معلاق وعيد وسينما بابل

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-bidi-font-family:Arial;}

علي السوداني


لا جديد تحت شمس العيد . حرنت في الدار حرون حارن اذا حرن . ثمة رسائل يابسة تطير من الصحب والصويحبات ، لتحط ببطن هاتفي الساكت . رسائل تلفونية جاهزة ومقتضبة وتفي بغرض الواقعة التي هي عيد يرقص على دحرجة ملايين من رؤوس خراف حانت ساعتها ودنت ، فقطفت فوق دكة الأضحيات . منظر الخراف في الجوبة ، منظر مروع . خروف يلوذ بسد خروف ، لكن سبّابة الشاري ، تؤشر بحزم صوب أسمنها . من قوة الجبن ، وحلاوة الحياة ، يدفر خروف ، خروفاَ ، ليحل محله بعيداَ عن عيني الشاري الشرهتين . تدافع غريزي مثل تدافع كتيبة جند شردت من أرض المعركة ، فلملمها رئيس عرفاء الوحدة ، قدّام آمرها المرصع كتفه المهدول ، بنجوم الظهر ، كي يصطفي خمسة من الخوافين الذين يحبون أمهاتهم ، فيقيم لهم حائط موت تلعلع فوقه طلقات ، قادمة هذه المرة ، من ” كلاشنكوفات شقيقة ” . في نيتي الليلة أن أخرج ونسة العيد من خشومكم وأجعلها تسيل مثل عيونكم . لم يعد بيت وصدر وعجز أبي الطيب المتنبي العظيم ، كافياَ لتحطيم وشالة أحلامكم . قبل سبعة سطور من راء السطر الراسخة ، أبديت قلقاَ وتعاطفاَ عظيماَ مع خراف العيد وأضحياته الداميات . أود أن أخبركم الآن ، بأن الأمر لا يخلو من مبالغة ومهاترة ، لأن جلّ هذه الرحمة وقرصة القلب ، ستنتهي حال قعودي على كرسي الأنتظار في مطعم كباب حجي حسين الفلوجي ، حيث عطر شواء الخرفان ، وضوع خبز التنور و ” الله بالخير استاد علي ، تره حسابك واصل ” وفعاليات أخرى منها ، أن واحداَ من الطيبين الطاهرين ، قد كمن لك بباب المغسلة ، وحيث انتهيت من سقاية لحيتك برشّة المنتهى ، انقض عليك هذا الكائن اللطيف السمين ، وباسك من كل وجهك ، سبعمائة بوسة . على ذكر المشاوي ورائحة الشواء الطيبة ، يسرني ويدخل الطمأنينة الى بطين قلبي التعبان وأذينه وشريانه الأبهر ، أن أستعيد نطفة منتوفة من سنين عربانة الكرزات خاصتي ، المزروعة بباب سينما بابل ، كل سبعينيات القرن الفائت . كانت الفلوس شحيحة ، والعيشة على قدّ الحال وكان على مقربة منا ، أنا وأبي ، عربانة جبار أبو التكة . أجوع وتقرقر بطني ، فأستأذن أبي وأستل من مجر العربانة المبروكة ، درهماَ ، وعند عربانة الشوي ، أوصي على شيش معلاق واحد . أخرج صمونة حارة من كارتونة مبطنة بخيش دافىء ، وأشق بطنها ، وأزيل منها بعض لب غير ناضج . أفرش الصمونة بفراش من الرشّاد والكراث المتاح ، والطماطة . في تلك اللحظة الحاسمة ، يكون شيش المعلاق قد نضج واستوى على عرش اللذة . شيش المعلاق يتكون من ست قطع أو سبع أو خمس . أقبض على الشيش العزيز ، بحلق الصمونة ، وأسلته سلتة مجرب ، وهنا تبدأ معضلة حسابية غير عادلة ، فالصمونة شاسعة كبيرة ، وقطع المعلاق شحيحة تاهت في زوايا الصمونة وخواصرها والمركز والأطراف ، وعليك أن تنهي أكلتك بمسك ختام يبقى طعمه لابطاَ حتى خروج آخر زبائن السينما من دور الساعة العاشرة ، لذا عليك أن تكون دقيقاَ وأميناَ وعادلاَ في توزيع العضّات : مساحة ثلاث عضّات من الصمونة ، بمواجهة وذرة من المعلاق الطيب . هي حيرة عظمى اذن ، ومصيبة تشبه جداَ ، مصيبة اكتشافك المخيف ، لأول شيبة تضحك فوق صيوان الأذن . من أغنيات العيد السعيد ، أنصتّ بشغف الى واحد غليظ يموّل وينوح قولة ” نص وجهك عيون ، سبحان من سوّاك ” وواحدة قوالة تعمل ردحة جوبي على قول ” يا أسمر يا حنطاوي ، طولك مدفع نمساوي ” ها أعزائي ؟  هل ارتحتم الآن ؟ عيد سعيد ثانية

Facebook
Twitter