التابعة للولايات المتحدة عام 2011.
ورفض المسؤول تحديد موقع المرفق بشكل واضح، لكن عندما عرضت عليه مكلاتشي الموقع من خلال خدمة موقع الخرائط على الانترنت عبر الاقمار الصناعية، قال مازحا ان “البشمركَة ليس لديها تأثير على كَوكَل لإخفاء المنطقة، سأترك الباقي إلى الاستنتاجات الخاصة”.
لكن المسؤول لم يتردد في مناقشة الترتيبات السابقة والمحتملة للتوسع المستقبلي لهذه العلاقة، حيث قال “عملت مخابراتنا بشكل مباشر إلى جانب كل من وكالة الاستخبارات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة الامريكية، طوال فترة الحرب في العراق بسبب قدراتنا اللغوية وخبرتنا الطويلة “، على حسب وصفه.
وقالت وكالة مكلاتشي الأميركية، إنه من خلال زيارة قامت بها أخيراً إلى الموقع، يمكن مشاهدة البناء الواسع من الطرق الجديدة المقابلة للطريق الرئيسي، وبدا مجمعاً كبيراً محصناً ببوابة، مسبوقةً بشارع ترابي، ونقطة تفتيش يحيط بها مخبئان تحت حراسة رجال يرتدون زي البشمركَة.
وذكر ملحق عسكري يعمل هناك رفض الكشف عن اسمه للحساسية الدبلوماسية ان “أربيل هو مكان ودي للغاية بالنسبة للأشخاص العاملين في المخابرات، حيث عمل الكثير من السكان المحليين مع الأميركيين باعتزاز، حيث ان المنشأة موجودة منذ فترة طويلة، ولم نكن في حاجة للدفاعات الصلبة التي تعتبر ضرورية على مقربة من ساحة المعركة”.
وذكر ضابط امريكي متقاعد عمل مع القوات الخاصة الامريكية، أن العمل مع البيشمركَة بسيط نسبيا للولايات المتحدة.
وأوضح، “عمل رجال البيشمركَة مع القوات الأميركية قبل فترة طويلة من الغزو عام 2003 وهم جديرون بالثقة”.
وقال ضابط في العمليات الخاصة في القوات الامريكية، إن “العمل مع الكرد سوف يساعد في التغلب على عدد من القضايا الصعبة”.
وأضاف، “هناك درجة عالية من عدم الراحة للعمل مع الوحدات المختصة المتبقية من الجيش العراقي ، لكن الكرد اجدر بالثقة ويمكن الاعتماد عليهم وهناك مزايا للعمل معهم اذا قررت الولايات المتحدة شن غارات جوية ضد داعش، حيث ان الضربات الجوية تحتاج إلى استخبارات ومواقع استهداف جيدة، يصعب الحصول عليه من جانب بغداد”.
وأردف قائلاً، “بالنسبة لي الطريق الحقيقي الوحيد لنفعل ذلك هو الكرد”.
واشار الضابط الذي طلب عدم الكشف عن هويته الى القوات الامريكية في بغداد قائلا، “يوجد لدينا مستشارون عسكريون في بغداد يعملون لوقف نزيف الجيش العراقي وحماية السفارة الامريكية”.