دعت مدرسة الامام الخالصي ابناء العراق الى مزيد من الوعي والحكمة والشجاعة لتثبيت الموقف الموحد والمحافظ على استقلال البلد وتماسك كيانه، كما دعت كل من يتحمل المسؤولية الى اثبات وجوده وممارسة دوره للدفاع عن العراق واهله، وكشف هذه العناصر الطارئة التي تسببت بممارساتها في تهيئة كل العوامل التي اوصلت بلدنا الى وضعه الكارثي الراهن.
جاء ذلك في بيان اصدرته المدرسة عقب الاعتداء الارهابي الذي نفذته زمر مسلحة ترتدي الزي العسكري استقدمت من منطقة بعيدة على المصلين يوم العيد بعد ان منعت الامام المجاهد الشيخ جواد الخالصي من اداء صلاة العيد في الصحن الكاظمي الشريف، واستخدمت الهراوات والعصي الكهربائية ضد المصلين داخل الصحن واسالت دماءهم.
وقالت المدرسة في بيانها: ان هذه الجريمة النكراء بحق المؤمنين من المصلين، وفي يوم مبارك، تشكل معلماً بارزاً على الممارسات المشبوهة والمتعمدة والتي تسوق العراق الى هاوية الفتنة والحرب الاهلية، كما فعلت طوال السنوات العجاف الماضية. ولولا حكمة المرجعية الواعية وصبر المؤمنين وتحملهم لتسبب هذا العمل الحقير والجبان، ببداية فتنة يسقط فيها العشرات من الضحايا، كما في كل المآسي والمصائب التي اصابت بلادنا وشعبنا ومدننا المقدسة بالذات.
وفي مايلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ)
(الموقف الشرعي في مواجهة الفتنة)
(حول الاعتداء الهمجي الآثم على مصلِّي العيد في حرم الامامين الكاظمين)
في ظل تتابع الاحداث الماساوية في العراق اليوم، وتصاعد حالات الاقتتال الداخلي، وتوسع مساحة المشردين والنازحين، مازالت الجهات المدسوسة والمشبوهة، تسعى لاستغلال الاوضاع وتصعيد الازمات والدفع بكل ما تملك من طرق ملتوية ووسائل خبيثة لايقاع الفتن وتصعيد المآسي بين ابناء الشعب العراقي بكل اطيافه وطبقاته، فاضافة الى الفتنة الطائفية والحروب التكفيرية والجرائم الوحشية التي تجري في انحاء البلاد، فان المساعي الخبيثة تحاول ان تزيد النار استعاراً حتى في داخل المدينة الواحدة، والاماكن المقدسة مما يؤدي الى تعقيد الازمات وتعميق الجراحات واسقاط الهيبة والقدسية عن اماكن العبادة والزيارة، فمنذ مدة طويلة تحاول الجهات التي سيطرت على العتبة الكاظمية المقدسة بعد الاحتلال وامتدادتها ان تجعل من هذا المكان المقدس مزرعة لها ولاتباعها، وقاعدة حصرية لجهات معروفة تريد احتكار العمل الاسلامي للسيطرة على الجماهير المؤمنة ودفعها في المتاهات المظلمة بحيث يسير العراق كله الى هاوية سحيقة لايمكن ان يقوم بعدها. وفي هذا اليوم، وفي عيد الاضحى المبارك، اقدم المتحكمون على مقادير العتبة الكاظمية على اقتراف جناية خطيرة بحق ابناء مدينة الكاظمية، وبحق زوارها بل وبحق تاريخ المدينة وتراثها وتاريخها، فبينما كان موكب العيد التاريخي يسير بسكينة ووقار، مكبراً ومهللاً لاداء صلاة العيد في الصحن الكاظمي كما هو المالوف التاريخي في هذه المناسبات، قامت قوة عسكرية مستقدمة من مناطق بعيدة عن الكاظمية، وعناصرها لايعرفون المدينة وعلمائها وابنائها، فوقفوا امام الموكب لمنع دخوله الى الصحن الشريف ودُفعوا باوامر مباشرة الى مواجهة الناس دون وعي او روية وشهروا السلاح على المصلين واستعملوا الهراوات الغليظة والعصي الكهربائية بشكل مكثف وبلا سبب او مبرر، الا دعوى الاوامر التي جاءتهم من رؤوس الفتنة الذين الفوا حالة الخنوع الدائم امام القوى الغاشمة التي حكمت العراق قبل الاحتلال وبعده.
ومما يحمل اهالي الكاظمية المفجوعين بالعيد بابنائهم جراء الهجوم الارهابي القذر على مدينتهم المقدسة قبل ايام قليلة الى التساؤل عن العلاقة الاجرامية الحميمة بين ذلك الهجوم الارهابي وبين الممارسة الاجرامية التي تعرض لها المصلون يوم عيد الاضحى المبارك عند توجههم لاداء صلاة العيد في العتبة المقدسة كما هو معتادهم في اداء هذه الفريضة في كل سنة ولمصلحة اية جهة تثار هذه الفتن الهوجاء كقطع الليل المظلم في الوطن وبالمقابل ماهي مسؤولية الجهات الرسمية والدينية المخلصة في وأدها وتقديم المباشرين لها للعدالة. فاذا كان المواطن لايأمن على حقه في اقامة فريضة دينية في عتبة مقدسة فعلى اي حق من حقوقه الحيوية سوف يأمن؟!
وهنا ندعو ابناء العراق الى مزيد من الوعي والحكمة والشجاعة لتثبيت الموقف الموحد والمحافظ على استقلال البلد وتماسك كيانه، كما ندعو كل من يتحمل المسؤولية الى اثبات وجوده وممارسة دوره للدفاع عن العراق واهله، وكشف هذه العناصر الطارئة التي تسببت بممارساتها في تهيئة كل العوامل التي اوصلت بلدنا الى وضعه الكارثي الراهن.
ان هذه الجريمة النكراء بحق المؤمنين من المصلين، وفي يوم مبارك، تشكل معلماً بارزاً على الممارسات المشبوهة والمتعمدة والتي تسوق العراق الى هاوية الفتنة والحرب الاهلية، كما فعلت طوال السنوات العجاف الماضية. ولولا حكمة المرجعية الواعية وصبر المؤمنين وتحملهم لتسبب هذا العمل الحقير والجبان، ببداية فتنة يسقط فيها العشرات من الضحايا، كما في كل المآسي والمصائب التي اصابت بلادنا وشعبنا ومدننا المقدسة بالذات.
هذا بيان ومناشدة الى جميع المواطنين المخلصين والى جميع المسؤولين الغيارى للتعاون والتشاور لاصلاح الاوضاع وقطع يد المفسدين الفجار والمندسين في مختلف المؤسسات الرسمية وتنظيمات المجتمع المدني، ليأمن الجميع على حقوقهم بالعدل والقانون ولكي لا يضطر المظلوم لاخذ حقه بيده والذي يترتب جراءه فوضى لا تحمد عقباها .
وثقة منا بنصر الله وايماناً به واتكالاً عليه، فاننا نعتبر هذا السلوك الاجرامي لحظة فارقة لكي يرى العراقيون، كل خيوط المخطط الخطير الذي اُعد للعراق واهله وللاُمة كلها للوقوف في وجهه وازالة افرازاته وآثاره الخطيرة.
(والله غالب على امره، ولكن اكثر الناس لايعلمون).
مدرسة الامام الخالصي
العاشر من ذي الحجة الحرام 1435هـ
5/10/2014 م