رجح معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأميركي للابحاث أن يكون البعثيون والسلفيون وراء التمرّد المقبل في العراق، مشيرا إلى أن هؤلاء يعدّون العدة لمقاومة الحكومة الحالية. وألقى الباحث في معهد واشنطن مايكل نايتس، في تقريره حول “التمرد المقبل” في العراق، على “جيش رجال الطريقة النقشبندية”، واصفاً إياها بأنها “جماعة هجومية سرية يقودها بعثيون من أصحاب اللحى”. وقال نايتس أن “المنهج الأكثر تنظيماً ودقة الذي يتبعونه في حملاتهم لتقويض الحكومة في بغداد أثار تكهنات حول دور البعثيين السابقين في مثل تلك الشبكات. كما قال نايتس، متحدثاً عن “نقاشات جدية تجري في أوساط الاستخبارات الأميركية بشأن الدور الذي قد يلعبه البعثيون السابقون في مستقبل السياسات العراقية على المدى القريب، ومدى تأثير عناصر استخبارات النظام السابق والعسكريين على ذلك”. ووفقاً لمحللي الاستخبارات الأميركيين، لا يزال البعثيون في العراق يفكرون في تحقيق أهداف كبيرة ويرمون إلى العودة إلى السلطة، وهو أمر قال نايتس أنه “يبدو مستحيلاً”، لكنه استدرك بالقول أن “الاستراتيجية التي ينتهجها عزة الدوري وغيره من البعثيين أكثر دهاء ومكرا” بينما يركز محمد يونس الأحمد الموالي، على تأمين إعادة التأهيل السياسي وعمليات العفو وإعادة البعثيين المنفيين. واعتبر الخبير في “معهد واشنطن” أن “حزب البعث الجديد يسعى إلى الظهور على السطح مجدداً عبر استغلال الاستياء العام من سوء الخدمات وانعدام الثقة الواضحة من إدارة السياسيين الإسلاميين عديمي الخبرة للأمور البيروقراطية”. ووفقاً للمحللين الاستخباراتيين الأميركيين، فإن البعثيين يدركون أنه “لكي تنجح خطتهم، يجب أن تسود الفوضى، وأن يغادر الأميركيون العراق، كما يتعين عدم تحسن مستويات المعيشة فضلا عن ضرورة فشل أي حكومة ترعاها إيران من وجهة نظرهم”، وهذه العناصر “تلخص ما يقوم به “جيش رجال الطريقة النقشبندية” من أجل تولي القيادة”. ويرى نايتس، ان تكتيكات “جيش رجال الطريقة النقشبندية” وهيكله المحكم تدل بشكل كبير على أن “البعثيين وأفراد الجيش والاستخبارات من عهد صدام هم من يديرون الحركة”. وهم، بحسب المحللين الاستخباراتيين الأميركيين، يشكلون حركة “منظمة منضبطة تركز على انتقاء الأفراد المتميزين والتدريب والأمن العملياتي”. كما أن الهجمات التي يشنونها في جميع أنحاء البلاد، “تشير إلى أن جيش رجال الطريقة النقشبندية يستغلون الشبكات البعثية”.