v:* {behavior:url(#default#VML);}
o:* {behavior:url(#default#VML);}
w:* {behavior:url(#default#VML);}
.shape {behavior:url(#default#VML);}
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-bidi-font-family:Arial;}
ملف بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل
مقبرة الشهداء العراقيين في نابلس شاخص تاريخي يذكر بالدور القومي الكبير لجيش العراق
جيش العراق يقاتل دفاعا عن الفلسطينيين واذاعة بغداد تبث التعليمات العسكرية
القائدان العراقيان عمر علي وعبدالكريم قاسم يرفضان اوامر الانسحاب ويواصلان سحق الصهاينة
المؤرخ العربي اكرم زعيتر: العراق بيضة العروب وحاضنتها
نساء فلسطين تغني للجيش العراقي: يا زيتون ما مروا عنك عراقية بارودهم في كتوفهم مجلية
الوصي عبدالاله ونوري السعيد حاكما عمر علي على رفضه الانسحاب، وقال لهما قاسم: حاكما والدي
ضابط عراقي يبطح ضابطا صهيونيا ارضا ويشبعه ضربا لانه شتم الملوك العرب
حداث حرب فلسطين .
وحول هذه الأحداث يقول الباحث والمؤرخ الفلسطيني أ.عبد العزيز أمين عرار بأن العراق وفلسطين كانا دوماً في خندق النضال،وسوح الكفاح بينهما تشابه وتشارك وللعراق صورة مشرقة في ذهن ثوار فلسطين، بدأت بالفعل الملموس سنة 1936 حينما أبدى شعب العراق ونظامه الملكي في عهد الملك غازي تآخيه مع الشعب الفلسطيني حيث تطوع العراقيون للجهاد في فلسطين إذ أنهم التحقوا بالقائد العربي فوزي القاوقجي الذين كان ضابطا في الجيش العراقي واستقال لغرض التطوع وقيادة المناضلين العرب في فلسطين وحضروا إلى فلسطين ورابطوا معه في قرية بلعا وخاضوا معارك كبيرة ولهجت بها الألسن وزغردت نساء فلسطين لفوزي ومن معه.
ويُضيف أ. عرار بأن وحدة النضال والكفاح جمعتهم في العراق حينما التجأ عشرات القادة الفلسطينيين والثوار الفلسطينيين وخيرة المثقفين والشعراء إلى العراق وهناك التحقوا وشاركوا في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الأحتلال البريطاني سنة 1940 وقاتلوا برفقة العراقيين عبر امتداد الصحراء بين العراق وسوريا ومنهم : القائد عبدالقادر الحسيني والقائد عارف عبدالرزاق والزعيم أفندي سليم عبدالرحمن أحد أقرباء عارف والاستاذ درويش المقدادي والشاعر عبدالرحيم محمود والثائر عبدالفتاح المزرعاوي والقائد حسن سلامة،وقد انتهت الثورة بانتصار البريطانيين ولجوء هؤلاء الثوار إلى ألمانيا،و تواصل اللقاء العربي المشترك بين العراقيين والفلسطينيين في سنة 1948 سواء عبر جنود وقادة جيش الانقاذ أو من خلال الجيش العراقي الذي حضر قادته وجنوده للدفاع عن فلسطين أمام الغزو الصهيوني في مطلع حزيران يونيو والذين يعود لهم الفضل في حماية المثلث العربي من الرحيل والسقوط وقد امتدت جبهة القتال من جنين حتى قرية قولة جنوب كفرقاسم وهم الذين خاضوا معارك الشرف مع العدو الصهيوني عند مجدل الصادق،وقد شوهدت سنة 1986 بعض ناقلات الجند والشحن والدبابات التي بقيت في أرض المعركة كما أنني شاهدت عشرات الأنصاب التي تشير لجنود العدو الصهيوني الذين سقطوا هناك.
ويُذكر المؤرخون أكرم زعيتر ومحمد عزة دروزة من نابلس الدور المميز لنادي المثنى العراقي بتوجهاته القومية وأثره في مساعدة الثورة الفلسطينية والتاخي معها ومع الفلسطينيين الذين فروا للعراق هاربين من العسف البريطاني لهم وقد وصف أكرم زعيتر العراق بأنه بيضة العروب وحاضنتها، ويتناول عسكري عراقي في كتابه كيف ضاعت فلسطين أن دور العراق كان حاضرا في ثورة فلسطين 1936ـ 1939 حيث أخذت اذاعة بغداد تذيع التعليمات الفنية العسكرية في كيفية معالجة المجاهدين الفلسطينيين للسور المكهرب ومن الأسلاك الشائكة ونجح الفلسطينون وتغلبوا على هذا العائق وفي سنة 1948 كان معلمو العراق يقتطعون من رواتبهم لصالح القضية وأن ثورة وحركات مايس لم يكن سببها غير نصرة قضية فلسطين… وقد خسر العراق 150 مليون دينار بعد قطع خطوط التابلاين النفطية المتجهة إلى حيفا.
ويُضيف المؤرخون : أن الجيش العراقي خاض معارك بطولية دفاعا عن طيرة المثلث وأوعز للمناضلين الفلسطينيين الهجوم على مستعمرة رمات هاكوفيش ولا زالت بعض الدبابات المدمرة عند أبواب المستعمرةالصهيونية كشاهد وقد دعاها بعض الكتاب الصهاينة ب”الأيام العصيبة”, وكانت أعظم المعارك معركة البطولة والشرف في مدينة جنين وفيها التحم المناضلون الفلسطينيون بقيادة فوزي جرار مع جهود القيادة العراقية المتمثلة بالمقدم عمر علي وخير شاهد على هذه البطولة المفعمة بروح قومية عربية تحررية مقبرة الشهداء في جنين والتي تتم زيارتها وتنظيفها سنويا وقد كان لنا الشرف في مشاركة مجموعة من المثقفين وأساتذة الجامعات لتنظيفها سنة 1993 ووضع أكاليل الورد على نصب الجندي المجهول الذي يتوسطها وهذه بعض الأقوال لمن شاركوا في الثورة وانطباعاتهم عنها.
قدوم الجيش العراقي إلى فلسطين :
خاض جيش الإنقاذ معارك مختلفة في البلاد بين شهري كانون الثاني/يناير و أيار/مايو 1948، ولكنه لم يفلح في زحزحة اليهود من مواقعهم، أو منعهم من التقدم، فجاء قرار جامعة الدول العربية بإرسال كتائب من الجيوش العربية للقتال في فلسطين بعد 15 مايو أيار 1948، أي بعد انسحاب الجيش البريطاني وجلائه عن فلسطين، واتفقت هذه الدول على إرسال جيوش نظامية إلى البلاد للدفاع عنها، وكان واحداً منها كتائب من الجيش العراقي بقيادة عمر علي آمر الفوج العراقي، وقرار طاهر الزبيدي مسؤول الجيش العراقي في حينه.
تم توزيع الجيش العراقي في المنطقة الممتدة من جنين شمالا حتى مجدل يابا جنوبا وشملت المنطقة قرى صندلة وعارة وعرعرة وكفرقرع وباقة الغربية ومدينة طولكرم وقرية قاقون وقرية قلنسوة وقرية الطيرة الصعبية وقرية جلجولية وكفرقاسم والمجدل، بينما جرى توكيل الجيش الأردني في المنطقة الممتدة من رام الله حتى الخليل، والجيش السوري في قرى زرعين وطبريا ومنطقة الناصرة والجيش اللبناني على حدوده، والجيش المصري في منطقة بير السبع والنقب وغزة، وشاركت بعض الكتائب السعودية والسودانية من خلال الجيش المصري.
تفاءل الناس من جديد، واستبشروا خيراً بقدوم الجيش العراقي، الذي كان حسن السمعة والصيت، ومما جاء على ألسنة العوام من الناس قولهم مرددين شعراً، القول الغنائي التالي:
يا عرب فلسطين إسرائيل مين ذللها وفي مؤتمر القمة لأصحابها حللها
وتشرف على فلسطين وأطلالها ومن فوق تشوف جبالها
وإن طلت جيوش العرب جيش صالح زكي أولها
استبشرت نساء فلسطين بقدوم ضباط وجنود الجيش العراقي الذين قدموا للدفاع عن فلسطين
والذين رابطوا في أرض المثلث فقلن فيهم:
يا زتون ما مروا عنك عراقية بارودهم في كتوفهم مجلية
يا زتون ما مروا عنك غير اثنين الحرس والنقطة ع رأس العين
وأشادت النساء ببعض طائراتهم التي شوهدت تحلق في سماء فلسطين فقلن:
الله على طائرته الحربية ما أحلاها بضرب وما بخاف من قطع الطنا
وعن قدوم الجيش العراقي إلى البلاد وأسبابه يقول أحد المناضلين في جيش الانقاذ المرحوم أحمد عبدالحق الشملة من بلدة كفرثلث :لم يكف جيش الإنقاذ ولا متطوعي البلاد، ولا الجهاد المقدس لحماية البلاد فأرسلت الجامعة العربية سبعة جيوش عربية، جاءتها هذه القوات من مختلف الجهات فرابطت قوات الجيش العربي الأردني بقيادة كلوب باشا في كل من القدس، واللطرون، وقرب اللد، والرملة، وأما القوات المصرية فرابطت في جهات غزة والنقب، أما القوات العراقية في نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وكفر قاسم ورأس العين.
معركة جنين:
يذكر المناضل القومي بهجت أبو غربية أن اليهود جربوا قطع الطريق على الجيش العراقي فابتدئوا بجنين وحشدوا لهذا الهجوم 4500 جندي وانطلق هجومهم على العفولة يوم 3/6/1948 فاحتلوا في طريقهم زرعين وصندلة والجلمة وقصفوا مدينة جنين من الجو وتقدموا لها من 3 محاور وكان الهجوم الرئيس من الشمال وقد أخلاها جيش الإنقاذ قبل وصول الجيش العراقي ولم يكن فيها أكثر من15 مناضلا فلسطينيا وسرية أردنية يقودها عصر المجالي والتي انسحبت أيضا قبل أن تسلم مواقعها للجيش العراقي فذعر سكان المدينة ورحل معظمهم ولجأ من بقي منهم إلى قلعة تيجارت وعددهم لا يزيد عن خمسين وفي هذه الأثناء وصل فصيل عراقي مؤلف من 37رجلا يرافقه 50 مناضلا فلسطينينا تمركزوا في تل يقع شمال جنين بثلاثة كيلومترات،ثم وصلت سرية عراقية تعدادها 80 رجلا وتبعتها سرية أخرى وزاد عددهم حتى بلغوا 250 رجلا يرافقهم خمسون مناضلا فلسطينيا ونظرا لاحتلال المدينة من قبل اليهود قاموا بحصار القلعة ومهاجمة المتحصنين حتى 3حزيران 1948.
وفي هذه الأثناء طلبوا النجدة من القيادة في نابلس فتحرك فوج عراقي(كتيبة) من نابلس بقيادة المقدم عمر علي الذي أشيع أنه تحرك بدون أوامر من قيادته العليا التي طلبت منه التريث،واستعان هذا الفوج بأعداد كبيرة من مناضلي قرى نابلس وجنين وعرابة وبرقين ورمانة وسيلة الظهر وصانور وتعرضت هذه الكتيبة لقصف جوي في طريقها وواصل الجيش العراقي زحفه عبر الطريق العام بينما يزحف المناضلون الفلسطينيون من الجبال المحيطة بالمدينة بأعداد كبيرة ومعهم عدد من النساء يزغردن ويشجعنهم وعند الظهر وصل الفوج العراقي ونجحوا في فك الحصار عن القلعة وخسر اليهود 350 قتيلا وذكرت مصادرهم أنهم خسروا ألف قتيل وجريح وغنم العرب نحو 350 قطعة سلاح وكميات كبيرة من العتاد والألغام،واستشهد 20 من الجيش العراقي و20 من المناضلين الفلسطينيين و46 من المدنيين،وفور العملية وصل الأمير عبدالإله الوصي على العرش ونوري السعيد رئيس الوزراء وشاع أنهما حضرا للتحقيق مع المقدم عمر علي ومحاسبته لأنه تحرك إلى جنين قبل أن توافق قيادته على ذلك(بهجت أبو غربية في خضم النضال العربي الفلسطينيص310).
معركة قاقون:
قرية فلسطينية تقع في السهل الساحلي الفلسطيني عرفت بمشاركتها في عدة ثورات فلسطينية وقد استعد ستون شابا للدفاع عنها وحضر إليها جيش الانقاذ بقيادة الضابط العراقي مدلول بيك وانسحب منها ثم وصلها الجيش العراقي متأخرا وقد زاد ضغط العصابات الصهيونية عليها ووصلها فصيل من الجيش العراقي وتعداده 33 واحتشد اليهود في 4 حزيران في البيارات القريبة منها وقصفوها بعد الظهيرة بقذائف المورتر فقتلوا منها عشرة مما اضطرالسكان للرحيل بينما اتصل قائد الفصيل العراقي بقيادته فيأتيه الجواب ” ماكوا أوامر” وليس لدي قوات يمكن إرسالها لنجدتكم،ووصلت القرية نجدات متأخرة فسقطت في يوم5حزيران وحاول الجيش العراقي استردادها يوم 6حزيران ولكنه لم يدخلها (بهجت أبو غربية ص311).
واكتفى بقصفها بالمدفعية وحول خسائر العرب يتحدث استاذ التاريخ في جامعة القدس المفتوحة بمدينة طولكرم عبدالرحيم المدور في كتابه قاقون أن شهداء القرية 33 رجلا وإمرأة واثنين هبوا لنجدتها من دير الغصون وأن 37 جنديا عراقيا استشهدوا في المعركة وهم خُمس شهداء الجيش العراقي الذين قدرهم المؤرخ الفلسطيني عارف العارف ب 287 شهيدا بينهم عشرة ضباط.
معركة الطيرة الصعبية تقرر مصير نابلس:
قرية الطيرة قرية فلسطينية مناضلة تربض في نهاية السهل الساحلي الفلسطيني قرية حديثة النشأة وعمرها يقرب من 300 عام قاومت الاستعمار الصهيوني مبكرا حينما هب رجالها في ثورة 1921 لنصرة الشيخ شاكر أبو كشك في هجومه على مستعمرة ملبس وهي أول مستعمرة صهيونية وفي الحرب راحت تشارك ببسالة وتتصدى لمستعمرة رمات هاكوفيش التي كانت كالقلعة الحصينة وتعرضت لهجمات صهيونية متكررة بلغت 3هجمات وقد صدتها جميعا،بينما سقطت حيفا ويافا وعكا ومع أن الذخيرة قليلة لكن البطولة والفداء فاقت التوقعات وجمعوا التبرعات وحضرة نجدات من قبل الثائر حمد جودة زواتا أبو فؤاد الذي أمدهم بستين رجلا، وهو أحد قواد الفصائل في ثورة 1936ـ 1939كذلك جاءتهم من سيلة الظهر قرب جنين.
ويتحدث المناضل المرحوم عبدالرحيم عراقي في كتابه (لا تخف) أنه وصلت أبناء قرية الطيرة خبر قدوم الجيش العراقي إلى مدينة طولكرم على بعد 13 كيلومترا فاستبشروا واطمأنوا وضجت القرية بالفرح والأمل عندما سمعوا بخبر هجومهم على مستعمرتي نتانيا وكفار يونا ولكن جاءتهم الأوامر من الملك عبدالله ملك الأردن بالانسحاب… ثم حضروا للطيرة ومعهم ستون جنديا وكان أول عمل قامت به القيادة العراقية في الطيرة هو تسجيل المقاتلين وصرف عشرة دنانير شهريا لكل منهم ثم حسنت الخطوط الدفاعية بعمل (الروابي) أو (الرابية) والتي تسمى في فلسطين ب(الطابات) وراح الجيش يقدم خدمات للمدنيين، مثل :تقديم الأغذية للمواطنين وتوزيعها عليهم أو طبخها ورصف الطريق…وجمعت المنشورات التي وزعها الصهاينة في حربهم النفسية على الفلسطينيين والتي راحت تشكك بالعلاقة بين الفلسطينيين والعراقيين وتواصلات الاشتباكات وقام الصهاينة بهجوم رابع على الطيرة ولكن العراقيين والفلسطينيين صدوه وقابلوه بهجوم معاكس على مستعمرة هاكوفيش واستشهد 7 جنود عراقيين ناهيك عن عدد من المناضلين الفلسطينيين وبينما كان الدم ينزف من جندي عراقي وبغزارة كان يقول “هذا كرمالك يا فلسطين” وهكذا سارت جنازة الشهيد أحمد ناصر على الأكتاف وفي ملابسه العسكرية وحضر المقدم عمر علي ليتفقد مواقع الطيرة وقد سر من مقاومة القرية وقال أنتم بهذا العمل الجبار تدافعون عن نابلس وبعد حضوره أطلقت المدفعية العراقية الجبلية قذائفها على مستعمرة هاكوفيش.. ولا يدخر الجيش العراقي من مشاغلة دائمة للقوى الصهيونية في هذه المنطقة.. أخيرا جاء الرحيل وتوقف اطلاق النار في 3/4/1948 وكان العراقيون ينتحبون وهم يقولون ماذا نقول لأمهاتنا وقد أوصيننا أن لا نعود الا بتحرير فلسطين وإرجاع اللاجئين لبلادهم أنقول بعناها أم سلمناكم الله واياكم يا أهل الطيرة والله انكم رجال…جاء الجيش الأردني ورفع العلم أياما وانسحب إلى الشرق وخضعت الطيرة للحكم العسكري.
وبسبب انسحاب الجيش العراقي هاجت مشاعر الفلسطينيين وشكلوا وفودا ذهبت إلى عمان لمقابلة قائد الجيش العراقي نور الدين محمود لتطلب استمرار بقاء الجيش في مناطقهم لأن الجيش الأردني قليل ولا يستطيع بانتشاره حماية هذه المناطق،ولكن لم يمكنه أحد من اللقاء معه وزاد الطين بلة أنهم علموا بأن اتفاقية رودس تسمح بضم أراض جديدة انسحب منها الجيش العراقي لليهود وهي المسماة بأرض المثلث الفلسطيني وشعر قادة الجيش العراقي بالألم وهو ما سيدفعهم لاحقا لعمل ثورات وانقلابات كان سببها شعورهم بالموقف المخزي لحكوماتهم في فلسطين والتي أرسلتهم فقط كامتصاص لغضب الشارع العراقي الذي كان يتظاهر ضد معاهدة بورتسموث وغيرها.
ويتحدث المناضل عثمان عبدالهادي “أبو جمال” في احدى مقابلاته:
قصف اليهود سوق الخضار في قلقيلية بينما قصف العراقيون مستوطنة رمات هاكوفيش شمال قلقيلية، ولقد جاء الملك عبدالله ملك الأردن يومها على القائد العراقي عمر علي في طولكرم.
وفي هذه الإثناء قام العراقيون بجمع سبعة متسللين فلسطينيين والمعروفين بسرقة البقر من الكيبوتسات اليهودية، وطلبوا منهم المساعدة في تنفيذ أحدى المهمات، وسلموهم مسدس إشارة تنوير، وطلبوا منهم إطلاق إشارة عند اقترابهم من المستوطنة، وقالوا لهم إذا نجحتم في هذه المهمة اطلقوا طلقة خضراء، وإذا فشلتم اطلقوا طلقة حمراء، وتقدموا لمستعمرة هاكوفيش، وجاءوا الخنادق من الغرب، وكانوا يجيدون اللغة العبرية، ولما وصلوا الخنادق وجدوا حارسا بباب المستعمرة وانقّضوا عليه بالخناجر بعد أن أوهموه أنهم دورية إسرائيلية وأجهزوا على بقية الموقع واستلموه. وبدلا من إن يطلقوا طلقة خضراء أطلقوا طلقة حمراء، وطلقة خضراء أخرى، وكان الجيش العراقي على أهبة الاستعداد للهجوم وفكر العراقيون أن المناضلين الفلسطينيين غلطوا فعلا بدأ إسناد المدفعية مع تقدم الجنود، وسقطت كل الخنادق بيد الفلسطينيين والعراقيين وكانت معركة حامية الوطيس خسر فيها العرب عددا كبيرا، وذهبت إلى قلقيلية، وكان فيها أكثر من عشرين دارا استشهد أبناؤها.
معارك الجيش العراقي حول جلجولية ورمات هاكوفيش:
ليس أبلغ من الاستشهاد بأحد المناضلين عند حديثه عن سير المعركة، وعلاقتها بالدفاع المحدود ضمن معركة سياسية محدودة أعد لها النظام الملكي وكذلك فعل ملوك ورؤساء العرب يومها حيث أرسلوا هذه الأفواج لا لتخوض معركة تحرير وإنما لتدافع عن بعض ما تبقى بيد العرب بعد 15 أيار 1948،ويظهر أن قادة الجيش العراقي وضباطه لم ينسجموا مع هذا المخطط وقد دفعوا بالمناضلين الفلسطينيين للهجوم وتم إسنادهم بالمدفعية والدبابات وفي هذا الشأن سمع الفلسطينيون مقولة ضباط وجنود عراقيين : (ماكوا أوامر) وهذه كانت مصدر لغط وأسيئ فهمها، ورغم ذلك خاضوا معارك الفخار والعز غصبا عن نور السعيد وعبدالاله يروي أحد الشهود المرحوم توفيق أبو صفية:
كانت بداية مشاهداتنا لمعارك الجيش العراقي أن هذا الجيش قصف ملبس ورأس العين حيث تتمركز القوات اليهودية، ودخل المجاهدين الفلسطينيين إلى المعسكر البريطاني قريباً من رأس العين وهرب اليهود إلى الغرب تحت غطاء من نيران المدافع والدبابات العراقية، وتقدمت مشاة الجيش العراقي إلى قرية مجدل الصادق، وحدثت معارك باسلة بينهم وبين اليهود وخسر الطرفان عددا من الدبابات والسيارات العسكرية، وبعدها جاءت أوامر للجيش العراقي بأن يحافظ على مواقعه ولا يتقدم، ورجعت القوة إلى كفر قاسم، ورابط العراقيون على طول خط سكة الحديد الممتدة من رأس العين إلى طولكرم وجنين شمالا وسعوا إلى ضم فلسطينيين.
وعن المناوشات التي جرت غير بعيد من قرى خريش وجلجولية، وعن مشاركة أبناء القرى الفلسطينية يقول المناضل عثمان عبدالهادي عرار:
“سيطرت الحركة الصهيونية على عشرة بيارات كبيرة من البرتقال قرب قرية بيار عدس إلى الغرب من جلجولية، وبدأت المعارك حولهن، وفي البداية كانت مناوشة، واجتمع ضابط عراقي وصهيوني وفيها حذر الضابط العراقي الضابط اليهودي بأن يخلي العشر ببارات لكن الضابط الصهيوني قال:ـ سنأخذها غصبن عن السبع ملوك، وكان الوسيط الدولي حاضرا، فما كان من الضابط العراقي إلا أن بطحه على الأرض، وخبط عليه، وفصل بينهم المراقب الدولي، وقام العراقيون بتوزيع جنود ومناضلين على البيارات، وأمر الضابط العراقي أثنين من المناضلين العرب بتعبئة أكياس الرمل ووضعها في سواتر ترابية أمامهم،وتسللوا إلى البيارات وهم يزحفون أرضا، وفي هذه الإثناء دخلت فيها ثلاث دبابات إسرائيلية،وبدأت الرشاشات تحصد شجر البرتقال. فنصدى لها الجنود العراقيون واثنان من المناضلين، وأوقفوا تقدم الصهاينة بعد أن جاءتهم أوامر من القيادة الخلفية في تله عارف ورد العدو الصهيوني وأصيب العريف العراقي بجرح في كتفه، وتسلم رشاشه جندي أول وأصيب هو الآخر بنفس الإصابة، واستلم الرشاش جندي عراقي بقرية جلجولية وأعطى هؤلاء إشارة إلى المدفعية في موقع صوفين بمدينة قلقيلية فأخذت مدافع العراقيين تدمر دبابات الإسرائيليين، وشوهدت إحداها محترقة غربي جلجولية، واشتركت مصفحة لبلدية قلقيلية في المعركة وكانت محملة بمدفع رشاش من نوع Six Bounder، ومعها برن واتجهت لبيارة رفيق أبو حجلة إلى الجنوب من البيارة الأولى، وهي مكشوفة وضربها اليهود بمضاد للدروع وبنشرت. بعد ذلك جاءت دبابتان عراقيتان وطرحنا عليهم بان يتقدموا لنجدة المصفحة العربية فكان الجواب ماكو أوامر جاءت دبابة إسرائيلية، وهي الثالثة، وطلعوا عن سكة الحديد إلى السهل، وبدأنا في الرماية عند ذلك تنفست مصفحة قلقيلية الصعداء، ومشت ولا زالت ترمي، وعندما شاهدها اليهود طلعت على السكة تركوا الخنادق وهربوا وسقطت بيارة أبو حجلة ثانية في أيدي العرب، و بعدها سقطت العشرة بيارات في أيدي العرب واستلموهن 15 يوما، وجاء أمر بوقف إطلاق النار الأخير ورجعنا لخط إطلاق النار شرقي خط سكة الحديد“.
ويفخر المرحوم توفيق أبو صفية بدور جيش العراق ويلهج ذكره ببعض الأسماء التي شاركت في الحرب والعلاقة الحميمة بين أطياف الشعب العراقي:
وحول الخسائر التي أوقعها المناضلون العرب تحدث قائلاً:
ربما كانت حادثة قتل يهودي يومها وكان اليهود واقفين على بابور اليافاوي وكنت تدربت على الرماية قبل الحرب.كان معنا الجندي احمد وداع الذي قال لي (ارمي صيب وأطلق كل واحد فينا طلقتين ووقف إمامي خيال بعيد شخص لونه احمر اعتقد إنني أصبته واليهود حولوا الرشاش ولا ادري مات أم جرح*”.
ويظهر أن الحرب لها تقاليدها وأخلاقها الخاصة بها، وعن دور عبد الكريم قاسم فيها حدثني الراوي:
“عبد الكريم قاسم قام بضرب ملبس والمجدل قال له حكام العراق ليش ضربت؟
قال: هؤلاء قتلوا الأطفال، وقال لهم روحوا حاكموا والدي في العراق، وكان عبد الكريم قاسم مهندس توسيع شوارع كفر قاسم، ونقش حجر في المقبرة القبلية، وجمع حرامية البقر، وفوضهم بسرقة البقر الهولندي من مستعمرات اليهود، وبيعت هذه في البلاد، وأهل كفر ثلث اشتروا عجلة هولندية منها“.
ومما حدثني به الراوي السابق عن غرائب الحرب، أنه:
كان هناك رشاش سميناه باسم سلمى شارك في معركة جنين المشهورة في تاريخ حرب الجيش العراقي في فلسطين، وبقيت سلمى من بين اثني عشر رشاشا حميت.
وقال أحد الضباط العراقيين أنهم غنموا ثلاث مائة قطعة سلاح من اليهود في معركة تحرير جنين وسموها باسم عملية سلمى.
ويرى هذا الراوي إن معركة هاكوفيش كانت واحدة من المعارك المهمة التي قام بها الجيش العراقي في منطقتنا مثلما يشار إلى دور الجيش السوري في معركة الشجرة وهو يقول:”
كانت الدورية تأتي ألينا ليلا ولنعرف انه عربي أم صهيوني نقول سر الليل تقدم، فيرد علينا نصر، وكان ذلك في ليلة الهجوم على مستعمرة هاكوفيش ومعاركها الطاحنة.
وعن دور الضابط رفعت الحاج سري كتب صالح العلي في كتابه :بصمات الأيام الذي جاء فيه ص50 يقول عن قريته قلنسوة القريبة من قرية الطيرة :دخلت القرية أفراد من الجيش العراقي وعلى رأسهم الرئيس صديق والرئيس متى يرافقه ضابط خبير متفجرات (رفعت الحج سري) هذا الضابط أظهر اهتماما بالغا وأبدى حبا عظيما للقرية وأهلها ومن أعماله الايجابية نقل الخطوط الدفاعية إلى الأمام حتى أصبحت ملاصقة تماما لخطوط اليهود وقريبا جدا من المستعمرات.. ولقد أحبهم وأحبوه وتقاسموا الرغيف وتناوبوا على الحراسة بينهم.. وباعت النسوة حليهن وأشترى أزواجهن السلاح والعتاد ولم ترسل الدول العربية لهذا الموقع ما يستحق الذكر سوىبعض صناديق الذخيرة التي كان هذا الضابط يحصل عليها سرا وبعض الملابس الشتوية أرسلت معونة من الشعب العراقي… هاجمت المصفحات العراقية مستعمرة جئوليم بعد استشهاد جنودها في قاقون القريبة وشاركهم الشباب الفلسطيني حماستهم واقتحموها وكانت التكبيرات وعند أبواب المستعمرة توقفت المدرعات العراقية ولم تتقدم وانشغل الناس بتحطيم ونهب الممتلكات..واستفسر الناس من العراقيين عن سبب هذا التراجع وأمر القيادة العامة بتنفيذ الأوامر والت