تتعطل أجهزة الهواتف النقالة في العراق، أو تختفي الشبكة المرسلة كلما مرَّ رتل عسكري لجيش الاحتلال الأميركي، لأنها كانت مزودة بأجهزة تشويش الكترونية، وحتى وقت قريب لم يكن يعلم بذلك أحد، بل لم يكن أحد يعرف بمدى قابلية أجهزة التشويش هذه على حماية أرواح جنود الاحتلال.
العريف ناثانيال سميث من فرقة الولايات المتحدة في جنوب العراق، ذكر في بيان: مع تواجد التهديد الدائم للعبوات الناسفة ، كان على جيش الولايات المتحدة، ومعه قوات التحالف أن يتكيفوا على نوع جديد من الحروب في ساحات المعارك، وإن قسم الحروب الالكترونية، الذي تشكل في الآونة الأخيرة، وهو أحد الأقسام الرسمية التابعة للجيش الأميركي، قام بالإجابة والرد على التهديدات التي كانت تشكلها العبوات الناسفة، بل قام بإيقاف القاتل الرئيسي للجنود الأميركيين في العراق.
ويشرح العريف ماثيو ويليامسون، وهو ضابط صف في قسم الحرب الالكترونية، قدم من مدينة روزفيل في كاليفورنيا، وانتسب للفرقة الأولى مشاة، قائلا : «إن عمله يمكنه من تقديم كثير لزملائه الجنود، مثل الحماية الالكترونية، من خلال استخدام نظم الحرب الإلكترونية ( CREW ) الموجهة باللاسلكي، والذي يسمى باختصار نظام كروُ». ويضيف: «إن الحرب الالكترونية تساهم بالقدرة على إحداث تأثير كبير وبالغ في حماية القوات الأميركية ومعداتها، فبكل بساطة ووضوح فان هذا النظام ينقذ الأرواح».
وعن ذلك يقول رئيس العرفاء شان هاريس، وهو ضابط صف أقدم في نظام الحرب الإلكترونية: «إنني أستمتع بعملي في هذا القسم الذي يعتبر رائداً، وفي نفس الوقت ناشئاً قياساً بالأقسام الأخرى في الجيش الأميركي. إن الحرب الالكترونية هي إحدى أرقى فنون الحرب الجديدة، ونحن كجيش لم نكن نتوقع يوماً بأننا سنكون بحاجة إلى الحرب الإلكترونية، لأنه كانت هنالك دوماً البحرية والقوة الجوية اللتان كانتا تقومان بالواجب وبالعناية بأية ظروف طارئة».
ويبين بشان أن الحرب الإلكترونية ستكون حاضرة دائما هنا، حيث نعيش الآن في عالم الإنترنت.
واليوم أصبح واضحا لدى السكان، بأن معظم الوحدات القتالية معتادة على أنظمة وأجهزة الحرب الالكترونية المثبتة في عرباتهم العسكرية من أجل حمايتهم من العبوات الناسفة التي تعتمد على الموجات والذبذبات اللاسلكية لتفجيرها. ولكن هذا الشكل من أشكال الحرب والمعايير والتدابير المضادة لها، ليس سوى جزء من الإجراءات التي يقوم بها جنود فرع الحرب الإلكترونية. ويوضح: «لقد تم تدريب الجنود على وسائل الهجوم الإلكتروني، باستخدام الطاقة الكهرومغناطيسية، والأسلحة المضادة للإشعاع التي تقوم بتحييد الأعداء ومعداتهم، مثل التشويش بالموجات اللاسلكية. وهنالك وظيفة أخرى للجنود تتمثل بالدعم الالكتروني في تتبع الإشارات والترددات لتحديد التهديدات القادمة وبعدها ملاحقة العدو».
والعريف ويليامسون، عمل كمهندس في وحدة قتالية قبل أن يغيّر عمله عندما دخلت وحدته إلى العراق، حيث يقول: إنني أستمتع بالتحديات التي تواجهني بالعمل الجديد، إنه شيء جديد ومختلف جداً بالنسبة للجيش. لأن الحرب الإلكترونية لا تعتبر مفهوماً جديداً، ولكن الأجهزة والمعدات، وكذلك التكنولوجيا تُعتبر جديدة، فهذه بدورها تتيح الفرصة لمساعدة البرنامج الجديد الذي يعتمده الجيش، خاصة في المراحل الأولى في إدخال وإضافة المعلومات