في السابق كنا اذا اردنا تشبيه فاسد قلنا عليه “اخطبوطا” لتعدد اذرعه ووصولها مختلف مفاصل الامكان التي يمكن الاختلاس والسرقة منها، الا ان اليوم تغير الحال.. اذا اردنا ان ننعت فساد نقول له “كرحوت”، وهذا الاسم مشتق من عميد الفساد الانباري، رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت، الذي ما توانى حتى عن سرقة مستحقات النازحين الذين يعانون ما يعانون.
من فضائحه
فضحت وسائل الاعلام “كرحوت” بعد ان تورط بالاستيلاء على شحنة مساعدات كويتية كانت في طريقيها الى النازحين من المناطق التي احتلها داعش في الانبار.
جمعية الهلال الأحمر الكويتي والحكومة الكويتية طالبت بسؤال مجلس محافظة الانبار بالكشف عن مصير مساعدات قدمتها للنازحين وطالبت بتزويدها ببيانات ووثائق تثبت توزيع تلك المساعدات التي بالاصل لم تصل الى النازحين.. لقد كانت منزعجة من أداء السفارة الكويتية في بغداد ووسائل الاعلام الكويتية العاملة في العراق حيال المساعدات التي تقدمها البلاد.. والتي باعها صباح كرحوت واختلس اموالها.
قيمة المساعدات الكويتية، ووفقا لوسائل اعلام عربية، وصلت إلى 200 مليون دولار، سرقت تلك الاموال ولم يعرف مصيرها والمسؤول الاول عنها هو صباح كرحوت، كونه من ارسل طلبا الى الحكومة الكويتية لمساعدة المحافظة في توفير مواد الاغاثة للنازحين، ووافقت الكويت وقتها وارسلت المساعدات، وهذا ما كشفته وثيقة صادرة من مجلس الانبار حيث جاء فيها، “نظرا للظروف الأمنية التي تمر بها محافظة الانبار والمصاعب الانسانية وسيطرة عصابات داعش الاجرامية على مساحات واسعة من المحافظة مما ادى الى نزوح مئات آلاف المواطنين من المحافظة واغلبهم يعيشون في العراء لذلك نرجو من دولتكم الموقرة تقديم مساعدة انسانية وغذائية وصحية للمحافظة”.
وفساده..
في وقت سابق انتشرت وثائق عن فساد الكرحوت، تتحدث عن حصوله على 15 مليار دينار عراقي، خصصت لتعويضات المتضررين من العمليات العسكرية التي جرت في مدن المحافظة، هذا المبلغ تقاسمه السيد رئيس مجلس المحافظة مع عدد كبير من اعضاء مجلس المحافظة، وتبلغ القيمة الإجمالية لتعويضات هؤلاء المسؤولين 15 ملياراً و 325 مليون دينار.
لم يتم الكشف عن أي من منازل جرى تعويضها، بل ان عددا من الذين شملهم التعويض لم تكن دورهم قد دمِّرت أصلا، حيث جرت عملية الكشف الوهمية من خلال لجنة في مجلس المحافظة، وقعت على قوائم أعدَتها الجهات المعنية في المحافظة، في عملية فساد إداري ومالي كبيرة جدا.
كرحوت، عوض منزله، الذي يقع خارج حدود بلدية قضاء الكرمة، لم يتعرض للاذى بمبلغ مليار و100 مليون دينار، وقيمته بالاساس لا تتجاوز 400 مليون دينار عراقي.
وقال صباح كرحوت في نص رسالة ارسلها إلى مجلس المحافظة، إنه يقدم استقالته بغية السفر الى خارج العراق للمعالجة وانه سيكون داعما فاعلا للمجلس في جميع خطواته.
وكان مجلس محافظة الانبار قد صوت على استقالة كرحوت ونصب احمد حميد شرقي العلواني الذي كان يشغل رئيس اللجنة الامنية في المجلس، رئيسا للمجلس.
- info@alarabiya-news.com