لافروف: كل جهة تعمل مع الإرهابيين في سورية إرهابية

يكاتيرينبورغ -روسيا – سانا: أكد وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف أن بلاده لن تسمح بانتصار الإرهاب الدولي فى سورية وأنها تسعى لبدء الحوار السياسى بين جميع الأطراف.

وقال لافروف فى مؤتمر صحفي مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية “ناقشنا الوضع فى سورية ونرى كما فى السابق أنه يجب عدم السماح بوجود مجموعات وفصائل إرهابية والعمل على البدء الحقيقى للمحادثات السياسية بين جميع الاطراف السورية وفق قرارات مجلس الامن الى جانب متابعة اتفاق وقف الاعمال القتالية وحل المشاكل الإنسانية وخصوصا فى حلب”.

وأضاف لافروف “نحن مقتنعون بأن من المهام الاساسية التى يجب حلها ضرورة فصل “المعارضة المعتدلة” عن تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين” لافتا الى أن تغيير اسم “جبهة النصرة” لن يغير كونها إرهابية.

وبين لافروف أن “المعارضة المعتدلة” التي تدعمها واشنطن والأوروبيون ما تزال تعمل بشكل مستمر مع تنظيم “جبهة النصرة” الارهابي في مواجهة الجيش السوري مشددا على أن كل جهة تعمل مع الإرهابيين هي إرهابية وهذا ما تم الاعتراف به في الأمم المتحدة لافتا في هذا الصدد الى أن وعود واشنطن منذ بداية العام الجاري بفصل هذه “المعارضة” عن تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين لم يتحقق منها شيء .

وأعرب وزير الخارجية الروسى عن أمله فى اقامة تعاون دولى أوسع من أجل تحسين الوضع الانساني لأهالي حلب مشددا على أنه لن يتم السماح للارهابيين بفرض شروطهم فى المنطقة.

ولفت لافروف إلى أن طبيعة المناطق في دير الزور تسمح بإنزال المساعدات الإنسانية من الجو في ظل ثقة كاملة بأنها تصل إلى المدنيين أما في حلب فإن الأوضاع المناخية وتغير الأوضاع على الأرض يزيد من خطر وقوعها في حال إسقاطها من الجو بأيدي الإرهابيين داعيا أي طرف لديه نية بإسقاط المساعدات جوا الى التنسيق مع الحكومة السورية.

وأعرب لافروف عن ثقته بان المساعدات الإنسانية ستصل بكميات كافية إلى مستحقيها مشددا على أن المهم هو عدم السماح باستخدام القنوات الإنسانية لإيصال الإمدادات للإرهابيين من عناصر وسلاح ومواد أخرى ولذلك ينبغى متابعة عملية ايصال المساعدات بقرار من مجلس الأمن.

وبين لافروف أن متزعمي الارهابيين يمنعون المدنيين والمقاتلين من الخروج من مناطق سيطرتهم في حلب عبر الممرات الانسانية التي أعلن عنها الجانبان السوري والروسي كما أنهم قاموا بتنفيذ عمليات الإعدام علنا لإرهاب الناس ممن يرغبون بالخروج او تسليم أنفسهم .

وأشار لافروف الى أن “التهدئة” التي تم الاتفاق عليها مع الأمريكيين في السابق لمدة 72 ساعة للتخفيف من الأزمة الإنسانية كانت نتيجتها الأساسية دعم الإرهابيين بـ7 آلاف مسلح عدا عن الاسلحة لذا يجب الحذر والانتباه الى من ستصل المساعدات الانسانية وعدم السماح بمساندة التنظيمات الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر.

من جانب اخر أكد لافروف ضرورة فتح معبر آخر لإدخال المساعدات الانسانية من جهة تركيا الى سورية مبينا أن هذا الموضوع كان حاضرا خلال محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سان بطرسبورغ الأسبوع الماضي .

وأعاد لافروف إلى الأذهان أن مجلس الأمن الدولي تبنى بمبادرة روسية القرار رقم 2165 الذي ينص على ضرورة “وضع رقابة دولية على توريد المساعدات الإنسانية إلى سورية بما في ذلك عبر طريق الكاستيلو من جانب تركيا” مشيرا الى أنه بموافقة السلطات التركية حدد مجلس الأمن في هذا القرار معبرين على الحدود يجب وضع الرقابة الأممية عليهما، موضحا أنه تم نشر مراقبين أمميين على أحد هذين المعبرين لكن المعبر الثاني ما زال مغلقا حتى الآن”.

وقال لافروف “لدينا تفاهم مع الأتراك مفاده أنهم سيدرسون المسائل المتعلقة بتنفيذ هذا القرار وتنظيم الرقابة الدولية على المعبرين المذكورين وأعتقد أن هناك إمكانية لإيجاد حل لهذه المسألة”.

وأضاف “ننظر حاليا مع الشركاء من الامم المتحدة والولايات المتحدة واوروبا في توصيات قدمها خبراء حول وضع رقابة انتقائية تضمن بأقصى قدر ممكن عدم انتهاك العملية الانسانية بهذا المسار”.

وأشار لافروف الى أنه أطلع الجانب الالمانى على الخطوات التى تتخذها روسيا بالعمل مع الولايات المتحدة كرئيسين مشتركين للمجموعة الدولية لدعم سورية.

من جانبه دعا وزير الخارجية الألماني الى توفير ممرات دائمة وآمنة لإيصال المساعدات الانسانية ولا سيما في حلب.

وكان قد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب يستخدم معايير مزدوجة فى تقييم الاوضاع الانسانية فى سورية واليمن.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن لافروف قوله في كلمة ألقاها في جامعة الأورال الفدرالية بمدينة يكاتيرينبورغ الروسية بحضور وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير “إن دول الغرب تعمد إلى استخدام المعايير المزدوجة عند تقييم الأوضاع الإنسانية في سورية واليمن”.

وفي سياق آخر اعتبر لافروف ان سياسة حلف شمال الاطلسي القائمة على التوسع في شرق أوروبا بأي ثمن تعمق الانقسامات في القارة الأوروبية.

وأشار إلى أن روسيا قدمت مقترحات محددة الى الحلف بشأن استئناف التعاون العسكري بين الجانبين خلال اجتماع مجلس روسيا/ الناتو الأخير الشهر الماضي وفي الدرجة الاولى سبل تعزيز الثقة في هذا المجال .

وأضاف وزير الخارجية الروسي “إن المواطنين والسياسيين الأوروبيين باتوا مدركين بشكل متزايد حقيقة عدم وجود أي بدائل لاستئناف العلاقات الطيبة والتعاون مع روسيا ونحن نتلقى مؤءشرات متطابقة بهذا الصدد ليس فقط من قبل ممثلي الشعوب والأكاديميين ودوائر الأعمال والمواطنين العاديين في اوروبا وإنما من السياسيين أيضا.

الى ذلك أعرب لافروف عن عدم رغبة موسكو بتسييس مشروع أنابيب الغاز “تيار الشمال” وقال “نحن لا نرغب بتسييس هذه العملية وزملاؤءنا البولنديون يقفون علنا ضد أي شكل من أشكال ما يسمونه الاعتماد على روسيا.. لكن تعلمون أن الاعتماد متبادل ونحن لم نخذل أحدا أبدا وقد كانت لدينا مشاكل في المرور والتيار الشمالي /2 سيسمح بحل هذه المشاكل” معربا عن اعتقاده بأن العقل الراجح والمصالح الاقتصادية هنا ستتغلب على السياسة.

وأوضح لافروف .. أن المشروع سيكون من شأنه الإسهام في تنويع سبل توريد الغاز وفي تنفيذ اتفاقيات باريس بشأن المناخ وتقليص الانبعاثات في الغلاف الجوي.

إلى ذلك أكد لافروف أن دول مجموعة البريكس تسعى إلى تعزيز التعاون السياسي والتفاعل الحثيث فيما بينها على مستوى القطاعات المختلفة ولا سيما في حقل الطاقة لافتا الى عدم وجود اي خطط لإضافة أعضاء جدد إلى المجموعة في الوقت الحالي على الرغم من وجود اهتمام كبير بذلك.

من جانبه اعتبر شتاينماير في كلمة ألقاها أمام الجامعة نفسها أن “روسيا تتحمل مسؤءولية خاصة في مدينة حلب ولا سيما فيما يخص وقف الأعمال القتالية وتنظيم الممرات الإنسانية”.

وفي اطار آخر شدد شتاينماير على ضرورة تفعيل إمكانيات مجلس روسيا/ الناتو وخاصة في “هذه الأوقات الصعبة” معتبرا أن برلين وموسكو لم تتغلبا على الأزمة في علاقاتهما وأن عليهما الحفاظ على الحوار لتجنب سوء الفهم في المسائل المتعلقة بالأمن” وأضاف “إن العديدين يرغبون بالتقارب مع روسيا وأنا من هؤلاء”.

وحول مشروع تيار الشمال /2 قال شتاينماير ان “على شركة غازبروم والشركات الأوروبية حل مسألة الحصول على التراخيص المتعلقة بالمشروع وعلى السياسة عدم التدخل”.

ومن المقرر ان يلتقي لافروف وشتاينماير في وقت لاحق اليوم لبحث المسائل المتعلقة بالوضع في سورية والازمة الاوكرانية وعدد من القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

Facebook
Twitter