صاحب الامتياز
رئيس التحرير
عبدالرضا الحميد

مقاومون في درجة ( النعلجة )عبدالرضا الحميد

المقاومة خيار استثنائي وفعل استثنائي لوعي استثنائي ورجل استثنائي
لكن، بعد يوم الاحتلال الاسود في التاسع من نيسان عام 2003 صار (عند المخابرات الاميركية ) (مقاومون عراقيون ضد الاحتلال الاميركي ) ، وصار عند الموساد الصهيوني (مقاومون عراقيون ضد الاحتلال الاميركي والتطبيع مع العدو الصهيوني).
وهؤلاء (المقاومون!) يقيمون في اميركا والغرب ويحملون جنسيتها ويعيشون بصدقات دافع الضرائب الاميركي والغربي وبـ (بركات تلك المخابرات ).
ومثلما كانت مصيبة الشعب العراقي معروفة مع معارضات ماقبل الاحتلال وما بعده ، التي كانت تتخذ من الموائد الخضر والنوادي الحمر وارصفة التسول والاستجداء والاستخذاء والاقبية السرية في الخارج ميدانا ( لنضالها الشرس حد نزع ورق التوت ) وكفاحها المستميت حد لطع المقذوفات ، فقد كانت لبعض هؤلاء المقاومين في درجة (النعلجة) معي مصائب ، او كنت مصيبتهم . فاحدهم ، مثلا وهو يزعم الماركسية وتاريخه يشي بأنه ( مناضل ماركسي لا يشق له لباس) واظب على مراسلتي لشهور طويلة من مقره في استوكهولم منذ اصدار جريدتي (اقرأ) المقاومة للاحتلال ، بعد اسابيع من وقوعه ، حتى اصدار ( الصحيفة العربية ) عام 2005 مسبغا علي انواعا من الصفات لعل ادناها وقعا (المقاوم الشرس ) وليس اعلاها – شيخ المقاومين المرابطين – ، وكنت اهمل مراسلاته حتى اكتشفت ادارته لموقع يرفع شعارا مقاوما فأجبت على بعض رسائله التي طلب فيها (مشيجيخات ) عن الوضع العراقي بالدارمي العراقي فكنت اعطيه المطلع تسرية لنفسي وحبا بالمداعبة ، خاصة بعد ان وجدنه مهووسا بالمخانيث من ازلام العملية السياسية ومتابعا لبعض نشاط المقاومة العراقية للاحتلال الامريكي.
لكني توقفت عن الاجابة عن رسائله بعد ان استشعرت ميوله الى – رهط الكتبة الاميين الشتامين عن جهل لا عن تدبر – من كتاب موقعه على حساب رفاقه الماركسيين الحاذقين في ادوات كتاباتهم واستقراءاتهم وذوي الفكر المدبب والموقف الواضح واللسان غي المتلجلج ، وتوقعت ان (واقعة ما ) ستنزل بينهم ، فالاول كما اتتني الوقائع بعد ذلك – عميل موسادي بجلد ماركسي واخلاقية (كاولية) ، رغم ثرائه ورفاهيته ، بينما ، الاخرون ، على خمص بطونهم ، لابثون في المعنى الانساني لوجودهم .
بعد سنوات ، التقيت في عاصمة عربية بأحد كتاب ذلك الموقع ، فأخبرني ان صاحبه لم يستشعر جرحا في حياته قدر استشعار (اهانتي له ) باهمال رسائله.
قلت لصاحبه : لقد بلغت فاشهد.
هذا المقاوم الموسادي من استوكهولم للاحتلال الاميركي باض بعد ان تعبد طويلا في (محراب القذافي ) ثم قذفه باقذع الشتائم عن حزب ماركسي في (جنادرية الاباعر ) لايشق له سروال.
وأحدهم ايضا ، مقاوم للاحتلال الاميركي ، ولكن من اميركا ، يكتب بأمية سياسية وثقافية ولغوية لا يحسد عليها سواه ، ويتشدق بعشائرية مريضة حتى القمه افراد عشيرته في النجف احذية عتيقة ، كما فعل النجفيون الاعزة باياد علاوي. هذا ( الاحدهم ) ارسل لي عدة مقالات العام الاسبق والعام الماضي عن ( جنادرية غلمان بني سعود ) كي انشرها في جريدتي ( الصحيفة العربية ) ولما اغفلتها واهملت الرد عليه ، ظن ان (دعوة من الجنادرية ) تأتيني عن طريقه سيسيل لها لعابي لكن لما رددت على الدعوة بجملة مقتضبة (ابول على بني سعود من اولهم الى اخرهم ) جن جنونه ، فصار يشتمني بسبب واجبي القومي تجاه سورية ، بعد ان كنت وفق ماكتبه لي في رسائله – مثله الاعلى – و-استاذه في النضال والمقاومة – و – اخر الطين الحري في دجلة – ، واستشاط غضبا حين كتبت منشورا على صفحتي في الفيس بوك ايضا انتصارا لسيد المقاومة حسن نصر الله ، وصار يتهمني بموالاة ( حكومة قاسم سليماني في بغداد )، ولاميته السياسية لم يدر ان حكومة المنطقة الخضراء الان بريطانية من بلعوم معصوم الى صلعة العبادي، واظن اي قارئ لجريدتي ومتابع لكتاباتي يعرف بيقين ثابت انني لم اوال اية حكومة منذ ان دنس الاحتلال بلادي.
وثالثهم : انتبه الى دعوتي في العام 2004 لتأسيس رابطة ادباء وكتاب العراق ضد الاحتلال الاميركي ، فسارع الى تاسيس موقع باسمها من مقر اقامته في (اميريكا ) واستغل اسمي واسم زميلة كبيرة ، للترويج لها ، ورغبة مني ومن الزميلة – لحسن نيتنا وظننا بالاخرين – لم نشأ احباط المحاولة ، واكتفينا بالصمت المعلن والنصح غير المعلن – حتى يوم اكتشفنا ان (هذا المقاوم الامريكي تسلم تبرعات بعشرات الاف الدولارات من ناس متبرعين متوهمين ، بناء على نداء كتبه هذا الاحدهم يشكو فيه خشية اغلاق الموقع الذي لم يكلف اكثر من 400 دولار فاثرنا الانسحاب غير المعلن دونما افتعال ضجيج.
بعد ايام جاءتني الرسالة التالية من هذا الاحدهم:
(( اخي رضا : الموقع على وشك الاغلاق وعائلتي على وشك الموت ، فأرسل لي عشرين الف دولار او ستسمع قريبا ان عائلتي نفقت ، او اولادي تطوعوا في الجيش الاميركي ، وصاروا في بغداد ضمن مارينز الاحتلال ))
وقتها ، كانت بنا كمقاومين حاجة الى ثمن رصاصة واحدة لا يتعدى بضعة سنتات.
وحينها كتبت له مايلي :
(اخي (…) .. اظن ان وجود اولادك بين اخوتك وابناء اخوتك المقاومين اجدى لتحرير وطنك و (اشرف ) لك ولهم ، فاخبرني عن استعدادك لارسالهم ، وكن على يقين بان عائلتك لن تنفق وان موقعك لن يغلق ).
ومن يومها ، لم يرد علي هذا الاحدهم ، رغم انني اجده متابعا لصفحتي في الفيس بوك سبعة ايام كاملة في (كل اسبوع).
تنويهان لازمان:
اولا: آثرت الكتابة بلغة مبسطة جدا اعماما للفائدة.
ثانيا: اعرف ان هذه الاستذكارات ستفتح علي ابواب جهنم، فلا بأس بجهنم من اجل عيون العراق والحقيقة والحق.

Facebook
Twitter