كشفت مصادر مطلعة عن مساع للتوحد في قائمة انتخابية أقطابها رئيس الوزراء حيدر العبادي والحشد الشعبي وكتل من التحالف الوطني ليس من بينها التيار الصدري.
وأبرز هذه المساعي التي تجري داخل التحالف الوطني، مفاوضات خاصة أفضت الى “شبه اتفاق” على خوض تلك القوى الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة، وتجري هذه التفاهمات بمعزل عن التيار الصدري، لكن تحوّلها الى اتفاق مبرم يتوقف على حسم الخلاف من رئاسة القائمة وزعامة التحالف الوطني.
في المقابل يجري التيار الصدري حواراته لاستقطاب رئيس الوزراء وبعض القوى العلمانية وممثلي الأقليات، لتشكيل قائمة “عابرة للطائفية”.
لكن نواباً اعتبروا الحديث عن “حكومة اغلبية” أمر سابق لأوانه، مشددين على ضرورة التركيز على تحرير المدن المحتلة، وتعزيز الثقة بين المكونات، وذلك على خلفية دعوة رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم مؤخرا، الى تشكيل حكومة “أغلبية وطنية”، داعيا إلى تغيير المنهج الذي يُدار به النظام السياسي من الشراكة الوطنية الى الأغلبية والأقلية الوطنية.
قيادي بارز في حزب الدعوة الإسلامية، يؤكد أن “الكتل ا متواصلة في اجتماعاتها بعدما حققت تقاربا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، وحسمت الكثير من خلافاتها وهي تستعد للإعلان عن تحالفها الانتخابي الجديد”.
ولفت الى ان “القائمة الانتخابية ستضم اغلب قيادات الحشد الشعبي وكل اطراف التحالف الوطني عدا التيار الصدري”، مشيرا الى ان “قوى التحالف الوطني تواصل مفاوضاتها لبلورة رؤية موحدة من القضايا الخلافية والتي تتركز على ترؤس القائمة الانتخابية وزعامة التحالف الوطني”.
في غضون ذلك، كشفت مصادر نيابية عن تشكيل الكتلة الصدرية لجنة رباعية تأخذ على عاتقها التفاوض مع الاطراف القريبة من تطلعاتها وتوجهاتها وفي مقدمتها جناح العبادي، موضحة أن لجنة الصدريين “بدأت تتحرك على كتل متعددة وبعض ممثلي الأقليات الأخرى”.
وتشير المصادر الى ان رئيس الوزراء ما زال مترددا بعض الشيء في خوض غمار الانتخابات بمعزل عن حزب الدعوة.
وتؤكد ان “مفاوضات الكتل كلها ما زالت حبرا على ورق ولم تتبلور بشكل متفق عليه بين كل القوى السياسية”.
وكشفت عن لقاءات مستمرة يجريها رئيس الوزراء حيدر العبادي من اجل المشاركة في الانتخابات بقائمة واحدة.
ويبدي التيار الصدري استغرابه من الحراك السياسي الذي تقوده شخصيات يصفها بانها “فاشلة وتسببت في دمار العراق”.
ويؤكد نائب رئيس كتلة الاحرار علي شويلية، ان “توجهات التيار الصدري المركزية تعمل على تشكيل قائمة عابرة للطائفية لتصحيح المسار”، مضيفا “هناك تقارب بين كتلة الأحرار ورئيس الحكومة حيدر العبادي لكن لم يعلن عن اتفاق بتشكيل قائمة انتخابية موحدة للمشاركة في الانتخابات المقبلة”.
ويوضح “مفاوضات الصدريين لم تقتصر على كتلة أو مكون بل ستكون شاملة لكل أطياف الشعب العراقي”، مشيرا الى ان “العبادي نفى وجود مثل هكذا تقارب داخل البيت الشيعي لخوض الانتخابات المقبلة بشكل موحد”.
ويشدد شويلية على ان “الكتلة العابرة للطائفية لن يدخلها الفاشلون والذين تسببوا بدخول داعش إلى المحافظات العراقية”.
الى ذلك، يرى النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، أن “تشكيل حكومة أغلبية سياسية أمر سابق لأوانه”، معتبرا أن “أولوية المرحلة الحالية تتمثل بتحرير المناطق من سيطرة داعش التي ستخلف الكثير من المشاكل والتداعيات”.
ويضيف “هناك الكثير من المشاكل والخلافات تحتاج إلى حلحلة قبل التفكير بتشكيل حكومة أغلبية سياسية وغيرها”.
وفي السياق ذاته يقول النائب عن اتحاد القوى العراقية أحمد السلماني، ان “هناك مفاوضات بين كل القوى السياسية من اجل التحضير لشكل الحكومة المقبلة”، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل هذه المباحثات.
ويؤكد السلماني ان “هناك أزمة ثقة بين مختلف المكونات، ولابد من تطمينات من اجل تشكيل حكومة أغلبية سياسية للدورة البرلمانية المقبلة”.