أكدت وثيقة مسربة من مكتب المفتش العام بوزارة الصحة، تعاون رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض مع التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن تلاعبه بأوراق رسمية وممارسته لمهام ليست من اختصاصه.
الوثيقة التي يعود تاريخها إلى العام 2009، حين كان العضاض يعمل طبيب علاج طبيعي في مستشفى النعمان بمنطقة الأعظمية في بغداد، ومن المعروف أن النعمان تحولت في ذلك العام وما سبقه إلى “مستشفى ميداني” للتنظيمات الإرهابية التي فرضت سيطرتها على المنطقة خلال سنوات “العنف “.
الوثيقة عبارة عن إجراءات وتوصيات رفعتها لجنة تحقيقية شكلها مكتب المفتش العام بوزارة الصحة للتحقيق بما قام به “الطبيب العضاض” في ذلك الوقت، حيث أنه “تقمص” دور طبيب جراح يستقبل الحالات الطارئة في ردهة طوارئ المستشفى، إضافة إلى “انتحاله” صفة إدارية لإصدار الوثائق.
الوثيقة تسرد لنا حكاية العضاض “الطبيب الخاص بالتنظيمات الإرهابية”، ففي أحد الأيام هاجم تنظيم القاعدة القوات الأمنية، إلا أن الأخيرة أحبطت الهجوم وقتلت عدداً من المهاجمين وأصيب آخرون ولاذ بعضهم بالفرار، فما كان من العضاض إلا أن يواسي القتلى بتحويلهم من إرهابيين إلى “شهداء” وضحايا عمليات إرهابية.
وبحسب الوثيقة فإن “طبيب العلاج الطبيعي” هرع إلى ردهة الطوارئ لاستقبال قتلى وجرحى الهجوم الإرهابي، الذين كان من بينهم إرهابي يدعى “فيصل عبد الله السامرائي” فارق الحياة عند وصوله إلى المستشفى، والذي يبدو أنه على صلة بالعضاض.
تولى العضاض الإشراف على الإرهابي “فيصل السامرائي” رغم أن ذلك ليس من اختصاصه والمستشفى لا تفتقر لأطباء جراحين لتستعين بطبيب علاج طبيعي، بل أنه قام بـ”سحب دفتر الوفيات دون تكليف رسمي ودون علم إدارة المستشفى”، ولم يكتفِ بذلك حيث “نظم” شهادة الوفاة بنفسه “متجاهلاً” تأكيد طبيب الطوارئ المختص الذي طلب “إحالة المتوفي إلى الطبابة العدلية”، وهذا هو الإجراء المعتاد مع كل الوفيات في العراق.
وبدلاً من إرسال جثة الإرهابي إلى الطب العدلي لتشخيص سبب الوفاة، تولى العضاض دور الطبيب العدلي وحول “السامرائي” من إرهابي إلى “شهيد”، وهو ما يترتب عليه إدراج اسم هذا الإرهابي في قوائم تعويضات “ضحايا الإرهاب”!.
اللجنة التحقيقية التي شكلها المفتش العام بوزارة الصحة في حينها، خلصت إلى أن العضاض ارتكب العديد من المخالفات، منها عدم إرسال الجثة إلى الطب العدلي، تنظيم شهادة الوفاة وهذا ليس من اختصاصه، سحب سجل الوفيات من دون تكليف من قبل إدارة المستشفى ومن دون علمها، تغيير صفة القتيل من إرهابي إلى شهيد.