عبدالرضا الحميد
في مقال سابق لي تحت عنوان(امارات الحريم المتحدة) قلت: (ومن مصائب امة العرب أنها ابتليت بعوائل ذات هجنة، فلم تحز من العروبة قيمها ولا حضاراتها ولا رسالاتها ولا نبل فرسانها ولا عفة شجعانها ولا حكمة حكمائها ، ولا نصح ذوي قرآنها وكتابها، رجالها رعاديد ، جبناء، يستمطرون عداء العدو على بني جلدتهم، ويمضون بين يديه غلمانا وحريما وقردة وببغاوات، حتى يحيل مضارب أخوتهم هباء في ريح صرصر، ويهتك حرماتهم، وينال من أعراضهم، وينهب خيراتهم، ويشيع في أنحائهم الموت والفساد والغدر والغيلة.
وأوجع ما في هذا المصائب أن هذه العوائل ركبت في زمن السهو والغفلة على أعناق العرب، وجلست فوق عروش ممالكهم وأماراتهم ، وصارت تسومهم الخسف والهوان، بل تستولد الخسف والهوان بهم إن نأيا عن ديارهم، فليس في دينها ـ هذه العوائل ـ الا الطاعة لآلهة الفحشاء والخنا والمحرمات من أقصى كبائرها إلى أدناها، وإلا الولاء لطواغيت الزمن وشياطين العصر)
وتبدت هذه الصورة على اشدها في اجتماع (ماخور جامعة الدول العربية) الاخير في القاهرة حيث كانت نية خنازير الخليج فيه قائمة على اسقاط عضوية الشقيقة سورية تمهيدا لشن حرب عليها وفقا للسيناريو الليبي ، لولا بعض العرب الذين وقفوا ضد هذا التوجه العدواني ، صهيوني الغاية، ناتوي الوسيلة، خليجي المال، عربي الذريعة.
قال السفير السوري في الاجتماع ان سعي الدولة السورية لتحقيق الأمن لا يزال يصطدم بوجود جماعات إرهابية مسلحة لها أجندات خارجية، وصدق.
وقال أن هناك تزويراً إعلامياً تمارسه جهات إعلامية تحبك قصصاً عن تظاهرات لم تحدث على الأرض، وصدق.
وقال : إن هناك محاولات لاستغلال الأزمة السورية لتصفية القضية الفلسطينية، وطرح مفاهيم خطيرة تكرس الانشقاق والتشرذم ، وصدق .
واصاب كبد الحقيقة حين دعا خنازير الخليج دون ان يسميهم الى الكف عن تحويل الجامعة العربية الى مجرد مطية للأجندات الأمريكية والغربية التي باتت تعمل بكل استخفاف ضد المصالح العربية وضد الأمن القومي العربي.
وفي رده على السفير السوري قال العلج حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري (لم نطلب الاجتماع تحت أي أجندة او إملاءات ولسنا مطية لأي أحد، وكل همنا هو مساعدة سوريا ومصلحة الشعب السوري)
وهنا اقول: نعم ياسمو العلج الصغير فانت ورهطك من خنازير الخليج لستم مطايا، فلستم انتم من سمح للصليبيين الجدد بهد بغداد على رؤوس بنيها انطلاقا من قاعدتي السيلية وعيديد حتى وقف علج صليبي اخرق من (اسرائيل) على ضريح داحي باب خيبر اليهودي، الامام علي عليه السلام وصاح( ها قد عدنا من خيبر ياعلي).
ولستم انتم من فتح خزائنه الى اقصاها واطلق الصواريخ والطائرات على طرابلس حتى غدت اثرا بعد عين، وحتى وقف علج صليبي اخرق اخر من ايطاليا على ضريح شيخ الشهداء عمر المختار ونادى: (ها قد عدنا يا مختار).
ولستم انتم من فتحتم خزائنكم لشذاذ الافاق وارصفة العهر والخيانة ممن جندهم اسيادكم في تل ابيب وواشنطن وباريس وروما لالحاق سورية بالعراق وليبيا، بهدف ان يقف علج صليبي اخرق اخر على ضريح البطل صلاح الدين الايوبي ويصيح: ( ها قد عدنا ياصلاح الدين مرة اخرى).
لستم مطايا ياسمو العلج الصغير فالمطايا اعف واشرف، بل انتم كما قال النواب مظفر:
(اولاد القحبة
لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم)
بل انتم ياسمو العلج بعرة في أست كبش مدلاة وذاك الكبش يمشي.
فاهج نفسك قبل ان تدركك واقعة الغضب العربي، وهي آتية لا ريب فيها، وتقتص منك ومن اميرك البغل واترابه من خنازير الخليج عن كل شهيد صعدت روحه الى بارئها في بغداد وطرابلس ودمشق، وعن كل لبنة سقطت، وحلم ضاع، ومدرسة هدت، ومشفى اندرس، وكفاءة شردت، وعائلة هتكت، ويتيم بكى، وارملة ناحت، اهج نفسك قبل يوم لا ينفعك فيه اوباما ولا ساركوزي ولا برلسكوني ولا اليزابيث ولا نتن ياهو ولا كأس العالم، اهج نفسك كما هجا ابو دلامة نفسه وحاشا لابي دلامة ان تدنو انت وسائر حضيرتك من شسع نعله:
الا ابلغ اليك ابا دلامه … فليس من الكرام ولا كرامه
اذا لبس العمامة كان قردا … وخنزيرا اذا نزع العمامه
جمعت دمامة وجمعت لؤما … كذلك اللؤم تتبعه الدمامه
فان تك قد اصبت نعيم دنيا … فلا تفرح فقد دنت القيامه