نادية العبيدي
من اروع ما انعم الله على الانسان وقدره بها هي الموهبة..!! وخصوصاً اذا ما اخذت هذه الموهبة بعين الاعتبار وصقلت ونحتت حتى يستوي صاحبها مختلفا عن الآخرين … ولا اتحدث هنا عن الندرة او الطباع وانما اتحدث عن السلوك الشخصي والقيمة الذاتية الانسانية .. وقوة الارادة .. والطموح .. كل هذه الاشياء واجبة على العائلة اذ ما لمست من قريب او بعيد شيئا من موهبة لدى احد افرادها ، ان تحرص على تطويرها وصيرورتها بالشكل الذي تتحول الى شيء نادر ورائع بمعنى الكلمة .. واذ يطالعنا الفنان التشكيلي محمد سامي … والذي ما ان تقلب لوحاته الفنية الا وتشعر بانك منتقل الى عالم اخر من خيال … فالابداع لديه يكمن في ضرباته الابداعية وتلمسها حنايا المكبوت الذاتي الانساني او مايسمونه في لغة نقاد الادب والفن بالمسكوت عنه نامة عن احساس رقيق بالذات والاخر معا … اما لغته اللونية فانها تكاد ان تكون قصيدة نثرية لامراة غجرية .. ترتسم على محياها البهجة مع ابتسامة ساحرة تجسد رقصة من التعبير المائج داخليا …
للفنان سامي محمد جناحان تنقل من خلالهما بين دول العالم واستقر اخيرا في المهجر بعيدا عن تراب العراق .. ليس هرباً من الحال الذي يكتنف العاصمة الحبيبة فهو مرتبط ارتباطا روحيا ومطلسما ولا يفك شفرته الا استنشاقه لتراب العراق .. وانما ليكمل جولته حول العالم كي يقطف الابداع من هنا وهناك .. مخلفاً الوشم العراقي الاصيل على جسد العالم الاجرد …
هو شاب رقيق المشاعر ولايمكن لروعة الريشة ان تنطق عن احاسيس بهذه الرقة الا اذا كان صاحبها يحمل قلبا من زنبق واحساسا من ياسمين … ودورق مليئا بضحكات مشبعة بالام الفراق للواقع المر الذي يسود ارض السواد … كل هذا يحمل مع حقيبة ملفوفة بها ريشاته الفضية منداة بدعاء الوالدة … استمكان لوحات هذا الفنان الشاب يمنحك صحبة لوجه وخط يتكرران في جميع رسوماته.. انه تمرد اللون الاحمر والحجارة وهسيس جمر الواقع تحت اضالع الفكرة … اتراه يصطفي خلاصه وخلاص الانسانية في لغة الحجارة؟
ربما!!.
وفقك الله يا محمد