المجالس النيابية تمثيل خادع للشعب والنظم النيابية حل تلفيقى لمشكل الديمقراطية
فرج الكاسح
إنّ الحديث عن الفكر الجماهيري الخلاق يجعلنا نذكر أنّ هنالك نظريات سادت في العالم سواء أكانت هذه النظريات فى مجال الإعلام أو الاتصال.. أما في علم السياسة والاقتصاد فنذكر النظرية الرأسمالية والنظرية الماركسية وما ولد عنهمامن صراع ساسي على استلام السلطة فالفكر الجماهيري يعد تقديراً للجهد الإنسانى على طريق تحقيق الديمقراطية. إنّ هذا الفكر الخلاق بمقولاته ومدلولاته وشروحه وضع حل مشكلة الديمقراطة « سلطة الشعب» حيث الركن السياسى فيه يوضح أداة الحكم التى هي المشكلة السياسية الأولى التى تواجه الجماعات البشرية ويكشف أن الصراع السياسى على السلطة أول مايبدأ فى الأسرة ومن ثم يتحول إلى المجتمع وذلك بعد تكوّن المجتمعات الحديثة وهنا يقدم الفكر الجماهيري الحل النهائى لمشكلة أداة الحكم.
إن صراع أدوات الحكم على السلطة وتنوعه من سلمي وبكافة أشكاله من صراع طبقات أوطوائف أو قبائل أو أحزاب أو أفراد نتيجته دائماً فوز أداة حكم ، فردا أو جماعة أو حزبا أو طبقة، وهزيمة الشعب، أى هزيمة الديمقراطية الحقيقية، وهنا يوضح الفكر الجماهيري أنّ هذا الصراع المزمن لم ينتج أداة حكم ديمقراطية فى العالم وأنهاكلها مزيفة للديمقراطية الحقيقية ودكتاتورية. ومن يقرأ تاريخ العالم يجد أن الشعوب دائماً تتطلع للسلطة وتضحى فى سبيل تحقيق حريتها بكل ماتملك والفكر الجماهيري ينتقد كافة أنظمة الحكم التى قامت على أساس غير ديمقراطى تلك التى تعتمد على مجالس نيابية وحزب وطبقة فهى أنظمة دكتاتورية. أما ركنه الثاني فقد حل المشكل الاقتصادي «بالاشتراكية » ومجتمع الشركاء وعلّم شعوب العالم كيف يتحقق؟ ومتى تبدأ ثورة العمال الحقيقية؟ وثالث اركانه هو الركن الاجتماعي.
الفكر الجماهيري تطرق لحل مشكلة الأقليات والسود والفئات المضطهدة فى العالم كالمرأة والطفل، وقد أدخل مفردات ومصطلحات وتعبيرات جديدة على الفكر الإنسانى سواء فى المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية .
ويعّرف الفكر الجماهيري المجالس النيابية : بأنها العمود الفقرى للديمقراطية التقليدية الحديثة السائدة فى العالم والمجالس النيابية تمثيل خادع للشعب والنظم النيابية حل تلفيقى لمشكل الديمقراطية المجلس النيابى يقوم أساساً نيابة عن الشعب وهذا الأساس ذاته غير ديمقراطى لأن الديمقراطية تعني سلطة الشعب ولاسلطة نائبة عنه. من هنا نعي بأن محاولات إنسانية جرت لحل الصراع على السلطة وتطبيق الديمقراطية ومنها المجالس النيابية التى كانت بعيداً عن تطلع الشعوب للديمقراطية وقد تأكد أنه «لانيابة عن الشعب والتمثيل تدجيل» فالديمقراطية الحقيقية التى يعنيها الفلاسفة والمثقفون والمفكرون اليوم لاتقوم إلا بوجود الشعب نفسه لابوجود نواب عنه وقد أصبحت هذه المجالس حاجزاً بين الشعوب وممارسة السلطة وقامت بعزل الجماهير عن ممارسة حقها فى السلطة بيد أن، المجلس النيابى تأكد أنه حكم غيابى، وأصبحت هذه الديمقراطية زائفة وهذه الديمقراطية هى الديمقراطية التقليدية وقد عّرف الفكر الجماهيري المجلس النيابى بأنّه يأتى منتخباً من خلال دوائر انتخابية ويعين أداة حكم من حزب واحد أو ائتلاف أحزاب أو بالتعيين وأوضح بأن كل هذه الطرق غير ديمقراطية بدليل أن الديمقراطية التقليدية تخلع القداسة والحصانة على عضو المجلس النيابى بينما لاتقر ذلك بالنسبة لأفراد الشعب فلذا أصبح من حق الشعوب اليوم إعلانها لكفاحها بالثورة الشعبية وأن تعلن صرختها المدوية المتمثلة فى المبدأ الجديد «لانيابة عن الشعب»
ويتضح أنّ «التمثيل تدجيل» لأنّ المجالس التى تقام نتيجةالانتخاب أو التعيين أو الوراثة فهى تقوم على الدعاية لكسب الأصوات، إذاً هو نظام «ديماغوجى» فالأصوات التى تنتخب هؤلاء النواب يمكن شراؤها ويمكن التلاعب بها فالفقراء لايستطيعون خوض معارك الانتخابات التى ينجح فيها الأغنياء دائماً إذاً نظرية التمثيل النيابى أى المجالس النيابية نظرية بالية ولكنها كانت أحد الحلول لحل مشكلة الصراع على السلطة وتطبيق الديمقراطية فديمقراطية مثل ديمقراطية المجالس النيابية القائمة الآن هى ديمقراطية زائفة لأنّ السلطة الفعلية فى المجتمع بيد الحكومة التى تعينها المجالس النيابية وليست بيد الجماهير الشعبية وقد نادت بها الشعوب عندما كانت تساق كالقطيع بواسطة الملوك والسلاطين والفاتحين وكانت أبسط ماتطمح إليه الشعوب فى ذلك العصر هو الاعتراف بحق الشعوب فى الحياة ذاتها و اختيار من ينوب عنها مع أولئك الحكام الذين كانوا يرفضون ذلك.
لقد بدأ واضحاً اليوم أن الشعوب والجماهير ترفض بتاتاً المجلس النيابي بكافة مظاهره وصوره التى ينبثق منها سواء الانتخاب أو التعيين وسواء فاز حزب أو عدة أحزاب فهو فى هذه الحالة مجلس الحزب وليس مجلس الشعب وكذلك المجلس النيابي الذى ينال فيه كل حزب عددا من مقاعده فأصحاب هذه المقاعد هم ممثلون لحزبهم وليس الشعب فكلها تنتهج الديمقراطية الزائفة فى العالم سواء النظم ذات الحزب الواحد أو ذات الحزبين أو ذات الأحزاب المتعددة والفكر الجماهيري ينظر على أنّ السلطة يجب أن تكون بالكامل للشعب وأن هنالك «صرخات مدوية فى العالم تنادى بأن « لانيابة عن الشعب والتمثيل تدجيل» و« المجلس النيابى حكم غيابى» و«الحزبية إجهاض للديمقراطية » و«الحزب يمثل جزءاً من الشعب وسيادة الشعب لاتتجزأ» فإذاً كل أدوات الحكم السائدة فى عالم اليوم سواء كانت حزباً أو طائفة أو قبيلة أوطبقة أو مجموعة أحزاب تغلق آذانها حتى لا تسمع أى صرخة مدوية تنادي بأن السلطة يجب أن تكون بالكامل للشعب» وأن الجماهير ملّت وتعبت من جميع هؤلاء الناس الذين ينادون بالأحزاب والمجالس النيابية وماإلى ذلك وبأنه لايعقل بعد انتصار عصر الجمهوريات وبداية عصر الجماهير أن تكون الديمقراطية هى حصول مجموعة قليلة من النواب يمثلون هؤلاء الجماهير الغفيرة فإذاً أعتى الديكتاتوريات التى عرفها العالم قامت فى ظل المجالس النيابية