لكي لا ننسى موروثنا الشعبي ولكي نذكّر من مارسها ، ولكي نُطلِع الأطفال والصبيان على ألعاب آبائهم ونذكّرهم كيف انها كانت تعبر عن تضامن ومحبة وترابط في ما بينهم ، وتسطّر أنماطًا من سلوكهم العفوي الجميل .. فما أحلى أيام زمان وما أروعها من العاب أختفى معظمها من ساحات اللعب .
فما أحلى تلك الأيام ، وما أروع البراءة والبساطة فيها، بلا أحزان وهموم كان الأطفال يلعبون ويلهون في الحدائق والطرقات ، يلعبون العاباً تمنحهم قوة في العقل والجسم ، وتستخرج مواهبهم الكامنة ، فمَنْ مِنّا لا يحنُّ إلى ذلك الماضي البعيد الذي لعبنا فيه (الصكلة ) و ( الجعاب ) و ( الجلكة ) و( الهويشة ) وفي الدعبل ( الطنب ) والثعلب فات فات ، ومن منا لم يحن إلى أرجوحة ركبها ؟.
العاب جميعها تكرّس القيم الاجتماعية التي يحرص عليها المجتمع، لاحتوائها على كثير من المضامين التربوية الهادفة وللأسف أن أطفالنا اليوم لا يعرفون عنها شيئاً واختفت بفضل ( الإنترنت ) وشبكة التواصل الإجتماعي وغيرهما من وسائل تسلية أخذت من الأطفال وقتاً أكثر من اهتمامهم بالموروث الشعبي .
ومجاييلنا ومن سبقنا يذكرون العاب “الصكلة “ويلعبها الأولاد كما تلعبها البنات ، و”التوكي ” التي كانت لعبةً للبنات أكثر منها للأولاد وأحياناً يشترك فيها الطرفان و”الجلكة” و”ألطم خريزة” .. أنها العاب جميلة وشائعة في ذلك الزمن الجميل إختفى معظمها لكن بقيت في ذاكرة البعض .
ففي لعبة الصكلة يفترش مجموعة من الأطفال الأرض وبين أيديهم خمس حصوات حيث يقوم من عليه الدور بفرش الحصوات على الأرض ويختارمنها واحدة في اليد ثم يقوم بقذفها في الهواء والتقاط الحصوات واحدة تلو الأخرى، ثم تتم إعادة نفس الحركة والتقاط كل حصاتين معاً، ثم تعاد الحركة مرة أخرى وتلتقط ثلاث حصوات معا وواحدة وحدها، ثم يحاول اللاعب قذف واحدة في الهواء مع التقاط الأربع حصوات معاً ، ثم ينثر الخمس حصوات على الأرض ويتم اختيار واحدة في اليد، ثم يتم وضع اليد الأخرى على الأرض بتقويس الإبهام والسبابة بحيث تكون اليد على شكل مغارة، ثم يطلب من المشاركين في اللعبة اختيار إحدى الحصوات، فيختارون أصعب موقع للحصاة، ثم يحاول إدخال جميع الحصوات داخل المغارة بشرط إدخال الحصوة الصعبة بحركة واحدة فقط وإذا نجح في ذلك يصل إلى آخر مرحلة وتتطلب منه ان يضع خمس حصوات في الكف وهنا تحتسب له نقاط بعدد الحصوات التي استطاع أن يلقفها وفي حالة التقاف حصاة واحدة، تسمى الحمير، وتنتقل اللعبة إلى اللاعب التالي، أما إذا التقف حصاتين، فيكون له بكل حصاة درجتان فيصبح المجموع أربع درجات، وإذا التقف ثلاث حصوات، يكون له ست درجات، أما إذا استطاع لقف خمس حصوات فله عشر درجات، وتستمر اللعبة هكذا، فإن أخطأ اللاعب انتقلت اللعبة إلى اللاعب الآخر.
أما لعبة التوكي فغالباً ما تقتصر على البنات ، لكن أحياناً يلعبها الولد والبنات ، والأولاد لم يكونوا بشطارة البنات في اللعبة . وهي لعبة تتألف من ثمانية مربعات ، يرمى حجر صغير ( يكون قطعة من الكاشي ) على مربع رقم واحد ويقفز اللاعب على المربعات التي لايوجد الحجر فيها بقدم واحد فقط والاّ يعتبر خاسراً ،وفي المربعات الفردية يقفز بقدم واحدة والمربعات الزوجية بقدمين ، واذا نجح بالمربع الاول يرمي الحجر على المربع الثاني ويقوم بنفس طريقة القفز وهكذا الى بقية المربعات .
وعند الانتهاء من المربعات يقوم اللاعب برمي الحجر على مربع رقم واحد من امام المربعين رقم 7 و 8 اي بالاتجاه العكس وبعد الانتهاء يرمي الحجر كأول مرة ولكن يغمض عينيه ويقول كبّي ، ويقولون له نو ، واذا داس على الخط يقولون يس ويخسر اللعبة .
ولعبة ( البلبل حاح ) وهي تتكون من عصا للضرب وقطعة خشب صغيرة، وكل واحد يأتي دوره عليه أن يضرب القطعة الخشبية إلى مكان بعيد بأقصى قدرة لديه ، حتى لا يلحق بها الفريق الثاني، وتقاس المسافة التي حققها اللاعب ” .
أنها العاب كانت ذات شعبية عريضة تسحرنا كلما أعدنا استذكارها سرعان ما تعيدنا إلى ذلك الزمن الجميل من سنوات عمرنا التي قضينا في الطفولة والفتوة
- info@alarabiya-news.com