الاكراد يشنون هجوما غير مسبوق ضد اميركا ويتهمونها بعدم احترام مواثيقها واصدقاءها!!
في اطار تلاعبها بالمشهد السياسي الحاكم في العراق واستخفافها بعقول اقطاب العملية السياسية مررد ادارة اوباما فرية جديدة للضحك على الذقون التي تجيد الاصغاء لها.
فقد كشف مصدر في ائتلاف الكتل الكردستانية عن مضمون الاتصالات الهاتفية بين الرئيس الامريكي باراك اوباما والقيادات الكردية التي جرت مؤخرا. واضاف المصدر لـ”الوكالة الاخبارية للأنباء” ان ادارة البيت الابيض ابلغت القيادات الكردية بضرورة عدم الاصرار على ترشيح رئيس الجمهورية جلال طالباني لولاية ثانية. واشار الى ان الجانب الامريكي سلم الاكراد رسالة مضمونها يشير الى ضرورة تنحي مرشح التحالف الكردستاني لرئاسة الجمهورية جلال طالباني عن هذا المنصب. واضاف ان مضمون الرسالة احتوى ايضا تلويحاً بان العراق لن يتمكن من الخروج من البند السابع في حال تمسك الاكراد بهذا المنصب بالتزامن مع الانسحاب الامريكي الكامل من العراق.
كما كشفت مصادر سياسية مطلعة لوكالة (اور) ان الجانب الاميركي خيّر الاكراد بين أمرين احلاهما مر: التنازل لعلاوي عن رئاسة الجمهورية مقابل تأييدهم ترشيح نوري المالكي لولاية ثانية، او تأييد علاوي باستحقاقه الانتخابي في مقابل الاحتفاظ بمنصب رئاسة الوزراء، فيما سرت شائعات في الوسط السياسي تشير الى ربط احتفاظ الكرد بمنصب الرئاسة ببقاء العراق تحت طائلة الفصل السابع من الميثاق الاممي.المصادر لاحظت ايضاً تناقض تصريحات السياسيين الكرد في هذا الاطار، ولاول مرة، ما يوحي بحدة الازمة، على حد قولها، مشيرة الى ان الاكراد وطيلة السنوات السبع الماضية كانت تصريحاتهم شبه متطابقة ازاء اغلب المواضيع.وفيما يقول الاكراد ان الأيام الماضية شهدت تطوراً ملموساً للانتقال إلى مرحلة الحسم في انتخاب الرئاسات الثلاث، فانهم فوجئوا بالتدخل الاميركي لصالح القائمة العراقية.ولفت مصدر مقرب من الرئيس طالباني الى أن الجانب الأميركي فيما كشفته تحركاته عبرت عن احتضان كامل للقائمة العراقية ولرئيسها علاوي معتبرة اياهما “الأقرب إلى ما تريده الولايات المتحدة من العراق الجديد” حتى إذا جاء ذلك وفقاً لنتائج الانتخابات على الضد من إرادة العراقيين الذين صوت أكثر من 7 ملايين منهم لقائمتي التحالف الوطني والتحالف الكردستاني والقوائم الأخرى.وقال المصدر إن تحركات أركان السفارة الأميركية في مختلف الاتجاهات، فاجأت الجميع، بطابعها المباشر المخل بأبسط الأعراف الدبلوماسية، وتتعارض كلياً مع ما أكدته أرفع القيادات الأميركية من إنها لا تتدخل في شأن تشكيل الحكومة، وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وليست في وارد دعم هذه الجهة أو تلك أو محاولة فرض إرادتها بما يتقاطع مع إرادة الكتل السياسية وقادتها.ويشير المصدر الكردي الى ان التدخلات المكشوفة،فضحت عزلة وعدم دراية العاملين في السفارة الأميركية، بالاتجاهات السائدة ، وضعف قدرتهم على التقاط عناصر المشهد السياسي، كما تعكسه هذه الاتجاهات، ومدى حساسية العراقيين من التدخل في شؤونهم والانتقاص من سيادتهم، حتى وان كانت رغم إرادتهم، حتى الآن منقوصة بحكم بقاء القوات الاميركية قبل انسحابهم النهائي الكامل نهاية العام المقبل.وقال ان القراءة الاميركية جاءت اعتمادا على قراءات ووقائع ومؤشرات بعيدة عن الواقع، متهماً تركيا واطراف عربية اقليمية لم يسمها، بمحاولة فرض رؤيتها في تشكيل الحكومة، من خلال فرض”سيناريو أميركي إقليمي عربي”على المشهد العراقي، وفرض إرادة تتقاطع مع انتخابات آذار، ومحاولة إعادة صياغة الوضع السياسي في العراق، بما يتلاءم مع ما تريده الإدارة الأميركية وسفارتها ببغداد،وفيما قال فرياد راوندوزي القيادي في الاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني انهم طلبوا من الاميركان عدم نقل الصراع إلى رئاسة الجمهورية، يؤكد القيادي الكردستاني محمود عثمان”أن التدخل الأميركي السافر يعكس جهل القيّمين الأميركيين على الملف العراقي، من جانب وعدم احترامهم لما تفرضه عليهم قواعد احترام سيادة واستقلال العراق الذي يمثلون بلادهم فيه”.ويستطرد عثمان قائلاً”إن انحيازهم للعراقية، يكشف الأدوار المخفية التي ظلت تعمل من وراء الستار وتوحي بما لا علاقة له بالواقع”، وقال: “بقدر تعلق الأمر بالموقف الأميركي من الاستحقاق القومي للكرد في رئاسة الجمهورية (وبالمناسبة إن الرئاسة هي الأضعف بين الرئاسات الثلاث من حيث الصلاحيات والقرار) فأنها ليست المرة الأولى التي تغدر القيادة الأميركية بالشعب الكردي، لأنها سبق أن اصطفت إلى جانب صدام وشاه إيران”، برعايتها لاتفاقية الجزائر “. وخلص عثمان الى القول: “إن السياسة الجديدة والضغوطات غير المعهودة للإدارة الأميركية ولسفيرها وطاقمه في العراق على الكرد والتحالف الوطني للتنازل عن الاستحقاق القومي السياسي المتمثل برئاسة الجمهورية، تؤكد من جديد أن الولايات المتحدة،لا تحترم عهودها، ولا مواثيقها ولا قيمة لصداقاتها، لأن الثابت الوحيد في سياستها، هي مصالحها الإستراتيجية، وهذا درس للشعب الكردي، وللشعب العراقي ينبغي أن يؤخذ في الحسبان عند التعامل معها!”.