المصرف العراقي للتجارة، وبعد ان انتهى من سطوة حمدية الجاف وفسادها، بقي من ابرز المؤسسات المالية الرسمية “فسادا”، ليثبت ان “الركائز الإدارية” له غير قادرة على “تحصينه” من السراق، بل تقترب من التواطؤ، حيث لم يأت المصرف بأي شخصية مالية نزيهة او ذات كفاءة، واعتمد على “العلاقات” بالتعيينات، واخر من برز من “فاسدي” المصرف هو مستشاره الأمني (ع.ك.ش).
بدءا من خطابات الضمان “الوهمية” والقروض وتمويل المشاريع الوهمية أيضا، او منح مبالغ، هي اضعاف الكلف الحقيقية للمشاريع، ووصولا للعمولات في تمرير العقود الرسمية واطلاق الأموال، شهد المصرف شتى أنواع الفساد، خاصة تدخل زوج اخت اياد علاوي ووزير الداخلية الاسبق نوري البدران، بعمل المصرف، ومحاولته الضغط على مديره الجديد فيصل الهيمص، نتيجة لعلاقة اجتماعية “قديمة”، حيث كان البدران اول من بدأ محاولات “السرقة” من المصرف بعد حمدية الجاف.
من شخصيات بهذا المستوى ونزولا للمستشار الأمني للمصرف، الذي عين عن طريق الواسطات، بعد ان طرد من شركتي زين للاتصالات واريكسون، بسبب فساده المالي والأخلاقي، حيث سرق حقوق الموظفين وأرتشى وتحرش بموظفات عدة، إلا انه استطاع الوصول لمنصبه الجديد، ولو ان المصرف أوصد ابوابه بوجه الفاسدين “ماليا وأخلاقيا” لما استطاع هذا الفاسد الوصول لنقطة التفتيش الخارجية وليس ان يتحصل على منصب فيه.
كل إنجازات هذا الفاسد، كانت انضمامه لفدائيي صدام وحصوله على شارة ام المعارك، قبل عام 2003، هذا كل ما يملكه ، بعدها بدأ بالتملق والتزلف حتى يصل الى وظيفة جيدة تمحو تاريخه “الأسود”، فعمل ببعض الشركات واستطاع ان يكسب ود المتنفذين في السلطة عبر لقاءات وجلسات خاصة، فضلا عن اتباعه أسلوب، لم يفكر به احد من قبل، ويصلح ان يكون فيلما أمريكيا.
اذ اتبع أسلوب، العقدة والحل، حيث تعمد صنع أزمات وعقد، وهو على دراية بكافة معطياتها وبذات الوقت يملك الحل لها، وبتخطيط دقيق، يجعل من الازمة تتفاقم دون ان يتوصل أي شحص لحل، ليأتي بعد ذلك ويطرح الحل وتنتهي الازمة!!.
هذا الأسلوب اتبعه (ش) في المصرف العراقي للتجارة، وبه تقرب من المسؤولين عن المصرف، وكسب ودهم وأصبح مقربا من أصحاب القرار.
وصار كل عمله في المصرف، هو ابرام الصفقات والتفاوض على العمولات، ويقضي كل يومه بالبحث عن العملاء “الطاكين” وعن أي معاملة متوقفة، من اجل التفاوض والتنسيق بين الموظفين وأصحاب الشأن للحصول على عمولة مقابل تمشية المعاملة.
بعد كل هذا، وبعد البدران والحسيني وغيرهم، من “المتنفذين” يبدو ان (ش) سيصبح ابرز اسم في تاريخ المصرف، وسينضم الى قائمة “السراق الكبار”، اذ انه بدأ يخطط لعملية احتيال “كبرى” في المصرف، وأصحاب القرار “لا يعلمون”.
اذ كشفت مصادر مطلعة ان (ش) بدأ بالتخطيط لعملية احتيال كبيرة سيجريها في المصرف، عبر شبكة من الشخصيات صاحبة الشأن، التي ستوفر له الأرضية المناسبة لاتمام عمليته، مقابل نسب ضخمة.
هل ستكون أموال المصرف عرضة لسرقة كبرى جديدة، بعد كل ما شهده، وهل ستذهب هباء ودون أي استرجاع او عقوبة بحق السارقين؟ والى متى يستمر المصرف بتعيين شخصيات فاسدة دون رادع؟ وهل أمواله “خاصة ام عامة” حتى تبقى “لعبة” بيد من هب ودب!!؟