يستفيق الليل
مجنونا ..
مرعوبا ..
متوترا
يبحث عنك بين مآقي العيون ويقلب كفيه ذات اليمين وذات الشمال ويمسح بقايا حزن عتق في قارورة الزمن الابدية يفتحها فيفيض منها عبق ياسمين ، نفحات روحك ، جمال عينيك ، وبراءة وجهك. ياهذا اشعلت الحرائق في انحاء الروح مذ عرفتك .. صغيرا .. جميلا .. عنيدا ، تتصارع من اجل البقاء مع الضواري وتبتكر رغم حزنك الها للفرح .. كرنفالا للجمال .. وجنة من حبور .. يا طفلي المدلل يا لاعبا خلف تلول الياسمين .. وعلى اكتاف الايام بنزق ..
يا ايها الطفل الذي نذرته الحياة، تعال لاحتضنك ولتحيل امنياتي الى جمال مابعده جمال .. فصدري بارد يشتاق لمن يملأه.. تعال وامسح عني همي المتسربل من بين صمت الباب الخشبي الاشبه بالقبر المفتوح نحو اللانهاية واللاملتقى ، تعال فقد مل قلبي الانتظار ، حنين يزحف وئيدا مستعرا من قلبي نحوك ، واهات مبتورة طي الكتمان خبأت قصتها بين ثنايا الروح واستحالق باقة وورد لهفى بانتظار قدومك ، كنت اهمس لنفسي مرارا كيف سأسطبر حتى القاه .. ناشدت النوارس ان تحضر وطيور السنونو ان تاتي والكناري والبلابل والنسور والصقور والشواهين ، استحلفتها ان تاخذ هديتي اليك وتفتحها بحضرتك وتمسح عن وجهك بقايا ايام لانحب ذكرها ، اعطني قميصك المعطر وسأرنو راضية بين الصحاري والخلجان ، ساستنشق عطره وساضعه على قلبي ، سألملم كل جرح فيه وساكون حينها ملكة لقلبك واميرة لروحك وسيدة لعقلك وطفلتك حين يفيق الليل على هديل القصائد.