زياد صيدم
من جملة ما يثيرنا على فضائيات العار المتساوقة مع الغزو الصليبي على أرض وشعب ليبيا هو نقلها للتناقض الفاضح والذي يدعو إلى الشفقة على ما آلت اليه الآلة الإعلامية المأجورة في الابتعاد على أقل ما يوصف بالمهنية الأخلاقية للصحافة عن نقل الحقائق لكن ماذا نقول في إعلام يكرس وقته في التحريض على الغزو وتبريره للخيانة التي أصبحت وجهة نظر يتم نقاشها علنا ؟؟!! بل ويسوق العدوان لتبرير تمويل عربي أحمق لتكلفات الغزو على ليبيا تمويلا كاملا غير المشاركة الفعلية في الغارات اليومية وما تكلفها كل طلعة طيران تابعة لهم بقيادة طيارين أمريكان بلا شك..
لنعود إلى الموضوع الأساس وهو خروج معارض ليبي لا يدعو فقط لتدخل حلف النيتو بريا كما فعل الآخرون وإنما يطالب الشعب الليبي بعدم التظاهر والتجمع في منطقة باب العزيزية كونها منطقة خطرة !! حيث سيعرضون حياتهم للخطر خرج هذا الدعي بكل وقاحة اليوم الجمعة في أخبار منتصف الليل بتوقيت القدس على فضائية العربية وعند بحثي عن أهمية هذه المنطقة اتضح بأنها مقر إقامة الزعيم الليبي ..بمعنى أن الموالين لزعيمهم يحمونه بأجسادهم وهنا أتساءل : كيف لمعارض أن يتحدث ويبرر للغزو بأنه لحماية المدنيين ويطالبهم بإخلاء بعض المناطق المدنية لأنها خطر على حياتهم؟ وفى هذا تهديد مبطن لا يخرج على لسانه وإنما ما وراء الأكمة شيء في الخفاء قادم ؟..
وللعلم ومع تفحصي وجدت بأنهم قد تجمعوا أيضا في مدينة سرت الليبية حول إحدى المنشآت المدنية لحمايتها.. فلو كان يعلم هذا المعارض الصليبي الحاقد لذكرها في سياق توجهاته ورسالته الخطيرة للشعب الليبي الصامد ضد الغزو وضد المتخاذلين الملقبين زورا وبهتانا من تلك الفضائيات بالثوار ..فأي ثوار يكونون ومن أى نوع هم ؟ الذين يتحالفون مع أمريكا والغرب لقتل وتدمير البلاد واللذين سقطوا في براثن الخيانة العظمى بفتوى شرعية إسلامية ثابتة في العقيدة ومدعمة بأحاديث للرسول الكريم و مسندة أيضا لا تقبل أي جدال أو نقاش ..
ومن غرائب الصدف أنه لم يتجرأ حتى الآن أي من شيوخ وعلماء الإسلام بإعادة التذكير بها ؟!!.. وهنا لابد لنا من وقفة للتاريخ بان هذا الشعب الضعيف تسليحا في مقابل ترسانة التحالف الاستعماري الجديد والتواطؤ الإجرامي من خونة بحكم الدين والأعراف والتشريعات السماوية والأرضية إلا انه بصمود وكبرياء يحول بأجساده العارية ليشكل دروعا بشرية وهو مطمئن إلى أن طائرات الغزو شعارها حماية المدنيين ولكننا نعلم بأنه شعار لا صحة فيه والأغراض استعمارية فاضحة ..لكن التساؤل الآن طالما أنهم أرسلوا بعضا من أبواقهم يطالب الجماهير المسالمة والمحتشدة في باب العزيزية بالانفضاض للخطر القادم عليهم فان في الأمر تدبيرا لمجزرة قادمة وستكون على الهواء مباشرة وحينها سيخرج الخونة ليقولوا قد حذرناكم وما كان على الرسول إلا البلاغ..وهنا سنقول لهم:
إن لم تستح فافعل ما شئت فالخائن لا خير فيه لنفسه ولا خير منه لشعبه فهو دوما إلى مزابل التاريخ وبئس المصير وان اعتقد بأنه فاز وانتصر لاحقا بتحالفه مع قوى الشر والعدوان ..إلا انه سيعلم لاحقا حين لا تنفع ساعة مندم بأنه خسر دنياه وآخرته وسيجلس محسورا مذموما والعياذ بالله وأن البلاد وقعت في أتون حرب أهلية..
فالشرفاء من شعب ليبيا ومن أحفاد الشهيد المناضل عمر المختار لن يرضوا بالاستعمار أو أذنابه النجسة حُكما أو إقامة على تراب بلادهم وستعلمون بان الله حق وصادق فى وعده .. وانتم الزائلون لا محالة