في الجولة الثانية لجنيف 2: الوفد الرسمي السوري يتمسك بثوابته الوطنية، وائتلاف فورد يدافع عن الارهابعمران الزعبي : تبني رئيس وفد الائتلاف لما يسمى بالجبهة الإسلامية يؤكد أنه يتبنى الإرهاب

بثينة شعبان: لايمكن الحديث عن مسار سياسي والإرهاب يعصف ببلدنا وبعض الدول التي تسمي نفسها عربية تمول وتسلح الإرهاب

 

المقداد: وفد الائتلاف  يتصرف وفقاً لقصاصات ورق تأتيه من الخارج وهو بعيد كل البعد عن روح بيان جنيف

 

أكد وزير الإعلام  السوري عمران الزعبي أن وفد الجمهورية العربية السورية لن يناقش أي بند من بنود بيان جنيف تحت أي ضغط أو سبب قبل مناقشة وقف العنف ومكافحة الارهاب والاتفاق حول هذه المسالة بكل تفاصيلها مبيناً أن الموقف السوري واضح جداً في هذه المسألة وهو مناقشة البيان بنداً بنداً.

وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين في اليوم الثاني لجولة مؤتمر جنيف 2 الثانية إلى أن الوفد الرسمي لن يتهرب من مناقشة أي بند حتى فيما يتعلق بالحكومة الانتقالية إلا أنه يصر على مناقشة البند الأول وهو مكافحة الإرهاب مشيراً إلى أن الطرف الآخر ومن خلفه والممولين السعوديين متخوفون من مناقشة موضوع الإرهاب لأن فتح باب المناقشة سوف يفضي بالضرورة إلى مناقشة واقع التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة وطرق الدعم المالي والتسليحي ومراكز التدريب لها.

وقال الزعبي: الطرف الآخر وداعموه يعرفون أيضاً أنه عند فتح موضوع مكافحة الإرهاب فإنه لدينا معلومات استخباراتية ووثائق وصور من داخل معسكرات تدريبهم وحول السفن والطائرات التي تهبط والأسلحة والأسماء ولذلك هم يخشون الخوض في هذا التفصيل ويدركون سلفا بأنه بمجرد دخولهم هذا النقاش سوف تنكشف حقائق وفضائح حقيقية وهذا يجعلهم في حالة رعب مسبق ولذلك ولأنهم طلاب سلطة نراهم يصرون على مناقشة مسألة الحكومة الانتقالية.

ورداً على سؤال حول تقديم الإبراهيمي جدول أعمال يتحدث عن مناقشة العنف والإرهاب ومن ثم  يخصص للحكومة الانتقالية أوضح الزعبي أنه ليس من اختصاص مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي تقديم جدول أعمال وإنما الاقتراح فقط على الطرفين مبيناً أن ما قدمه الإبراهيمي من جدول أعمال غير مقبول لدى الوفد الرسمي السوري.

وتساءل الزعبي “هل يمكن أن نتصور أنه خلال ساعتين تمكن مناقشة موضوع مكافحة الإرهاب بعد كل الذي حدث في سورية وهذا التآمر والاجتماع مع أسوأ فصيل في المعارضة وهو فصيل فورد والذي لديه علاقات مع دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى ويداه ملطخة بالدماء”.

وقال الزعبي: هم يدركون أن لدينا وثائق وملفات.. هم يقدمون وثائق عندما يحين الوقت ووثائقنا أيضا موجودة وفيها إدانات لأشخاص وليس فقط لمجموعات بألسنتهم وتصريحاتهم وعندما يقول رئيسهم الجربا في موسكو أن الجبهة الإسلامية ثوار وليسوا إرهابيين أفلا يشكل ذلك إدانة حقيقية له وألا يشكل ذلك تعبيرا مباشرا منه على صلته بمجموعات إرهابية مسلحة.

واعتبر الزعبي أن رغبة الائتلاف بمناقشة موضوع الإرهاب بساعة واحدة ثم الانتقال إلى مناقشة الحكومة الانتقالية نوع من المهزلة والاستخفاف وعدم الحرفية ودليل على التناقضات الداخلية بين أفراده وعدم وجود لغة مشتركة فيما بينهم مشيراً إلى أن حتى الخبراء البريطانيين والأمريكيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى الموجودين في مكان إقامتهم والذين يجمعونهم ويوجهونهم إعلاميا وسياسيا وحتى طريقة الطرح والذين يدرسون يوميا تفاصيل الجلسات يبدون أنهم غير منسجمين ولذلك عليهم أن يكونوا منسجمين مع أنفسهم وفي طروحاتهم لأن هذه الجلسات ليست لاستعراض دروس التاريخ القديم.

بدورها أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية العربية السورية أنه “لا يمكن الحديث عن مسار سياسي حقيقي في الوقت الذي يعصف الإرهاب ببلدنا” موضحة أنه لا مانع لدى الوفد الرسمي السوري المشارك في مؤتمر جنيف2 من التوصل إلى جدول أعمال مشترك للمحادثات على أن يكون البند الأول فيه مكافحة الإرهاب والبند الثاني الحكومة الانتقالية.

وأشارت شعبان في تصريحات للصحفيين إلى أن الوفد الرسمي يتعامل بطريقة بناءة وإيجابية في محاولة منه لوضع حد للإرهاب الذي يفتك بشعبنا.

وبينت شعبان أن وفد الائتلاف رفض الاعتراف بوجود إرهاب في سورية متسائلة ماذا يمكن تسمية ما حصل في معان بحماة ومن قتل الأطفال والنساء والشيوخ ومن يرتكب المجازر بحق الشعب السوري.

وأكدت شعبان أن وفد الائتلاف ليس لديه استقلال فى القرار أو الإرادة ويبدو أنه غير مطلع على ما يجري في بلدنا وما يعانيه شعبنا وكل ما يقوم به يتم باوامر من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية وانه ما لم تقتنع الإرادة الدولية بأن الإرهاب يشكل خطرا على سورية والمنطقة والعالم فلن يكون هناك اتفاق.

وأشارت شعبان إلى أن وفد الائتلاف غير معني بمعاناة الشعب السوري ويقدم طروحات مخالفة لنص وروح بيان جنيف1 الذي يبدأ بمكافحة العنف والإرهاب مبينة أن وفد الائتلاف يتحدث عما يسميه مسارا بـ” التوازي” بمعنى الحكومة الانتقالية ومكافحة الإرهاب معا وهذا لا يستقيم مع بيان جنيف1 ويبدو أن الهدف الأساسي لديهم الحصول على مكاسب تتعلق بالسلطة.

وأعادت شعبان التأكيد على ضرورة توفر الإرادة لدى الأطراف الدولية والإقليمية للوصول إلى اتفاق لأن ما يجري في سورية هو جزء مما يخطط للمنطقة برمتها حيث أن منفذي هذا المخطط استطاعوا في بلدان معينة ان يشلوا حركة البلد من خلال بعض الموالين لهم واليوم نرى أن هناك من يقف ضدهم ومع المصلحة الوطنية إلا أن البعض لا تهمهم المصلحة الوطنية.

ورأت شعبان أن من يقفون وراء الائتلاف يريدون إيصال بعض الموالين لهم إلى السلطة وأن يكون لهذه المجموعات التي تنفذ أجندة خارجية صوت في سورية وهذه هي اولوية من يقفون وراء المعارضة ولا يهمهم شعبنا او بلدنا بل يريدون ارتهان جزء من سورية على الأقل لهم وهم حاولوا عبر ثلاث سنوات أن تكون سورية رهينة لهم لكنهم فشلوا بفضل صمود الشعب السوري وقيادته وصمود الجيش العربي السوري البطل.

وتابعت شعبان أن من يقفون وراء المعارضة ويوجهونها يريدون اليوم ان يكون لهم جزء من الحكومة في سورية حتى يشلوا عملها وشل كل ما تريد سورية القيام به عبر شل عمل الحكومة كما يحدث في بلدان أخرى مؤكدة أن الوفد الرسمي السوري متيقظ لكل هذه السيناريوهات ولن يمرر أي شيء من هذا.

وأعربت شعبان عن اعتقادها بأن الأطراف الدولية الداعمة للمعارضة باتت تدرك خطر الإرهاب الذي يرتبط جزء منه ببعض هذه الدول وله أجندة مختلفة وللأسف فإن الخطر يقع بمعظمه على شعبنا وبعض الدول التي تسمي نفسها عربية ومعها حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا تمول وتسلح الإرهاب.

وحذرت شعبان من يدعم الإرهاب من أن ما يقومون به سيؤدي على المدى البعيد إلى وصول الخطر الارهابي الى بلدانهم مبينة أن هؤلاء يريدون على المدى القريب تدمير مؤسسات الدولة في سورية وارتهانها لهم وإلى رأيهم وأجندتهم التي يديرها اللوبي الصهيوني.

واعتبرت شعبان أن وفد الائتلاف يمثل تلك الأطراف ولا علاقة له بالشعب السوري ولذلك فإنه لا يعترف بأن هناك إرهابا في سورية ولا يدين التدخل الخارجي ولا يدين تسليح الإرهابيين ولا يدين مجزرة ارتكبت بحق النساء والأطفال وبدل ذلك فإنه يتهم الضحايا ويصف النساء والأطفال والمعوقين الذين قتلوا في بيوتهم بأنهم “شبيحة”.

من جهته أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري الدكتور فيصل المقداد أن رفض وفد الائتلاف الاعتراف بوجود الإرهاب في سورية أعاق الوصول إلى اتفاق حول جدول أعمال للمحادثات في جنيف معتبرا في الوقت ذاته أن الطرف الآخر يتصرف وفقا لقصاصات ورق تأتيه من الخارج.

ولفت المقداد في مؤتمر صحفي إلى أن الوفد الرسمي السوري أصر اليوم على ضرورة وجود جدول أعمال واضح يعكس روح وتسلسل فقرات بيان جنيف الأول مجددا التأكيد على أن الوفد الرسمي مستعد لبحث أي شيء وليس لديه أي مخاوف حول أي بند من بنود بيان جنيف.

وقال المقداد.. “يوم آخر أضاعه وفد الائتلاف بلا أي نتيجة في إطار عملهم الدؤوب على عدم الخروج بأي ثمار لهذه النقاشات ومن الواضح أنهم بعيدون كل البعد عن روح بيان جنيف1 وكما هي العادة لا يريدون الدخول في أي نشاطات سياسية”.

وأوضح المقداد أن بيانات أعضاء وفد الائتلاف بعيدة كل البعد عما يدور داخل الاجتماعات حيث رفض هؤلاء بشكل واضح وصريح إدراج بند الإرهاب على مناقشات المؤتمر وقالوا إنه لا إرهاب في سورية وأنكروا “دولة الإسلام في العراق والشام” و”جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” وهذا يدل مرة أخرى على أنهم يعيشون في عالم وهمي وغير واقعي وخادع وكاذب.

ولفت المقداد إلى أن الوفد الرسمي السوري أصر خلال مناقشات اليوم على ضرورة وجود جدول أعمال واضح إذ لا تزال هناك عوائق تحول دون التوصل إلى فهم مشترك بين السوريين لوضع جدول الأعمال المطلوب والذي يعكس روح وتسلسل فقرات بيان جنيف الأول مؤكدا أن الوفد الرسمي و”على الرغم من كل ما يسمعه مستمر في جنيف وفي المشاركة في الاجتماعات وفي إيصال صوت الشعب السوري وآلامه إلى المجتمعين من أجل الوصول إلى حل للأزمة التي تواجهها سورية”.

وردا على سؤال إذا ما كانت مناقشات جنيف فشلت بسبب تعارض مطالب الوفدين في جنيف وعدم اتفاقهما على جدول أعمال قال المقداد.. أؤكد أن الجانب السوري ملتزم التزاما كاملا ببيان جنيف وأن هذه النقاشات والاتفاقات يجب أن تعقد بين الطرفين السوريين وهما من يقرران جدول الأعمال وليس من خلال أي تدخل آخر فبيان جنيف يؤكد أن النقاش الأساسي يجب أن يكون بين السوريين وبتوافق الآراء لذلك أعيد التأكيد على أنه لم يتم إقرار أي جدول أعمال لأن الائتلاف ما زال يؤكد أنه لا يوجد إرهاب في سورية وهذا ما أعاق التوصل إلى جدول أعمال متفق عليه.

وحول سبب تركيز الائتلاف على موضوع الحكومة الانتقالية قال المقداد.. “نحن نتحدث عن الحكومة الانتقالية لأنه حقيقة يبدو أن هناك نهما وعطشا للتسلط على الشعب السوري ونحن جئنا إلى هنا لنناقش كل شيء لكن بموجب اتفاق جنيف والبند الأول في الاتفاق هو القضاء على العنف والإرهاب بينما هم يناقشون هذه الأمور وفق ما يوجههم الآخرون لأنهم يريدون زعزعة سورية وإنهاءها وعدم الحفاظ على مؤسسات الدولة وهيبتها بالتالي هم عدميون لا يريدون التقدم نهائيا على طريق حل الأزمة في سورية وهذه هي التعليمات التي تأتيهم عبر قصاصات ورق من الخارج”.

وردا على سؤال حول الاتفاق بشأن ما يسمى “الجسم الانتقالي” قال المقداد.. “نعتقد أن تعبير حكومة انتقالية وطنية موسعة هو الأدق ونحن مع الديمقراطية ولسنا مع التسميات والمفاهيم غير المفهومة لشعبنا ولنا”.

وردا على سؤال يقول “ماذا لو تعهد الجسم الانتقالي الحاكم بمكافحة الإرهاب ومن مصلحته ذلك” اعتبر المقداد أن هذا مضحك لأن “هذا الجسم الذي نسميه نحن الحكومة الانتقالية يجب أن يكون مبنيا على مبادئ واتفاقات فإذا لم نتفق على مكافحة الإرهاب فمن سينفذ هذه القرارات وإذا كان هذا الوفد من الائتلاف لا يعترف بوجود “دولة الإسلام في العراق والشام” و”جبهة النصرة” فكيف سنقضي على الإرهاب بالتالي هؤلاء لن يحكموا وإنما يسعون لاستلام الحكم لكنهم في هذه الحالة يسعون لاستلام حكم ليكون بيد الإرهابيين الذين سيقتلون السوريين ولن نقبل ذلك”.

وحول معلومات وردت عن “مقاتلين دربهم الإسرائيليون في مدينة الجوف السعودية سيأتون إلى سورية عن طريق الأردن خلال الأيام القادمة بالتزامن مع اجتماعات جنيف” قال المقداد.. “لا أستغرب ذلك لأن كل من أتى إلى سورية عبر الحدود مع تركيا والأردن وحتى من داخل الأراضي السورية المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي وقتل السوريين وسفك دماءهم أتى مدربا ولغايات إسرائيلية بحتة للنيل من الموقف السياسي لسورية إقليميا ودوليا”.

وبشأن موقف الابراهيمي في المحادثات قال المقداد: نحن لن ندخل في سجالات مع الإبراهيمي لكنني أؤكد أن الوسيط إذا أراد أن ينجح فيجب أن يكون محايدا ونزيها.

Facebook
Twitter