كوابيس حنظلة من كتاب الشجب لحنظلة

ألبحر سرٌّ والشواطيء أسئلة ْ

أترى سنهزم جمعهم ياحنظلة

هذي العجول كأن في  أعناقها

سحرٌ  بدا  للسامري  فأرسله

كم مرة سنموت في  تاريخهم

مثل الذباب على حواشي المزبلة

لو  كانت  الأيام  تعرف أهلها

حلّت قوانين الوجود المشكلة

لا   يعرفون   الله  إلا  بالذي

من أجله خلق العذاب  وأجّله

هم  لعنة الدنيا  وسر شقائنا

في عالم عشق الوجود فجمَّله

يتتبعون  القبح   في    آفاقه

فيه  الحلول وفي الجمال المعضلة

ليسوا أناسا إنهم جمع السّدي

في كل عصر فتنة أو  بلبلة

خلق  يعيش  بنابه  وبسمّه

افعى على قدم الوجود مجلجله

وغد  ودجال  وصاحب علة

في  ذاته  ونتانة   متجولة

سقط ٌ تداوله  الغرائز  مولدٌ

سفحته في الطرقات أمٌ مهملة

أو خسة ٌتمشي إلى أرزاقها

عبر الرذائل خلسة ًأو هرولة

يستأجر الشيطان منهم دينهم

بجراية  أو  نزوة  أو  مأكلة

ويتاجرون  بربهم  وبلادهم

ويحملون الرب بؤس المرحلة

أختام صهيون على جبهاتهم

وشم على أمثالهم ما أجمله

فالمسجد الأقصى الحكاية كلها

وبقية الأوطان ليست مسألة

فبكل  شبر  شقة  مفروشة

وموائد  بالطيبات   محملة

ووصائف مجلوة وعساكر

بملابس النوم الخفيفة مُثقلة

يا سيد الأكوان  هل  عذبتنا

عمدا بهم أم  أنهم  متسللة

جُند الغريب على القريب تحللوا

دمه  لأمريكا  بآي  منزلة

جاؤوا بهم من كل وحل خليقة

غصّت بها سنن وحارت أمثلة

يا عقل ما بك هل مللت غباءنا

وسئمت من شعب يلاحق مهزلة

ننسل من  حق  الحياة   كأننا

رمل يغادر وقته  في  المزولة

نعطي  الدنية  للغريب  ونتقي

كيد العميل ، وننحني  للسابلة

هل نحن ذاك الشعب نافذة على

أبد  الحضارة لا  نفارق  أوّله

هل نحن إنسان التساؤل قبل أن

يتدبر الباقون وحي الأسئلة

أم أن ما حمل الرواة تقوّلٌ

من أخطأ المجد الرفيع تقوّله

هل كان هاني بعل صفرا مثلنا

صعبا على الأفكار أن تتخيله

يقعي إذا هجمت عليه دويبة ٌ

ويموت إن سمع انفجار القنبلة ْ

يا عقل هل عبرت بنا أيامنا

عِيرا بأحمال الغريب محملة ً

يا عقل كيف يموت شعب عاقل ٌ

طوعا ، يمد إلى الرصاصة مقتلهْ

متعمم  بمصيره  لا  يتقي

تلك العجول براحةٍ أو أنملة ْ

هل للنظام من البلاد سوى اسمها

كم بدلت حكما بآخر زائل ٍ

ورمت ملوكا في التراب وغيرتْ

بشعوبها سننا وحلت معضلة

لمن البلاد ترابها أو ماؤها

وهواؤها وجمالها

وسهولها وجبالها وبيوتها

ولمن ترقِّص حاملاتُ الطيب ِ

قرب الماء  شال عبيرها

واللوز يضحك قهقهة ْ .

ولمن سرور الذات بالوطن الجميل ِ

لمن هدايا الراقدين على تراب خدودهم ْ

يستنبتون عرائس الرمان والسريس ِ

من أجسادهم ذكرى لأيام خلت ْ ،

تمتد من أرواحهم لغة إلى الوجدان ِ ،

تجدلها عروس الشعر ِ

حول عبورنا كالسلسلة ْ .

هل رأى التاريخ شرا مثل أمريكا ؟

أتقطر من ملابسها دمانا ؟

أم أن ذا كذبٌ ؟

أتعلن أننا همج وتكره روحنا

أم أن ذا كذبٌ ؟

أترفض أن نكون

ولو بلغنا في مذلتنا مدانا ؟

أم أن ذا كذبٌ ؟

أتهدم  كل ما نبني

لتحرمنا الذي جمعت يدانا ؟

أم أن ذا كذبٌ ؟

أتقتلنا بلا سبب

لتثأر للحبيبة من  ” جرائمنا ” ؟

أم أن ذا كذبٌ ؟

أتقسم أرضنا بين القبائل

ثم تدعوها شعوبا

أم أن ذا كذبٌ ؟

فماذا يطلب (الثوارُ)

ماذا يطلب الكتاب ُ

ماذا يطلب الشعراء ُ

ماذا تطلب الغيد الأوانسُ

كالدمى يا حنظلة ؟

هذي العجول حوافرٌ

تمشي على درب الحشيش لتأكله

فلمن يوجه سمّ ريشته ِ

طواشيّ القلمْ ؟

إن كان فيه سماحة الأنثى

لعاشقها فهمنا .

أيحب أمريكا لذات العشق

أم أن القضية هطبلة !

من يكره المهووسُ ؟

ضيعته أم المختار ُ

أم سعد المطهر والعريف  وحنظلة ،

إذهب إلى باب الأمير كما تريد ُ

فليس من سبب لتزني الزانية

وأزعم بأنك ما تريد ُ

وخلّ عنك البهدلة .ِ

قال الألمعي  سمِعتُ له ْ ،

وأطعتهُ

لو كنتَ حرا لم تدعْ

للحقد بابا لا يجوز دخوله أن يدخله.

قم للصلاة إذا رغبت على قطر ْ

أمّ النتانة والخلاعة ِ

مخدع الثورات والمارينز ِ

أنبوب من الغاز المسيّل ِ

والنجاسةِ ،  صلبةً ومسيَّلة .

وتعال نكمل للشعوب صلاتنا يا حنظلة

Facebook
Twitter