/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
علي السوداني
وهذه واقعة كبرى وقعت عند خاصرة العشرة الأوائل من رمضان القائم . أربعة أيام وليلة ، كأنها الدهر كله . نار ودخان ونهب وسلب في مدينة الضباب ، لندن وضواحيها ، حتى وصلت النار ، مرفأ ليفربول وما حوله . ألفتى ديفد كاميرون ، حسم أمره وقال في باب تجنيس الواقعة ، أن هؤلاء ، نهابون سلابون ، تحركهم مافيا الجريمة المنظمة ، وفي توصيف لافت ومثير ، زاد داوود على تجنيسهم وصف ” حواسم ” ، غير أن وسائط الأعلام الملتمة بباب المبنى اللندني رقم عشرة ، لم تفهم تلك المفردة التي نطقها كاميرون ، ملحونة محببة لطيفة . وحتى لا تكون فتنة ، ويضيع كلامنا في شبك ، وينصاد فيسقط في باب اللغو الفارغ والحشو الزائد ، سنتكىء في ليلتنا المبروكة هذه ، على منابع نبأ يقين ، حطّ بعبّنا من صاحب ثقة عراقي مؤتمن من سكنة لندن ، أباَ عن جد عن خال قال – أنا اصدقه تماماَ – أنه في الليلة الثالثة من حريق لندن وما جاورها ، اتصل به مدير مكتب الرئيس كاميرون وطلب منه التوجه بسرعة ، صوب مبنى عتيق مشتول في ظهر ساحة البيكاديللي المشهورة ، كانت المملكة قد استعملته غير مرة ومرة ، كملاذ آمن لا تنوشه العين أيام الملمات . زاد صاحبي ، أنه حال ولوجه المبنى العتيق من بابه الخلفي ، شاهد رئيس الحكومة كاميرون ، معتلياَ دكة الخطابة ، مبتسماَ ملوّحاَ بكف مفتوحة ، نحو حشد من زعماء عشائر لندن ووجهائها ورجال دين ، أشهرهم زعيم أساقفة كانتربري الذي شدد على أن المرجعية الكنسية ، تقف اليوم الحاسم ، على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب الأنكليزي ، لكن زعيم عشيرة البوجوني المتحمس ، قطع كلام الأسقف المسالم الخجول ، ودس يمينه تحت أبطه العرقان ، وشماله فوق رأسه ، وصاح بالحشد ” ها خوتي ها ” فأجابه الجمع بما أراد ، فثنى وثلّث ، ثم عاط : الدولة النه وما ننطيها ، فعاطت بعده الصالة عن بكرة أمها وأبيها ، وساد هرج عظيم توّجت دلالته بتلك الصورة الدالة على اللحمة والألتحام بين القائد والشعب ، اذ شال كاميرون ، علم برييطانيا العظمى ، وخضّه خضاَ ، فرفرفت كراكيشه الزاهيات ، ورنّت خلاخيله المذهبات المحروسات ، حتى ساح العرق من فوق الجبائن ، وفاضت المقل بسواخن الدمع ، وبينا كانت الناس ، تجاهد لألتقاط النفس العزيز ، حتى انفلت من مؤخرة القاعة الضاجة ، كهل سبعيني بوجه منير صبوح ، تبين بعد انفضاض الجمع ، أن هذا الكهل هو رئيس فخذ آل هيغ ، الذين منهم وزير الخارجية ، ومنهم كذلك ، مسئول تنظيمات فلاحي حزب الأحرار في ناحية برمنغهام ، الذي ما زال قبر جده ، قائماَ في ساحة الطرف الأغر . عاط الرجل وثغب وشقّ زيقه ولطم وجهه وردح وهوّس : ها خوتي ها ، اليوصل لنده انكص ايده ، حتى ماجت الصالة وراجت وكادت تنفجر ، وما زاد الطين طينات ، أن سلة من نسوة محصنات ، أرتقين على غفلة من عيون الحمايات ، كابينة كبار الضيوف ، وصرن يطلقن الهلهولات والأهزوجات ألتي سمع منها ، أهزوجة شعبية مؤثرة تصيح ” كاميرون دولبها ولعب بيهه ” وقد جاءت ملحونة مموسقة مرتلة على لسان الناشطة مارغريت سام البوكامبل ، التي لم تكد تنهي ردحتها القوية ، حتى دخل صاحب الشرطة بلندن ، في نوبة بكاء ونحيب انتهت بنزع رتبته العسكرية من فوق كتفه المهدول ، وتقديم استقالته ، أحتجاجاَ على تباطؤ الحكومة في تنفيذ مطالب المحتجين ، ومنها عدم الأنفراد بالسلطة ، واقامة حكومة شراكة وطنية تضم جميع الأطياف ، واطلاق كل المسجونين السياسيين من سجن لندن المركزي سيىء الصيت ، واعادة الساعة التي نهبتها الحكومة بذريعة التوقيت الصيفي ، والسماح للمعلمين بتحويل سياراتهم الى تاكسيات بعد الدوام ، والطلب من أيرلندا ، وقف العمل في بناء ميناء غلاسكو الكبير ، بعدها طلب رئيس الحكومة كاميرون ، من الحاضرين الوقوف ، ورجاهم أن يرددوا خلفه ” ها خوتي ها .. ها ، ها خوتي ها .. ها ، ها خوتي ها .. ها ” وهنا أنقطع الخط بيني وبين صاحبي في لندن ، من دون أن أقع على هوسة الزعيم ديفد كاميرون . شكراَ . فيمالله