للعربي الذاريات ابدا

   ثمة موار في بلادنا العربية غير سوي ، ثمة ارتجاجات تصنعها اصابع خفية ، تنشر جريدتنا ( العربية) بعضا منها في هذا العدد ، ثمة اطاحات منتظرة باي مشروع عربي نهضوي مقاوم لجميع الاحتلالات ورافض للغزو والاحتلال والهيمنة، ثمة عبودية اخرى تنتظر التسلل الى اوطاننا وبيوتنا وعقولنا وقلوبنا لنتحول من بعد الى غلمان واماء.

فاتعظوا يا اخوتي  الشباب في مشرق بلاد العرب ومغربها من تجربة بلاد قاسى ما قاسى مدة ليست بالقصيرة بسبب الاجندات الطامعة والغش والتدليس  ، لقد ديست حضارات وسقطت عروش وانتهكت كرامات واستبيحت اعراض وهرس الشعب تحت سرف دبابات المحتل بحجة التحرير …

الاصابع الخفية مازالت تنحت في حجر الاقبية الخفية انحرافا تريده ان يعيد سكة النظامين المصري والتونسي السابقين المنهارين الى سابق عهديهما، فان المترشح لحد الان يشي بحدوث انعطافات قد تلقي بالدماء الطاهرة التي نزفت في سلال الاهمال.

هل ننتظر من الغربي الماجن والمتهتك والمنحط ان يقوم لنا حياتنا ويهدينا الى سواء السبيل؟

لنتمعن حياة الغرب ونتأمل اي معدن خسيس فيها؟ لهم مدن عفنة عطنة تجوس فيها الموبقات على مدار الساعة وتتحول فيها انسانية الانسان الى شئ قابل للرمي حال الانتهاء من صلاحيته تماما كالمناديل الورقية.

وحتى عوام الناس من فقرائهم ومقموعيهم لهم مناطق خاصة تقوم على نظام العصابات فالداخل اليها دون  اذن مقتول والخارج منها الى غيرها مقتول ، ولا يستطيع حتى رجل الامن ان يدخلها منفرداً اذ انهم لن يتركوه يغادرها بسلام دون التعرض له .. ونحن نضع كل الامكانيات في خدمة رجال الامن ونكون صفاً معهم متعاونين سواء كان مع الشعب او مع اية حكومة قامعة ، فالقانون عندنا سيد ، اما عندهم فالسيادة لحيتان المخدرات والسلاح الذين يصنعون حروبا تهرس ملايين البشر من اجل ترويج بضاعتهم.. وكلنا يعرف العراق وقصة المنظومات الكهربائية التي اصابها المرض منذ اكثر من اثنين وعشرين عاماً وليلنا الاسود الحالك بسببها لكن بيوتنا رغم ذلك ظلت آمنة ولم نسمع عن سرقات او اغتصاب او مآس قاتلة بسبب الكهرباء .. على العكس مما تردد عن انقطاع الكهرباء لاقل من ساعة في احدى مقاطعات امريكا حيث سجلت اعداد مرعبة عن سرقات وعمليات سطو مسلح وكذلك الاغتصاب والقتل … ولا تفوتنا ايضا ان تلك الدول التي تزعم الديمقراطية والامن وسلام الناس وتعبر الاجواء والمحيطات بطائراتها وفرقاطاتها تأنف ان تلتفت الى مواطنيها البؤساء فملايين الناس يعيشون بفقر مدقع ويعتاشون على ما تفيض به حاويات الاغنياء او المطاعم او ما تلوذ به القطط والكلاب السائبة اذ يقتسمون اللقيمات معها … ولا يملكون حتى اسرة ينامون عليها متحلقين حول حاويات يحرقون بها النفايات بحثا عن دفء في ليل شتائي بارد …اما العربي ان فقر وان اثرى، ان تحرر وان كبل، ان كان نظامه شموليا ام متعدد الجنسيات ، وان كان مليك لاندري من اين اتته الملوكية يسوسه او امير لا ندري من اين اتته الامارة او رئيس جاء للرئاسة بثورة او بدبابة محتل او بقطار اميركي وسكة فرنسية او بريطانية ، فله ان يبحث عن حريته، لكن في تاريخه وقيمه ورسالته وليس في نفايات الغرب الاميركي؟

فهل ثمة متعظ؟

 

Facebook
Twitter