تستمر طاحونة الفساد، كما يسميه شباب المجتمع البصري، ماجد النصراوي محافظ البصرة، بممارسة طحن المال العام، وفي التفاصيل نعرض منتوجا بارزا من منتوجات طاحونته وهو شراء قطعة ارض تمتاز بموقع تجاري ستراتيجي وسط البصرة بمبلغ “10 الاف دينار” فقط للمتر الواحد!.
وكشفت وثيقة صادرة من مديرية بلدية البصرة التابعة لمديرية البلديات العامة في وزارة البلديات والاشغال العامة، عن منح منح ماجد النصراوي، محافظ البصرة، قطعة الارض المرقمة “(156/ 57) حي كوت الحجاج”، في وسط المحافظة، ببدل قدره (10 الاف دينار)، للمتر الواحد.
ونصت الوثيقة التي تحمل توقيع مدير بلدية البصرة، نصرت لعيبي سالم، الصادرة بتاريخ الخامس من آب 2015، على ما يلي:
“استنادا لاحكام قرار مجلس الوزراء رقم (54) لسنة 2009، وتنفيذا لما جاء بكتاب وزارة البلديات والاشغال العامة/ مديرية البلديات العامة/ فسم الاملاك ذي العدد (ب/س/2163)، في 29/6/2015، خصصت القطعة (156/ 57 كوت الحجاج)، والبالغ مساحتها (425) م مربع، الى (ماجد مهدي عبد العباس) ببدل قدره (10 الاف دينار عراقي) للمتر الواحد، وبمبلغ اجمالي قدره (4 ملايين و250 الف دينار عراقي).. يرجى اتخاذ ما يلزم بتسجيلها باسمه عقاريا”.
والمبلغ الذي حصل من خلاله النصراوي (بفضل منصبه)، على قطعة الارض “لا يكفي لوجبة غداء”، في حين لا يقل السعر الحقيقي عن مليوني دينار للمتر الواحد في حي كوت الحجاج بمنطقة العشار.
وتبين الوثيقة أن النصراوي، وهو رئيس للحكومة المحلية في البصرة، “استثمر” منصبه والحزب الذي ينتمي إليه أفضل استثمار، عبر “الاستيلاء” على قطعة الأرض تلك، التي تقع وسط مدينة البصرة وتطل على شط العرب، إضافة إلى أنها تعد “القلب التجاري النابض” للمحافظة.
في منطقة تجارية سكنية إستراتيجية كالعشار تكون أسعار العقارات الأعلى في المحافظة، كما هو الحال بالنسبة لأسعار العقارات في مناطق العاصمة بغداد، بالتالي فأن سعر المتر الواحد في “أشد الاحتمالات بؤساً” لا يقل عن ألفي دولار أي ما يعادل مليونين ونصف المليون دينار.
ووفقاً لذلك، فأن أرضاً بمساحة 425 متراً مربعاً سعر المتر الواحد منها مليونين ونصف المليون دينار، لا يقل مبلغها الإجمالي عن المليار دينار، لكن المفاجأة أن النصراوي اشترى أو بوصف أدق “استولى” على هذه الأرض مقابل مبلغ لا يمكن وصفه بغير “المبلغ التافه” وهو أربعة ملايين و250 ألف دينار، بسعر 10 آلاف دينار للمتر الواحد.
النصراوي الذي “استولى” خلال توليه منصب محافظة البصرة على عشرات المليارات من الدنانير أن لم تكن مئات المليارات، لم يكتفِ بما لديه من ثروة تغنيه هو وأحفاد أحفاده، بل راح يستولى على أراض وعقارات بمليارات الدنانير ليضيفها إلى خزينته “السرية” التي لا يعرف أحد أين مكانها سوى “طليق” ابنته الذي سرق منها 53 مليار دينار وهرب إلى جهة مجهولة.
وبحسب الوثيقة، فأن وزارة البلديات والأشغال العامة هي “عرابة” عملية الاستيلاء هذه، حيث بموجب كتاب منها “وهبت” النصراوي قطعة الأرض هذه في حزيران من العام الماضي.