تساءل الكاتب الأميركي توم إنجلهارت إزاء احتمالات انزلاق العراق في الفوضى عقب الانتخابات البرلمانية الراهنة. وقال إن العراق شهد العنف والفوضى في ظل الاحتلال الأجنبي وأثناء تواجد القوات الأميركية على أراضيه، وانتقد صرف واشنطن المليارات على إعادة إعماره دون جدوى.
وقال الكاتب -في مقال نشرته له صحيفة لوس أنجلوس تايمز- إن الولايات المتحدة ما انفكت تشهد حالة حرب متقطعة منذ قرابة عشرين عاما، وإنها في حالة حرب مع أفغانستان منذ قرابة ثلاثين عاما، مما يعني مرور أميركا بحوالي نصف قرن مما وصفه بالخبرة السيئة.
وانتقد إنجلهارت -وهو مؤلف كتاب "نهاية ثقافة النصر"- محاولات البعض في الولايات المتحدة تشجيع الرئيس الأميركي باراك أوباما على توسيع ما وصفها بحالة التعاسة عبر قولهم إن انسحاب القوات الأميركية من العراق يؤكد على حتمية اندلاع أعمال العنف والمواجهات العرقية في البلاد.
وأوضح أنه بناء على رؤية من وصفهم بالمتشائمين وسائل الإعلام الغربية "المقاتلة" فإن المليشيات الشيعية ستعود لممارسة أعمال العنف وسفك الدماء في العراق بمجرد انسحاب القوات الأميركية منه، وأن التدخل الإيراني بالشؤون العراقية سيزداد، وأن القاعدة ستتحرك لملء أي فراغ سياسي وفق أجندة التنظيم
خطط طارئة
وبينما يعرب مسؤولون في الإدارة والجيش الأميركي عن أملهم في أن يتم الانسحاب من العراق في موعده، استهجن الكاتب بحث الجيش الأميركي الشهر الماضي خططا طارئة من شأنها تأجيل انسحاب القوات الأميركية المقاتلة المتفق عليه والمفترض أن يتم في أغسطس/آب القادم.
وأشار إلى أن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو طلب بشكل رسمي بقاء فرقة عسكرية مقاتلة في مدينة كركوك المتنازع عليها شمالي العراق، حتى بعد انسحاب القوات الأخرى.
ودعا الكاتب إلى الاعتراف بأن العراق غارق في الفوضى في الوقت الراهن وأن البلاد تحطمت واحترقت وأن الأميركيين لم يفعلوا شيئا لإنقاذها بالرغم من إنفاق مليارات الدولارات بدعوى إعادة الإعمار، وأن الولايات المتحدة عجزت عن تلبية حتى الاحتياجات الأساسية للشعب العراقي في بعض الأنحاء الهامة من العراق مثل تزويده بالماء والكهرباء.
الوهم الأميركي
ومضى إلى أن الولايات المتحدة تحاول إقناع نفسها بأن ثمة مستقبل مشرق للعراق وأن مستقبل بلاد الرافدين سيكون باعثا على الحزن بدون الوجود الأميركي، مضيفا أن ذلك الوهم سبق أن تلبس عقول الساسة الأميركيين بشأن فيتنام قبل أكثر من أربعين عاما.
وقال إنجلهارت إن غزو العراق واحتلاله من جانب القوات الأميركية وقوات التحالف الأخرى أدى إلى انزلاقه في الفوضى وسفك الدماء، وإن خراب بلاد الرافدين حصل أثناء التواجد الأميركي على أراضيه.
واختتم الكاتب بالقول إن المستقبل قد يحمل للعراق مفاجآت وأوجها مشرقة أكثر في حال انسحاب القوات المحتلة عن أراضيه، وإنه ليس من حق الولايات المتحدة احتلال "المستقبل" الذي لا يملكه أحد