الدكتورة شعبان: العربي يعرف من خلال تاريخه وحضارته وإنجازاته وليس من خلال نفطه وماله
الياس مراد: دم الشهداء لا يعادله سوى انتصار سورية على قوى الظلام والتكفير الوهابي
بمناسبة عيد الشهداء ويوم الصحافة العربية كرمت وزارة الإعلام السورية واتحاد الصحفيين السوريين الثلاثاء الماضي عددا من أسر شهداء الصحافة والإعلام.
وأكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن استحقاق الانتخابات الرئاسية هو استحقاق دستورى داخلى وطنى سورى لا صلة لأحد خارج حدود الدولة السورية به ولا يمكن القبول بتدخل أحد من الخارج بهذا الشأن أو أي شأن وطني داخلي بحت.
وشدد الزعبي على رفض سورية أي تدخل بشأن الانتخابات الرئاسية فيها وقال إن “مواجهة الإرهاب في سورية ومساندة الجيش العربي السوري وجميع الاستحقاقات الدستورية القادمة بما فيها استحقاق الانتخابات الرئاسية هي قرارات وطنية ولا يحق للأمين العام للأمم المتحدة ولا للرئيس الأمريكي ولا لأمراء وأجراء الخليج ولا للأتراك على الإطلاق التعليق أو التدخل بهذه القرارات”.
وجدد الزعبي التأكيد على ضرورة مشاركة جميع أبناء الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية بفعالية وتصميم موضحا “يجب أن نذهب جميعا بقناعة وانطلاقا من الإيمان بالوطن ولا شيء غيره إلى استحقاق الانتخابات الرئاسية وأن نختار من يحمي سورية ووحدة الجيش والمؤسسات ومن يحمي الحدود ويتصدى للإرهاب ومن يستطيع قيادة البلاد من ضفة إلى أخرى ومن يستطيع المحافظة على العلم السوري مرفوعا على كل الجغرافيا السورية”.
وأكد أن هذا الاستحقاق الدستوري انعطاف تاريخي وتجربة ديمقراطية نوعية في تاريخ سورية لافتا إلى أن المقاطعة وتجنب المشاركة في الانتخابات الرئاسية من أي جهة كانت “ليست ممارسة سياسية إنما عزلة سياسية”.
وقال وزير الإعلام حول مناسبة عيد الشهداء إن “جميع الشهداء بمن فيهم شهداء الإعلام هم أشخاص متميزون تجتمع فيهم صفات ثلاث هي التحلي والتخلي والتجلي فهم يتحلون بصفات استثنائية” مبينا أن “ذروة هذه الصفات عندما تحين اللحظة التي تتجلى فيها كل المناقبية والأخلاق الوطنية والتربية العقائدية والوطنية لهؤلاء وهي لحظة الشهادة التي لا يوجد على الإطلاق أي فعل أو ممارسة تعادل مناقبية هؤلاء ولحظة استشهادهم”.
من جانبها أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان أن ما أسماه الغرب بـ “الربيع العربي” ما هو إلا شتاء دام تفتيتي وطائفي ووهابي وإرهابي لعبت بعض وسائل الإعلام الناطقة بالعربية دورا في الترويج له وتسيير دفته بما يخدم مصالح من يستهدفون الأمة العربية وحضارتها ومستقبلها وهوية أبنائها.
وقالت شعبان إن “الإعلام الغربي أصبح وسيلة من وسائل العدوان على الشعوب ومنذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصبح عدد الإعلاميين الذين يستشهدون في العالم غير مسبوق وبات الإعلاميون المصرون على نقل الحقيقة شهداء أحياء”.
وأوضحت شعبان “ما نحتاجه اليوم هو الوضوح الأكبر في معرفة العدو من الصديق والتخلص من الأفكار التي زرعها الاستعمار في ثقافتنا بأن إعلامه حيادي وموضوعي وديمقراطي وبناء مرجعية عربية إعلامية تؤمن بالثوابت القومية لأمتنا العربية ومكانتها وهويتها وتفخر بأن تكون صوتا وصورة لها ولكن على أن يتم ذلك بأسلوب علمي توثيقي يضاهي أحدث ما توصل إليه الإعلام في أي مكان في العالم”.
ولفتت شعبان إلى ظهور مؤشر مهم منذ بداية الأزمة في سورية يتمثل بـ “أن جوقة العملاء والخونة الذين تبناهم الإعلام الغربي والعربي التابع للغرب تهاجم دوما القنوات السورية فيما هاجم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قناة آر تي الروسية واتهمها بتأجيج الأحداث” مؤكدة أن هذا الأمر يدل على “اضطرار الغرب للمرة الأولى في التعامل مع قناة تملك النصف الآخر من الحقيقة التي تنسف الرواية الغربية من جذورها وبهذا امتلكت دول مثل سورية وروسيا وإيران ولبنان مرجعية إعلامية تراقب وتفضح الخطط العدوانية الغربية على الشعوب”.
وشددت شعبان على أن كل الدلائل تشير إلى أن “الغرب ما زال متعطشا لسفك المزيد من الدماء” مضيفة “ما نحتاجه اليوم هو إيصال حقائق جرائم العدوان ضدنا كعرب إلى الرأى العام العالمي وقد بدأ الكثيرون في الغرب يشككون بطريقة اعلامهم ويبحثون عن مصادر موثوقة أي أن الفرصة متاحة وبهذا نستطيع إعادة تعريف الصراع العربي الإسرائيلي في أذهان العالم وأن نكون أهلا لتضحيات شهداء شعبنا بمن فيهم أعزاؤنا الإعلاميون الذين نتذكرهم اليوم والذين ضحوا بحياتهم لتبقى الحقيقة ناصعة نقية من دنس الإرهاب”.
وأشارت شعبان إلى أن قرابة 400 مليون عربي لا يملكون صوتا واحدا في الغرب أو الشرق يتحدث باسم هذه الأمة وحقوقها وباسم أجيالها مبينة أن العربي يعرف من خلال تاريخه وحضارته وإنجازاته وليس من خلال نفطه وماله بفضل بعض الفضائيات العربية المقاومة الحرة التي تحاربها القوى الاستعمارية والحكومات العربية العميلة لها.
وشددت شعبان على ضرورة وجود مرجعية إعلامية كبرى حقيقية لا تشغل المواطن بالبرامج التي لا تمت له ولا لتاريخه ولا لثقافته بصلة بل تصنع البرامج التي تعتمد الثقافة واللغة العربيتين عنوانين شديدي الأهمية وتنقل الحدث من أجل نقل الحقيقة كما فعلت القنوات المقاومة في السنوات الأخيرة.
بدوره أشار رئيس اتحاد الصحفيين السوريين الياس مراد إلى أن اختيار الصحفيين السادس من أيار ليكون عيدا للصحافة لأن هذا اليوم كان وما زال في ذاكرة العرب يوما وطنيا وقوميا بامتياز لافتا إلى أن احتفال عيد الصحافة في سورية هذا العام تبدى بارتقاء عشرات الشهداء من الزملاء الصحفيين والإعلاميين وهم يقومون بواجبهم الوطني والقومي بل بواجبهم الإنساني.
واستعرض أهمية الرسالة الإعلامية في صياغة العقول وحمايتها وصيانتها وتحصينها والدفاع عن الهوية الجامعة عبر خطاب إعلامي ثقافي متجدد يستند إلى جاذبية الشعارات والمواقف التي نؤمن بها ويؤمن بها أبناء مجتمعنا مؤكدا أن الصحفيين بشكل عام والشهداء منهم بشكل خاص اعتنقوا الوطنية وحملوا الرسالة لأنهم آمنوا بأن إعلاما بلا رسالة هو إعلام كاذب فاندفعوا للأمام وتقدموا في المعركة.
وأشار إلى أن دم الشهداء لا يعادله سوى انتصار سورية على قوى الظلام والتكفير الوهابي وكل قوى العدوان وهذا اليوم ليس ببعيد ولا سيما مع عودة الحياة إلى طبيعتها وإنجاز الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية والبدء في عملية البناء والإعمار.