الدواعش يمنعون الولادات القيصرية في سورية والموصل
يلاحق الخوف كثيرا النازحين الايزيديين إلى كردستان، ليس فقط على أنفسهم ولكن على أحبائهم ممن لا زالوا في قبضة داعش.
محمود لم يكن في منزله حينما وصل تنظيم داعش الارهابي إلى سنجار في أغسطس/ آب الماضي وحينها، اختطف عناصر داعش زوجته أحلام وأطفاله الثلاثة وكان أصغرهم في ذلك الوقت يبلغ من العمر شهرا واحدا فقط. إضافة إلى والديه
تقول أحلام “أرغمنا على الصعود في شاحنات كبيرة.. ومن ثم قاموا بكتابة أسمائنا جميعا .. وسألونا عمن يريد العمل في الزراعة، أو التنظيف، أو رعي الأغنام.”
اختارت العائلة رعي الأغنام وتم اقتيادها إلى قرية فر سكانها .. ليبدأوا العمل.
أحلام “في البداية كنا نشعر بالخوف ونبكي دائما، ولكننا اعتدنا على ذلك لاحقا.”
رجلان حاولا الفرار تم ضربهما بعنف وجرهما بسيارة على الشارع حتى الموت
القرية كانت سجنهم
ولمدة شهرين.. لم يكن محمود على علم ما إذا كانت عائلته قد لقيت حتفها أو لا زالت على قيد الحياة.
وفي يوم من الأيام .. عثرت أحلام على هاتف خليوي في المنزل.. واتصلت بزوجها
أحلام “أخبرته أننا على قيد الحياة .. ولكننا مسجونون.”
وفي أحد الأيام جاء ارهابيو داعش وأخذوا والدي محمود
أحلام “لم نكن ندري إلى أين أخذوهم .. اعتقدنا أن دورنا سيكون التالي … وأن هذه هي النهاية.. فقررنا إما الهروب والنجاة وإما الموت.”
هربت أحلام مع أطفالها في مجموعة مكونة من 31 شخصا خلال ظلام الليل … كانت المجموعة تسير آملا بالوصول إلى الحرية
أحلام “حينما أشرقت الشمس … أدركت أن هذه هي النهاية .. وأنهم سيمسكون بنا .. وتساءلت عن مصير أبنائي ..”
لحسن الحظ، لم يحصل أي شيء مما توقعته أحلام … فالتم شمل العائلة في لحظة لا ينساها الزوجان أبدا .. غير أن مصير والدي محمود لا يزال مجهولا ..
ولكن بعد يومين… تم التعرف إلى مصيرهما.
فقد أطلق تنظيم داعش سراح 217 أيزيديا .. العديد منهم من كبار السن .. والسبب. لا أحد يعلم … فقد قام التنظيم بنقلهم من مكان لآخر لمدة ستة أيام قبل إطلاق سراحهم
ومن بينهم والدا محمود
والد محمود “لم نكن نعلم ما إذا كان التنظيم سيقتلنا أو يفعل أي شيء آخر.”
والدة محمود “بالطبع كنت سعيدة جدا .. لم أصدق أنني كنت في وكر الأعداء أواجه الموت.. ومن بعدها هربت من ذلك “
غير أن والدي أحلام لا يزالان في قبضة داعش.. كما أنها لم تتمكن حتى الآن من نسيان كل اللحظات المخيفة التي مرت بها سابقا
تقول أحلام إن أكثر اللحظات رعبا كانت حينما بدأ مقاتلو داعش بأخذ الفتيات الصغيرات للمتاجرة بهن … واخذوا الفتيات في بعض الأحيان من أحضان أمهاتهن عبر شدهن من شعورهن فيما كانت الفتيات يصرخن.
أحلام “كنت أختبئ أو لا أقوم بتنظيف نفسي .. كما أنني كنت أرضع ابني الصغير.”
ولعل ذلك هو ما أنقذ حياتها .. فتشريع داعش يمنع الاقتراب من النساء المرضعات
ولكن ذكرى هؤلاء الفتيات والسيدات اللاتي مررن بكل هذه المآسي هي ما يقض مضجعها.
وكان داعش قد اختطف مئات الفتيات والنساء من إثنيات مختلفة وخاصة الايزيديات اثناء اجتياحه شمال وغرب البلاد الصيف الماضي.
وباع الارهابيون النسوة والفتيات على عناصره في اسواق الاستعباد لاتخاذهن جاريات الا ان بعضهن تمكن من الفرار من قبضتهم.
وبعدها ارتكب داعش مجازر بشعة بحق الايزيديين بعد سيطرتهم على قضاء سنجار صيف العام الماضي حيث قتلوا مئات الأشخاص
وفي سياق متصل قام تنظيم داعش بسن قانون جديد يرفض تسليم اي مولود جديد عبر ولادة قيصرية، معتبرا العملية انها تقليد للغرب وليست شريعة اسلامية حسب ما كشفت عنه صحيفة الديلي ميل البريطانية.
القانون الجديد الذي اثار موجة من الاستهجان الشعبي يدل على مدى التقييد والقوانين المتشددة للتنظيم وقد طال به الامر الى التسبب في حالات وفيات في صفوف الحوامل، حيث تسعى العديد منهن الى تجنب ألام المخاض عن طريق اجراء عملية قيصرية كما انه في الكثير من الاحيان تشكل الولادة العادية خطرا على حياة الحامل.
داعش سن ايضا عقوبات تتراوح بمبلغ 15 ألف ليرة سورية او ما يعادله ب 80 دولارا واقتطاع مرتب شهرين على الاطباء في حال اجراء العملية القيصرية للحامل.
التنظيم الارهابي اعلن من خلال ملصقات نشرت في دير الزور المواطنين انه سيتم جلب خبرات عالمية من أجل المساعدة على “توفير وسائل راحة اكثر” في عملية التوليد العادية، حيث وفي وقت سابق من هذا الاسبوع، تم نشر خبر يشير الى ان تسعة طلاب يمتهنون الطب في بريطانيا سيحلون في سوريا بداعي العمل في المستشفيات التي تقع تحت امرة التنظيم.
وفي سياق متصل أوردت صحيفة الأوبزرفر البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن انضمام طالبة الطب البريطانية لينا عبد الجابر التي كانت من ضمن تسعة طلاب بريطانيين متخصصين في المجال الطبي سافروا بشكل غير قانوني إلى سورية والتحقوا بتنظيم داعش الإرهابي.
ولفتت الصحيفة إلى الاشارات المقلقة التي كان من الممكن ملاحظتها قبل أن تغادر عبد الجابر منزل عائلتها في بريطانيا وتلتحق بالتنظيم الإرهابي مبينة أن الفتاة بدأت بنشر تغريدات مؤيدة لمنفذي الاعتداء على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عبد الجابر تأثرت على ما يبدو بأحد الدعاة البريطانيين المتطرفين الذين قادوها إلى التطرف ودفعوها إلى الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.
وكانت تقارير إعلامية كشفت مؤخرا أن تسعة طلاب بريطانيين متخصصين في المجال الطبي وهم أربع فتيات بينهم عبد الجابر وخمسة شبان عبروا الحدود التركية إلى سورية في وقت سابق من الشهر الجاري والتحقوا بتنظيم داعش الإرهابي.
وأكدت عائلات الطلاب أن السلطات التركية والبريطانية لم تبذل أي جهد للمساعدة في استرداد أبنائهم حيث قال أحد الآباء كان من الممكن حل المشكلة في غضون ساعات فقط واسترجاع الطلاب البريطانيين قبل عبورهم الحدود التركية الى سورية.
وكان السياسي التركي المعارض محمد علي أديب أوغلو الذي التقي مع أفراد عائلات الطلاب التسعة انتقد بشدة حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا مؤكدا أن نظام رجب طيب أردوغان مقصر ولا يهتم بعبور عشرات الأجانب على غرار هؤلاء الطلاب التسعة عبر الحدود التركية إلى داخل سورية بهدف الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيها.