طالب العسل
خرج الشباب الكرد في السليمانيه البطله في مظاهرات سلميه للتعبير عن رفضهم للفساد الإداري الجاثم على صدروهم منذ زمن المتمثل بسلطة الدكتاتوريات المزدوجه من (اكراد الحزبين) حيث جوبهت المظاهرات بأشد انواع العنف حتى قُتل من قُتل وجرح من جرح, حتى قتل الجلاوزه شابا صغيرا بعمر ستة عشر ربيعا يذكرني صراخه وهو اعزل يحتمي بحاجر كونكريتي بالشهيد محمد الدره الذي قُتل على يد العصابات الصهيونيه, لقد اثبت الجلاوزه الذين يتحكمون في العراق من شماله الى جنوبه ان لافرق بين جلواز وآخر وليس الكردي افضل وأرق مشاعرا من الجلواز العربي, ففي الكوت والناصريه والبصره وغيرها من مدن العراق شاهدنا جلاوزة السلطان والحمايات وهي تفتك بالمتظاهرين وكأنهم يحاربون أشد الأعداء…
الأمر بحاجه الى اعادة حسابات وترتيب منظومة العقل العراقي بشكل عام, فكيف يمكن للمسؤول التجاوز على مواطن هو نفسه قد أتى بهذا المسؤول واجلسه على كرسي المسؤوليه والحكم؟؟؟
اي بمعنى ان لافضل للمسؤول على المواطن وليس العراقي عبدا له, بل العكس هو الصحيح فعلى المسؤول ان يفعل المستحيل ليرضي المواطن لأنه ببساطه مُكلف بذلك فالمسؤوليه تكليف وليس تشريف, ولكننا نجد دوما رجال حماية المسؤول وهم يضربون ويسحقون بسياراتهم المواطنين بحجة انهم مكلفين بحماية المسؤول؟!! ولكن من هذا النكره الذي يموت ويُضرب الناس من اجله ليفسحوا له الطريق والا تسحقهم سيارات الدفع الرباعي؟؟
عجبا.. قتل وضرب هنا وهناك للمتظاهرين الذين يطالبون بابسط الأشياء بل هم يطالبون بامور كان يجب عليها ان تتوفر حتى دون التفكير بها, فالكهرباء ومنذ ان اخترعها اديسون لم تنقطع في الدول التي تحترم نفسها لأنها مهمه كالماء والهواء, ناهيك عن مطالبة الفقراء بالحصه التموينيه زاد العراقيين الوحيد الاوحد, والعجب في ان من يتظاهر ليطالب بحقوقه يُتهم بانه من رجال صدام, او عميل لدوله اجنبيه وينفذ اجندتها كما قال المالكي وغير المالكي, وكما قال الطالباني عن نوشيروان انه عميل لإيران وحيث كانت نكتة الموسم, فالطالباني عميل لإيران وتركيا وسوريا واسرائيل والكل يعلم ذلك حتى مناصروهم وهم يعللون ذلك بأنه حاذق وذكي وثعلب السياسه, اي ثعلب للسياسه واي ذكاء هذا؟؟ فهو مجرد حصان شطرنج يكون في المكان الذي يخصصه له اسياده, فهل نسينا انه يهرب الى ايران بعد كل مطارده من الجيش العراقي السابق, فلماذا يعتبر هروب نوشيروان الى ايران عارا .. هذا ان كان نوشيروان قد هرب الى ايران فعلا..
الحكومه العراقيه تتخبط وتصريحات المالكي انما تعبر عن خوف وخيبة امل وهو يعد بمحاسبة المفسدين وتولي الامور بشكل افضل!! ابعد ثمان سنوات من الفقر والحرمان تأتي ياولي امر العراقيين لتحارب الفساد؟؟
اليس انت احد اقطاب المحاصصه؟ فهل ستحاربها؟
اليس انت احد اصحاب الترضيه لكل المعارضين على حساب الشعب, فهل ستصلح ماافسدته؟؟
اليس انت من يقود البلد سنوات طويله وفي عهدك اصبح العراق الدوله الاكثر فسادا بالعالم, فهل ستحارب الفساد؟؟
اليس انت رئيس وزراء العراق؟؟ فهل ستثبت انك فعلا رئيس وزراء العراق؟؟؟
انها اسئله لكل مسؤول ووزير وبرلماني في العراق, فكل هؤلاء منظومه واحده… الفاسد فيهم بسعر الشريف, والا ان كان شريفهم شريفا فلماذا لايفضح المفسدين؟؟ ولماذا يستمر في حكومه وبرلمان ينخرهما الفساد حتى النخاع بل حتى النخاع قد التهمه الفساد فلم يبق شيئ بعد لم يُلتهم..
حق للعراقيين ان يتظاهروا وان يلعنوا الفساد والحكومه والبرلمان وطوبى لمن يسقط في التظاهرات, فمحمد الدره في الشمال ومحمد الدره في الجنوب والمسؤولين هنا وهناك يتهمونهم بالعماله وبتخريب المال العام, فالحكومه متشنجه منفعله لاتعرف كيف تسيطر على الأمور فتصريحاتهم كلها انفعال واتهامات وهو الامر نفسه في الشمال حين صرح نيجرفان برزاني وحالته يرثى لها من العصبيه والتشنج والإنفعال وهو يتهم اشخاصا بالوقوف وراء احداث السليمانيه, وكانه ليس من حق العراقيين التعبير عن آرائهم وآلامهم الا بتحريض خارجي؟؟
اليس الفقر والجوع والحرمان في بلد غني هو اكبر دافع للإحتجاج؟؟
اليس انعدام الخدمات في بلد النفط والغاز والخيرات هو اكبر دافع للإحتجاج؟
اليس اغتناء المسؤول وافتقار المواطن هو اكبر دافع للإحتجاج؟؟
اليس ان يعيش المسؤول عيشة الملوك ويقبض رواتب هي الاعلى في العالم, بينما يعيش المواطن على الحصه التموينيه التي موادها هي الأسوأ في العالم هو اكبر دافع للإحتجاج؟؟
اليس عدم احترام المواطن واحتقاره والنظر اليه بإستعلاء وفوقيه وتكميم الأفواه واحتكار الرأي والغاء الرأي الآخر انما هو اكبر دافع للإحتجاج؟؟
صبر العراقيون ثمان سنوات كانت من اكثر السنوات عجافا, فقد صبروا فيها على القهر والضيم والحزن والإرهاب وانعدام الخدمات وكان عليهم القيام بتلك التظاهرات من السنه الأولى وكان عليهم رفض الحكومه والبرلمان مباشرة ولكنهم صبروا وكان هذا خطأهم الكبير القاتل, فقد الهتهم الحرب الطائفيه التي اشعلها السياسيون وميليشياتهم فلم يفكر الشعب حينها سوى بالبقاء على قيد الحياة, فقد عرف السياسيون انه كلما انشغل الشعب العراقي بمسألة الإرهاب كلما كانت فرصة المسؤول كبيره بالبقاء في مركزه ليسلب وينهب, ولكن شاء الله ان يصحى العراقيين وهاهم يثورون اليوم ضد الظلم والفساد ويقدمون الجرحى والشهداء لنيل الحريه, وهاهي الشراره قد تحولت وستتحول الى نارا تأكل الفساد والمفسدين فطوبى لمحمد الدره العراقي وطوبى لشهداء العراق.