فيلم (المنطقة الخضراء): أمريكا تفضح نفسها بنفسها

مواكبة للذكرى السابعة لغزو اميركا للعراق، عرض مؤخرا الفيلم الجديد للنجم الأمريكي مات ديمون، الذي يحمل عنوان "المنطقة الخضراء"، Green Zone ، والذي يتطرق لقضية أسلحة الدمار الشامل، التي استخدمت كمبرر لجر العالم بأسره نحو حرب، لا زال العراقيون يعانون تبعاتها حتى يومنا هذا.  يحكي فيلم "المنطقة الخضراء" قصة الرقيب روري ميلر، المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في مناطق متعددة في العراق، إلا أنه وفي كل عملية بحث، يخرج خالي الوفاض، عاجزا عن العثور على أي من الأسلحة التي يقوم المصدر الخفي للاستخبارات الأمريكية بالإبلاغ عنها.  تتطور الأحداث لاحقا، لتبدأ الشكوك تساور ميلر بشأن المصدر نفسه، والأسلحة التي لم يتم العثور عليها حتى اليوم، خصوصا مع معلومات قدمها أحد المسؤولين الكبار في وكالة الاستخبارات الأمريكية، مفادها أن المعلومات خاطئة، ولم تساعد حتى اليوم في العثور على هذه الأسلحة.  وفي هذه اللحظة، يقف ميلر أمام فريقين، أحدهما يحاول الكشف عن كذبة تمت لتبرير هذه الحرب، والفريق الآخر، يحاول إسكات الجانب الآخر لتبرير موقفه.  وبما أن هذا الفيلم هو فيلم هوليوودي، فبالطبع سيختار ميلر الجانب الخيّر، ويحاول الكشف عن الكذبة التي أطلقها أحدهم لزج الولايات المتحدة في هذه الحرب الطويلة.  ويدخل في الصراع عراقي يدعى فريد ، فيساعد الأمريكيين في الوصول إلى الجنرال محمد الراوي، أحد القادة السابقين في حزب البعث، والمسؤول عن برنامج أسلحة الدمار الشامل العراقي.  تتطور الأحداث فيما بعد، ليلتقي ميلر وجها لوجه مع الراوي، ويدور بينهما حوار طويل بشأن هذه الأسلحة، وليكتشف ميلر أن الكذبة هي فعلا كذبة، وأن هذا البرنامج تم وقفه في حرب الخليج الثانية، أي في عام 1990.  يحاول ميلر إقناع الراوي بالمثول أمام المسؤولين الأمريكيين والإعلام العالمي للاعتراف بهذه الحقائق، إلا أن الأحداث العنيفة لاحقا، وإقدام العراقي فريد على قتل الراوي، يهدم جميع هذه الآمال أمام ميلر.  ولاحقا، وبمساعدة صحفية أمريكية، يقوم ميلر بإرسال تقريره إلى جميع وسائل الإعلام لتتكشف الكذبة أمام العالم بأسره.  هناك ثلاثة محاور في الفيلم تميزت بشكل واضح، ورسمت خطا واضحا للحرب الأمريكية في العراق.  البعد الأول هو عندما طلب مسؤول الاستخبارات الأمريكية من ميلر حث أحد السجناء العراقيين على عدم الاستجابة لتحقيقات محققين أمريكيين، وفي تلك اللحظة يبدي ميلر استغرابه، وكأنه يتساءل عن الانقسام الدائر بينهم كأمريكيين، فيجيبه مسؤول الاستخبارات ببساطة: "هل أنت ساذج؟" وهو دلالة على أن الداخل الأمريكي يشهد انقساما حادا بشأن هذه الحرب.  البعد الثاني هو جلب الأمريكيين لعراقيين من الخارج ليقودوا البلاد، وبالتالي فإن الأمريكيين أدخلوا أنفسهم في متاهة يصعب اليوم الخروج منها.  البعد الأخير وهو الأهم هو اللقطة الأخيرة في الفيلم، والتي يظهر فيها ميلر راكبا سيارة عسكرية مع مجموعته، متجهين نحو أحد آبار النفط العراقية، وهنا ينتهي الفيلم، ليترك المشاهد مع السبب الحقيقي لغزو الأمريكيين للعراق، ألا وهو النفط، فكاتب الفيلم ومخرجه يريان أن الاستيلاء على آبار النفط العراقية وحراستها هو سبب الرئيسي لوجود الأمريكيين هنا.  الفيلم مأخوذ عن نص للكاتب راجيف تشاندراسيكاران، وكتابة برايان هيلجيلاند، إخراج بول غرينغراس، وبطولة كل من مات ديمون، وغريغ كينير، وإيمي رايان، وسعيد فرج.  ويعتبر هذا الفيلم هو اللقاء الثاني بين غرينغراس وديمون بعد سلسلة أفلام "بورن

Facebook
Twitter