يجد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نفسه مجددا في مواجهة حرج كبير على اثر اعلان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ارسال قوة من مشاة البحرية الاميركية الى العراق لدعم جهود قتال تنظيم داعش الارهابي، بينما تنفي قيادة عمليات بغداد تلك الأنباء موضحة في بيان أنه لا توجد قوة قتالية أميركية على الأرض وأن القوة الاميركية جاءت لإجراء مناورات تدريبية مشتركة مع البحرية العراقية خارج المياه الإقليمية.
ويعكس التناقض الواضح في البيان خاصة بعد تأكيد واشنطن فقدان أحد جنودها في عملية ضد داعش، مدى الارباك في عمل الحكومة العراقية التي تواجه ضغوطا شعبية كبيرة حيث نجح السيد مقتدى الصدر في حشد الشارع ضدها لمطالبتها بالإصلاح ومكافحة الفساد واتهمها أصلا بأنها حكومة فساد.
وسبق للعبادي أن شدّد مرارا رفضه لأي تواجد أجنبي في العراق حين أعلنت موسكو في 2015 أنها تنسق جهودها مع الحكومة العراقية في اطار الحرب على الارهاب ضمن غرفة عمليات مشتركة، بينما أثار الاعلان الروسي تكهنات بعزم روسيا توسيع عملياتها في سوريا لتشمل العراق.
وكان رئيس الحكومة العراقية قد نفى أي نية لتواجد روسي على الأرض العراقية كما ندد لاحقا بنشر أنقرة قوات تركية قرب الموصل وبررت حينها تلك الخطوة بالمساعدة في محاربة التنظيم المتطرف.
وفجرت الخطوة التركية أزمة بين بغداد وأنقرة وصلت حد تلويح وزير الخارجية العراقي بعمل عسكري ضد تلك القوات.
كما هددت عصائب أهل الحق أيضا بمواجهة القوات التركية باعتبارها قوة احتلال.
ثم أعلنت عصائب أهل الحق ايضا أنها ستواجه القوة الاميركية التي أعلن البنتاغون عن ارسالها للعراق بوصفها قوة غزو ودعت واشنطن لسحبها كما طالبت الرئيس فؤاد معصوم بالتحرك حفاظا على سيادة العراق.
ومن المتوقع أن يواجه العبادي ضغوطا شديدة وأن تنفتح الأزمة السياسية على المزيد من التصعيد في ظل تمسك مقتدى الصدر باعتصام أتباعه أمام المنطقة الخضراء.
ويعرف الصدر الذي استطاع تأليب الشارع العراقي على الحكومة التي يصفها بالفاسدة، بمعارضته الشديدة للتواجد الأميركي وسبق أن خاض قواته (جيش المهدي) معارك ضارية مع الجيش الأميركي.
وتعرضت قاعدة عسكرية أميركية جديدة بشمال العراق لهجوم مرة أخرى على يد تنظيم داعش وواجهت تهديدا من جماعة تدعمها إيران بعد يومين من مقتل عنصر بقوات مشاة البحرية الأميركية في هجوم صاروخي.
وقاعدة فايربيز بيل التي يطلق عليها اسم مركز المدفعية هي أول قاعدة أميركية مستقلة من نوعها في العراق منذ عودة القوات الأميركية إلى هذا البلد في 2014 وتشكل أحدث مؤشر على الانخراط العميق للجيش الأميركي في الصراع.
وقال الجيش الأميركي إنه أراد التكتم على وجود هذا القاعدة لحين بدءعملياتها.
وأقر وارين بأن تحسينات تتم على القاعدة لتعزيز دفاعاتها.
وقال وارين في تصريح صحفي “نواصل تحسين موقفنا القتالي لضمان تحقيق أفضل قدرة على حماية أنفسنا.”
وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتجنب نشر قوات برية أميركية على نطاق واسع في العراق وركز على تقديم المساعدة للقوات المحلية، لكن الجيش الأميركي أصبح أكثر مشاركة على الأرض بإرسال قوات خاصة ثم نشر قوة من وحدة الحملة 26 من مشاة البحرية.
وقال وارين إن عناصر مشاة البحرية تمركزوا في قاعدة بيل قبل أسبوعين بهدف حماية مستشارين أميركيين يعملون الآن مع آلاف من عناصر القوات العراقية في قاعدة مجاورة. ولا يزال الموقع وراء خطوط المواجهة.
وأحجم وارين عن القول إن كان عناصر مشاة البحرية أيضا سيقدمون الدعم أيضا حين تتقدم القوات العراقية صوب الموصل التي يتخذ منها داعش معقلا رئيسيا في العراق.
وأضاف “لن أقول إنكم على خطأ، لكني لن أكشف عن خططنا.”