عبد الرضا الحميد
لهما ، وحدهما ، اغني.
ولهما ، وحدهما ، ألوي أعنة خيلي ، وأزين مضارب القبيلة بعصافير القصيد.
لهما ، وحدهما ، أنحت مسلة الاسماء، من دمي على عيون الضواري.
فأسميتها (وطني) ذات دم يتعثق على قميصي، واسميتها نرجسة المعنى.. وبيت الوجد.. وفرقد البياض.
واسميته (الرغيف).
وقلت لها والموت قاب قوسين او ادنى:
(سيعود)
وان موعدنا الحب.. وليس الحب ببعيد.
وناست كفاختة يرمد عينيها الدم المتعثق على قميص هواها.
وربما نشجت
وربما غنت:
( دك هاونك ياحزن .. واسحك بكايا الليل)
او غسلت بجديلتيها وجنة شمس تشرق من دم على قميص هواها، ودم على النوافذ مخضبات بالعصافير ، ودم على الزواجل متعجلات الوصل على دم السحاب.
من دم التراتيل ، ودم على الاكاليل،
من دم على التواريخ، ودم على المسلات،
من دم على الحكمة الشهيدة، ودم على الفراشات راشفات الشهد من الدم المتعثق على قميص هواها،
من دم على شفة تلثغ بقبلتها الاولى ، ودم على المواعيد ، ودم على بوح الخوافق، من دم على السياب و ( ليتني كنت كديواني ) و (أفر من صدر الى ثان).
من دم ( لاتقولي لي احبك) ودم ( وتمرين كما مرت غمامة دون غيث، دون وعد، دونما حتى ابتسامة).
ربما وربما وربما…
واسميتها فردوس جنائني التي ( اغار عليها من فم المتكلم ، واغار على اعطافها من ثيابها ، اذا لبستها فوق جسم منعم).
واسميتها يمامتي التي ( احسد كاسات تقبل ثغرها، اذا وضعتها موضع اللثم في الفم).
ومن دم دم الى دم دم قلت لها( سيعود) فهدلت:
( دك هاونك ياحزن … واسحن بكايا الليل
دك هاونك ياحزن… خليني اسمعك ترن
مامش بعد كل رجه… يوصل قطار الليل)
وربما شجن الدم السفيح على الدم المتعثق على قميص هواها، فصاغ من كفنه ربابة وحدا:
( زخن ليالي الحزن … جيلات فوك الضلع
والفجر طش حمرته… بعيون اهلنا دمع
طلكنه والله الصبر
ورحنه مشي للكبر
ورفضوا دفنا بعذر… الدفان مابيه حيل
دك هاونك ياحزن… واسحن بكايا الليل)
واسميتها (المحطة) واسميته ( الوعد).
وربما ناحت بقربي حمامة طاردها الموت فاصطاد خيبته:
( ملينه بعدك وعد … علسجة منتظرين
ورحنه باجفان الدفن… للكبر متونسين
بس مالكينه كبر
وردنه نأجر كبر
كالوا تره المكبرة… مابيها انج يشيل
دك هاونك ياحزن… واسحن بكايا الليل)
وربما نشج الدم ذات قيامته على قميص هواها المعمد بغرين دجلة فغنى لها، لحاملة اختام اله الحب ونرجسة المعنى وفرقد البياض:
( الكطا رف الجنح … ومثله العراقي طار
لا سنبل ابدا بكه … ولا ظل وطن لا دار
حتى الفخاتي ارحلن
بطوك الحزن سافرن
وشاخ الضبع عالسبع … وجالونه بالهم جيل
دك هاونك ياحزن … واسحن بكايا الليل)
لكن الدم الموعد قال سورته: (سنعود)
والدم الموعد لايكذب
وعدنا
عدنا ياموج الجرح وجرح الموج
عدنا
وان موعدنا الحب.. اليس الحب بقريب؟؟؟