معصوبة العينين ومقيدة اليدين، رقص حولها جندي إسرائيلي متحرشاً بها، في صورة قد تعيد إلى المخيلة مشاهد رعب في فيلم هوليوودي، هذا حال الأسيرة الفلسطينية إحسان دبابسة (24 عاماً) التي روت تفاصيل قصة الاختطاف التي شاهدتها على التلفاز، بعد أن نُشر الفيديو على الإنترنت من قِبل جنود إسرائيليين، طبقاً لتقارير إعلامية في وكالات الأنباء الجمعة 08-10-2010.
وتروي إحسان قصة اعتقالها في الثامنة صباح الثلاثاء 11-12-2007، لتودع في معتقل عتصيون (جنوب بيت لحم)، “قيدوا يديّ للخلف واعصبوا عيني ّووضعوني في جيب عسكري، ورموني على أرض الجيب، ووجدت نفسي في ساحة المعتقل أمام مجموعة من الجنود المجرمين الذين لا يعرفون الرحمة، وينتظرون فريسة لينقضوا عليها، كان الجو بارداً جداً والمطر يتساقط، وتركوني مدة من الزمن تحت المطر”.
وبعد وقت قصير، جاءها جندي إسرائيلي تحرش بها ورقص حولها على موسيقى صاخبة، وحاولت إحسان الالتصاق بالحائط لتفادي مضايقاته، وأحضر جندي آخر قنينة خمر وعرض عليها الشرب ورفضته.
تهديد بتدمير منزل عائلتها
وعبرت عن ألمها لما تعرضت لما تعرضت له من التنكيل والضرب بأعقاب البنادق، والركل بالأقدام، مبينة أن أحد الجنود ضرب رأسها بالجيب العسكري حتى أغمي عليها، ولم تفق إلا أمام طبيبة ترتدي اللباس العسكري، وبعد الفحص الطبي نُقلت إلى التحقيق.
وهدد الضابط “بيران” الذي بدأ التحقيق معها بهدم منزل عائلتها واعتقال أخوتها، واستمر التحقيق ساعتين متواصلتين، وبعدها نُقلت إلى مركز تحقيق آخر، ليستمر التحقيق معها حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، ليعاودوا نقلها إلى سجن هشارون (في مدينة نتانيا الإسرائيلية)، حيث وجهت لها تهمة محاولة طعن جندي والانتماء للجهاد الإسلامي، فحكمت بالسجن لمدة 22 شهراً، وأطلق سراحها الأحد 6-9-2009 وفقاً للموقع الإلكتروني لصحيفة “الحياة الجديدة” الفلسطينية.
جندي يرقص مع الضحية
وفوجئت دبابسة وهي تتابع نشرة الأخبار بمشاهدتها شريط فيديو يُظهر الجندي يتراقص على أنغام الموسيقى الصاخبة لحظة اعتقالها، وقالت: “لم أصدق ما تشاهده عيناي وكاد يغمي عليّ من هول الصدمة، بدأت بالبكاء وطيلة الليل لم يغمض لي جفن لحظة واحدة، أعاد الشريط رحلة العذاب التي عشتها أمام عيني وأنا بين مجموعة من الجنود المجرمين الساديين الفاسدين الذين فقدوا الحساسية والإنسانية”.
وقالت: “لن يهدأ لي بال حتى تتم معاقبة الجندي قضائياً، حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه إهانة أو إذلال أي أسير أو أسيرة فلسطينية”.
وأوضح مدير نادي الأسير في محافظة الخليل أمجد النجار “إن تغييب حماية القانون الدولي لحقوق الأسرى، يسهم في تمادي الانتهاكات بحق الأسرى والأسيرات، والاستفراد بهم وتدميرهم نفسياً وجسدياً، وسلبهم لكرامتهم الإنسانية مثلما يحدث الآن”.
يُذكر أن عدد الأسرى الفلسطينيين من عام 1948 بلغ 800 ألف أسير بينهم 12 ألف امرأة فلسطينية وعشرات الآلاف من الأطفال، أي ما نسبته 25% من أبناء فلسطين