في الوقف الشيعي: اختلاس 66 مليون دينار مخصصة لمناسبة دينيةكشف موظفون في ديوان الوقف الشيعي، عن تورط رئيس الديوان علاء الموسوي بملفات فساد ادارية ومالية، ارتكبها منذ توليه المنصب، فيما فتحوا 12 ملفا من ملفات الموسوي. جاء ذلك في رسالة وجهها الموظفون الى الم

كشف موظفون في ديوان الوقف الشيعي، عن تورط رئيس الديوان علاء الموسوي بملفات فساد ادارية ومالية، ارتكبها منذ توليه المنصب، فيما فتحوا 12 ملفا من ملفات الموسوي.

جاء ذلك في رسالة وجهها الموظفون الى المرجعية الدينية وفي مايلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم [لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً] النساء:148″.

رسالة مفتوحة الى مراجع الدين العظام.. المسؤولين في الدولة.. اعضاء مجلس النواب.. ومن يهمه الأمر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لا يخفى عليكم أهمية ديوان الوقف الشيعي ودوره على المستوى الثقافي والاجتماعي والانساني، حيث يرتبط به بناء المساجد والحسينيات والمؤسسات الدينية والخيرية واعداد الائمة والمرشدين ونشر الكتاب الثقافي ومناهج التعليم الديني ورعاية المراقد والمقامات الشريفة، فضلا عن مهمته الكبرى في رعاية العتبات المقدسة، ويتشكل الديوان من دوائر ومؤسسات كبيرة من أهمها الدائرة الهندسية التي تضم أكثر من 300 مهندس فني وموظف، والدائرة القانونية، كما أنه يدير هيئة الاستثمار الخاصة بالاملاك والعقارات التابعة للديوان وهي من أهم المؤسسات التي تعنى بالبناء والتنمية والتطوير ونشر مشاريع البر والاحسان. وعلى هذا الاساس فان ديوان الوقف يحتاج الى شخصية كفوءة متنوعة الابعاد والمهارات ﻹدارته ورعاية شؤونه، وبمقدار ما يكون هذا الرئيس يتمتع بهذه الخصائص والسمات فإن الوقف يقوم بدوره التاريخي والحضاري على أكمل وجه.

أما اذا ابتلى الوقف بشخصية متخلفة، لا تمتلك المؤهلات والصفات المطلوبة في الادارة للأمور الشرعية والقانونية، والفنية والاقتصادية والثقافية، فلا شك انه يتراجع عن دوره المرسوم، ويتخلى عن مهمته التأريخية في البناء والاعمار، والثقافة والمشاريع الانسانية، ولا نتحدث عن مرحلة الرئيس السابق رغم انها ذات شجون، الا اننا نثبت بعض الملاحظات “الخطيرة” على ديوان الوقف الشيعي منذ تسلمه من قبل الرئيس الجديد علاء الموسوي، لأننا حريصون أشد الحرص أن يحظى الديوان بالحيوية والعطاء والبناء والتطور والإصلاح.

وذكر الموظفون في رسالتهم 12 ملاحظة على عمل رئيس ديوان الوقف الشيعي، عدوها ملفات فساد خطيرة، وهي:

أولا: شن رئيس الديوان علاء الموسوي منذ مجيئه حملة واسعة غير مسبوقة على اعفاء وازاحة العديد من المدراء القدامى والمهمين في ديوان الوقف الشيعي دون أي مبرر قانوني أو جنائي يستدعي ذلك.

ثانياً: لشدة معاناة الموظفين في ديوان الوقف، وسوء التعامل معهم، فإن أكثر من 50 موظفاً قدموا طلبات للاحالة على التقاعد، وهو رقم مخيف لم تشهده أي مؤسسة أو دائرة في العراق، وان نسبة كبيرة من هؤلاء اصحاب خبرة طويلة ومعرفة بالوقف وشؤونه، إذ شكلوا خسارة واضحة للديوان.

ثالثاً: تم اعفاء مدير عام هيئة الاستثمار بالرغم من كونه مهندسا وله خبرة طويلة في هذا الحقل الحيوي، والغريب أن رئيس الديوان قد نصب نفسه مديرا للاستثمار من موقع ادنى، من أجل أن يتصرف بحرية مطلقة بالاموال الطائلة في هذه المؤسسة، والتي لا تصرف الا حسب شرط الواقفين، وفي موارد الصرف الشرعية التي يذكرها الفقهاء في مصنفاتهم، ثم اختار شخصا ضعيفا لرئاسة الهيئة يطيعه فيما يريد، من اجل ان يبعد عن نفسه شبهة الاستئثار بالسلطة.

رابعاً: أحدث الموسوي حالة من القلق والفوضى في أوساط الموظفين وعدم الاستقرار والتنسيق فيما بينهم، في الوقت الذي لم يتقدم الديوان خطوة واحدة الى الامام في أي مشروع خيري أو انساني، حتى ان البريد الذي يصل الى مكتب رئيس الديوان أصبح نكتة على ألسن الموظفين والمراجعين، ومما يدل على هذه الفوضى العارمة وعدم المهنية في الادارة فانه استبدل اربعة مدراء لمكتبه خلال فترة قصيرة.

خامساً: من الغريب ان رئيس الديوان قد خول “فاضل الشرع” بالقيام بمهمات رئيس الديوان في غيابه لاداء مناسك الحج، علماً ان الشرع يتبوأ عدة مناصب في الديوان منها مدير عام دائرة اوقاف المحافظات، وعمادة كلية الامام الكاظم (ع)، التي يتفق الجميع على هبوط مستواها العلمي وإعطائها الشهادات الدراسية للآخرين دون استحقاق قانوني، ولا يخفى ان الشرع لا يزال قيد التحقيق في قضايا تتعلق بالإرهاب وأمور اجتماعية وأخلاقية مما ساعد على تعميق حالة القلق والفوضى في أوساط الديوان، وبسبب تصاعد موجة الاحتجاج والغضب على فاضل الشرع، فقد استبدله بعميد “ضعيف” آخر صغير السن هو “علي اليعقوبي” الذي يفتقد الى التدرج العلمي والصفة الاكاديمية والخبرة الادارية، فقط لكونه ابن شقيقته.

سادساً: لقد جاء مع رئيس الديوان عدد كبير من المستشارين بعنوان خبراء في الديوان الا ان أكثرهم لم يكمل مرحلة المتوسطة او الثانوية، وقد منح الموسوي كل واحد منهم مرتباً يصل الى “خمسة ملايين دينار”، حتى كثر الحديث عن هؤلاء المستشارين في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما شكل حرجا شديدا لدى رئيس الديوان الا انه لم يعف غير واحد  منهم فقط.

سابعاً: هناك شخص غريب الاطوار يدعى (جاسم شبيب) عمره اكثر من سبعين سنة ولم يتزوج بعد، وهو محام فاشل في الكوفة، وبين عشية وضحاها اصبح هذا المحامي، المستشار القانوني اﻷوحد لدى رئيس الديوان، مع انه لا يحضر الى  الديوان سوى يوم او يومين في الاسبوع!، الا ان حركة الديوان متوقفة على قرارات ومخططات جاسم شبيب وهو الشخصية المزاجية القلقة، التي تثير استغراب كل من جالسه أو تحدث معه ولو لدقائق معدودة.

ثامناً: إن المفتش العام في ديوان الوقف الشيعي، يكاد يكون أداة طيعة بيد رئيس الديوان، يستخدمها ضد أي موظف لا يرغب فيه، ولو اجرينا احصائية بسيطة وسريعة على عدد القضايا التي تم التحقيق فيها ﻹكتشفنا عمق المأساة التي يعانيها الموظفون من خلال التهم المزيفة التي تلاحقهم كل يوم، حتى اننا نستطيع القول ان الديوان اصبح اقرب الى مركز للشرطة او دائرة مخابرات منه الى مؤسسة خيرية وانسانية.

تاسعاً: لوحظ بشكل مثير ان رئيس الديوان يأمر بالصرف من دائرة الاستثمار في موارد مخالفة للقانون ولتعاليم الوقف ولرأي مراجع الدين العظام، التي يعتمدها قانون الوقف الشيعي حتى أنه استنزف ميزانية الهيئة التي تصل إلى اثني عشر مليار في اقل من سنة واحدة، وهذا لم يحدث في تأريخ ديوان الوقف الشيعي.

عاشراً: بسبب سوء ادارة علاء الموسوي، وسياسته الذاتية والنفعية وتخبطه باتخاذ القرارات، اصبح الديوان يعيش عزلة كاملة عما يجري في العراق من تطور واصلاحات ومعارك لبناء الذات والمجتمع، خلافا لما يشهده ديوان الوقف السني الذي يشهد تطورا كبيرا وخطوات جادة في البناء والتنمية، ومنها مشاريعه في الاسكان والاعمار والصحة والتعليم، وغيرها من المشاريع الثقافية والانسانية.

حادي عشر: تعطيل الدوام الرسمي في كلية الامام الكاظم (ع) بسبب احداث الفوضى وسوء الادارة، واشاعة المحسوبية والمنسوبية مما جعل الموظفين يحتجون بتظاهرات داخل الكلية والشوارع المحيطة بها، الامر الذي جعل علاء الموسوي يفقد توازنه واعصابه، ويأمر باقتحام الكلية بمجاميع مسلحة، ثم يصدر أمرا ظالماً بسحب اليد عن عدد من الاساتذة والموظفين في الكلية، ومازالت كلية الامام الكاظم (ع) تعيش القلق والترقب، وعدم الاستقرار في الدوام والدراسة.

ثاني عشر: انطلاقا من جميع هذه الملاحظات وغيرها من الاشكاليات القانونية فقد اصدر نخبة من الموظفين والخبراء في ديوان الوقف الشيعي كتابا بعنوان: (المخالفات المالية والادارية لرئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء عبد الصاحب الهندي) وهذا الكتاب هو الجزء الأول من هذه المخالفات، إذ يمثل وثيقة قانونية وتاريخية خطيرة، سوف تبقى تلاحق علاء الهندي ومن يقف معه على مدى الزمن.

من جهته كشف مقرر لجنة النزاهة في البرلمان، النائب جمعة البهادلي، عن “إحالة أكثر من 10 ملفات فساد إلى الهيئة، تخص علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي، تضمنت شبهات فساد مالي وإداري”، مؤكدا “إمكانية فتح ملفات جديدة بحق المتهم إذا اقتضى الأمر”.

وقال البهادلي، في تصريح صحفي بوقت سابق، “هناك مصروفات بملايين الدنانير لمناسبات لم يقمها الوقف، ومنها مناسبة يوم ميلاد الإمام الحسن بن علي علهما السلام، وبعد التدقيق لم نجد أي إقامة لأي حفل الذي صرف من أجله 66 مليون دينار”، مهددا بـ”فتح ملفات اخرى إذا اقتضى الأمر”.

وأشار النائب كاظم الصيادي، من جانبه، إلى أن “تحديد موعد استجواب رئيس ديوان الوقف متروك لرئاسة مجلس النواب”، وفيما اكد وجود شخصيات طلبت تأخير الاستجواب، اشار إلى “وجود ملفات فساد حقيقية داخل الوقف الشعبي وبعد إقالته يجب أن يحاسب”.

Facebook
Twitter