لماذا اشهرعزيز السيد جاسم مسدسه بوجه صحفي لبناني وهدده بالقتل؟
بعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ اصدر يونس الطائي الصديق الشخصي للزعيم عبد الكريم قاسم صحيفة باسم الثورة عملت فيها مسؤولاعن الصفحة الاولى في العام ١٩٦٢ وحتى انقلاب شباط الدموي ضد النظام الوطني بزعامة قاسم.
في العام التالي ومابعده صدرت عدة صحف تحمل الاسم نفسه عن جهات حزبية ورسمية مختلفة ومنها الصحيفة القومية التي حملت اسم الثورة العربية وبعد تأميم الصحف العراقية صدرت الثورة كاحدى الصحف الصادرة عن المؤسسة العامة للصحافة والطباعة وبعد ١٧تموز١٩٦٨صارت من حصة جماعة رئيس الوزراء عبد الرزاق النايف وبعد استيلاء حزب البعث بالكامل على السلطة وازاحة النايف واعوانه عنها اقترح كريم شنتاف رئيس التحرير ارتباط الصحيفة بالقيادة القطرية للبعث وقد عملت شخصيا بكل تلك الصحف باستثناء صحيفة الثورة العربية التي عمل فيها قادة فلسطينيون مثل
حبش وحواتمه اضافة الى الرئيس اليمني الاسبق عبد الفتاح اسماعيل وفي احد الايام حدث شجار بيني وبين مدير التحرير
اللبناني الجنسية بسبب خبر محلي رفض نشره وتدخل ناجي الحديثي الذي كان يعمل معنا انذاك لتسوية الخلاف الا ان
الرجل الذي تم تعيينه بامر من ميشيل عفلق وفقا لرئيس التحرير طارق عزيز دفع الحديثي بقوة بيده وقال انه سيذهب
الى القيادة القومية لتقديم شكوى ضدي وهنا خرج الاخ والصديق الشهيد عزيز السيد جاسم من غرفته وشهر مسدسه بوجهه وحذره بانه سيرديه قتيلا اذا تقدم خطوة واحدة نحو سلم النزول وبعد ربع ساعة امر عزيز بنقلي الى صحيفة الجمهورية خشية وصول خبر الشجار الى عفلق .
كنت في مبنى اذاعة صوت الجماهير عندما اتصل بي نائبا رئيس تحرير صحيفة الثورة حميد سعيد وعزيز السيد جاسم يطلبان مني العودة الى عملي السابق فيها وذلك بعد مرور وقت غير قصير على انتقالي منها للجمهورية فرفضت ذلك
وعندها قال لي ان الرفيق صلاح عمرالعلي يريد ان يتحدث معك وكان صلاح غالبا ما يجلب معه العشاء عندما يزور
الصحيفة في تلك الاوقات للعاملين الذين كانوا يكنون له الكثير من الحب بسبب تعامله الاخوي معهم وبعد ان تبادلت معه التحيات طلب مني التوجه الى الثورة على الفور وقال انه يحمل امرا من ديوان الرئاسة بتعيين عزيز السيد جاسم رئيسا لمجلة اسبوعية باسم الغد وتعييني سكرتيرا لتحريرها وعندما وصلت للثورة قال عزيز ان البكر عزل طارق عزيز من رئاسة التحرير واتصل بالصحيفة وطلب خروجه منها على الفور والا )فانا ساحضر بنفسي الى الجريدة واقذفه من السطح للشارع لانه حول الصحيفة الى تجمع مسيحي كرادي (وبعد مضي بعض الوقت وصل الاخ صلاح للثورة وسلمني كتاب تعييني وتولى رئاسة تحرير صحيفة الثورة بدلا من طارق عزيز٠
قصة صحيفة !
عندما قلت لمديري العام وصديقي الشخصي محمد سعيد الصحاف عام١٩٦٩ اني قررت اصدار صحيفة اسبوعية باسم الطريق وعينت زميلي في صحيفة الثوره عبد الغفار الصاْئغ رئيسا لتحريرها وطلبت مساعدته في الحصول على الموافقة من وزارة الاعلام وافق على ذلك وطلب ان يكون هو رئيسا للتحرير وهكذا سار الامر منحتني الوزارة امتياز اصدار الصحيفة ووجهت كتابا الى نقابة الصحفيين اطلب فيه قبول الصحاف عضوا فيها كما ينص على ذلك قانون النقابة براتب شهري مقداره ٤٥ دينارا وضمت هيئة التحريرالزملاء طه عارف ورشيد الرماحي وزيد الحلي وخالد بوسف وزميل اخر او زميلين لا اتذكر ذلك وزودني كريم شنتاف بلقاء صحفي للبكر مع صحيفة المانية يتحدث فيه عن حوار مع الشيوعيين وغيرهم لتشكيل جبهة وطنية بينما زودني الصديق الشهيد عبد الخالق السامرائي بمقال لعزيز الحاج كان خص به صحيفة الانوار اللبنانية الا انه اهداه للطريق بدل ان يرسله للانوار وذلك بعد ايام من ظهوره في التلفزيون بعد اعتقاله وحديثه عن تنظيمه القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المنشق عن الحزب الاصلي بينما زودني الصحاف بصور تنشر لاول مرة عن الحشد العسكري الايراني في شط العرب وليلة طبع الصحيفة التي اقترضت اجور طبعها في مطبعة الفجر الجديد من دار العروبة للنشر والتوزيع اتصل بي الصحاف هاتفيا طالبا مني رفع اسمه من الصحيفة ووضع اسم الصائغ مكانه وفي الصباح احتل باعة الصحف المطبعة طلبا للمزيد منها بعد نفادها بالاسواق ووصول سعر النسخة الواحدة الى دينار كما اتصل بي الصحاف طالبا 150 نسخه من الطريق طلبتها القيادة القومية للبعث لارسالها الى بيروت الامر الذي اضطرني لاعادة طبعها من جديد ٠٠
وبينما اثار صدور الصحيفة انزعاج طارق عزيز رئيس تحرير الثورة وجلال الطالباني صاحب صحيفة النور وعامر عبد الله القائد الشيوعي لاسباب مختلفة اقام الصائغ دعوى بالمحكمة ضدي بتهمة استغلال اسمه بالنشر فاوقفت الوزارة اصدار الصحيفة فقررت الذهاب الى المطار لطلب تدخل وزير الداخلية الذي كان يستعد للسفر الى القاهرة لدى الاعلام لالغاء قرارها واخذت معي الى هناك صديق سعدون غيدان الشخصي الزميل الراحل وائل السعيدي وصادف وصولنا مع
دخول صدام حسين وكريم الشيخلي وزير الخارجية الى القاعة فتوجهت نحوهما مباشرة واستقبلني صدام بحرارة وشدعلى يدي وقال عندما حدثته عن الطريق وهو يضحك (والله ما اخاف عليك مشيت جريدتك براس البكر (واضاف وما المطلوب مني قلت اجراء حوار صحفي مع سيادتك يجريه الصحاف او انا وهذا يعني عودة الصحيفة للشارع فوافق وقال( والان اسمحلنا بالمرور لتوديع الرفيق ابو سمره ) لم نذهب لا انا ولا الصحاف الى صدام حسين فاستمر الحظر على الصحيفة من الوزارة فنقلت الامر الى عبد الخالق عند زيارته للثوره فاستدعى ناصيف عواد من غرفته وقال له( اذهب الى الصائغ فورا وخيره بين النفي من العراق اوغلق دعواه ضد الطريق خلال ساعة ) وقد نفذ عبد الغفار امر المرحوم السامرائي
الا ان وزارة الاعلام لم تلغ قرارها ضد الصحيفة.
صدام حسين في السراي !
قبل الدخول في موضوعة العنوان من المهم في رأيي ان اذكر ان خلافا جرى حول صحيفة الطريق بين مدير عام الاذاعة والتلفزيون الصحاف وبين وزير الاعلام عبد الله السامرائي دفع الصحاف للانسحاب منها وفي مطلع السبعينيات وافق عبد الغني عبد الغفور مدير اذاعة صوت الجماهير على تولي رئاسة تحرير الصحيفة وقدم طلبا للاعلام بذلك وبعد فتره نقل لي الصديق سامي مهدي الذي التقيته في مبنى الاذاعة والتلفزيون ان حسن العلوي الذي كان يتولى منصب مدير المطبوعات او الادارة بوزارة الاعلام لا اتذكر ابلغه ان شفيق الكمالي الذي كان صديقي منذ ماقبل تموز ١٩٦٨ اغلق الطريق وعندما نقلت الخبر لعبد الغني قال ان العلوي وراء غلق الصحيفة ٠
كان زميلي وصديقي الراحل لطفي الخياط مديرا لتحرير مجلة الحرس القومي بعد انقلاب شباط الدامي ١٩٦٣ وغالبا ما حدثني عن علاقاته الشخصية مع احمد حسن البكر وصدام حسين وفعلا اتصل به البكر ابان عدوان حزيران ١٩٦٧ في مبنى اذاعة القوات المسلحة وطلب التحدث مع النقيب ابراهيم مدير الاذاعة لاذاعة بيان لحزب البعث حول العدوان الاسرائيلي على العرب وبعد اتصالات اجراها ابراهيم بوزارة الدفاع ابلغه احدهم ان الرئيس عبد الرحمن عارف وافق على اذاعة البيان٠
كانت الساعة العاشرة صباحا عندما قررنا انا ولطفي تناول كبة السراي الشهيرة في بغداد وعندما اصبحنا على مقربه من
المطعم صاح بي لطفي بفرح (صدام حسين في مكتب الاستنساخ) ودخل الى هناك وانا اتبعه، كان صدام يرتدي دشداشة بيضاء ويلف راسه بغترة حمراء وعندما شاهد لطفي سحبه الى صدره وراح يقبله وهو يكرر عبارة (وين انت يابا) وعندما قدمني لطفي اليه صافحني بقوه وسالني وهو يهز يدي (شلون الصحافة وياكم ان شاء الله مرتاحين ماحد زاعجكم ) ثم سحب لطفي جانبا وراحا يتحدثان بامر ما وبعد ساعتين من ذلك اللقاء وتناول الكبة توجهنا الى الاذاعة والتلفزيون في الصالحية فسمعنا احدهم ينادي لطفي فركض نحوه وتعانقا وقدمه لى بعد ذلك قائلا الرفيق علي صالح السعدي وعندما صافحني مرحبا بي شعرت بشئ ما يحترق في داخلي فهذا الرجل ارتبط اسمه بانقلاب شباط الدموي وسلسسلة من الجرائم المرتكبة ضد عبد الكريم قاسم ورفاقه والاف العراقيين والعراقيات ٠