1
أكادُ أراهم
هؤلاء الشهداء
في أعالي السماء
عند نافذة الفردوس يقفونْ
وبعيونٍ دامعةٍ
الى كرّادة عاشوراء
يتطلّعونْ
أحدهم يرى أمه تلطم على رأسها
وآخر يراقب صديقه ينوح
وثالث أخبره ملاك الموت
أن إبنته مازالت في المشفى
ورابع يهتف على أبيه
حتى يتوقف عن البكاء
انهم حول نافذة الفردوس يتزاحمون
وبقنوطٍ الى حزن البلاد
ولرماد جثثهم
ولشموعٍ أشعلها الناس
على الخراب .. ينظرونْ
غير أن شهيدةً
إنزوتْ بعيداً عنهم
وظلّت تبتهل الى الله
حتى يعيدها للكرّادة
عسى تعثر على خطيبها
الذي إختفى لحظة الإنفجار
بين الدخانْ
ولم يصل الى السماء
حتى الآنْ .
2
لهذا النحيب والدمار والدماء
حتى الملائكة
اندهشتْ
وماعادت تعرف
هل هذا شهر رمضان
أم أيام عاشوراء ؟!
3
الفطور طين
مادام نحيبك يضجُّ بفؤادي
ونيرانك تكوي مهجتي
يا وطني .
4
لا تقولوا عيداً سعيداً
بل
عيداً شهيداً .
5
ليس هناك
أجمل من ثوبٍ أسْوَدْ
لهذا العيد .
6
غورنيكا الكرّادة
تُرى من يرسمها على جداريةٍ
ومن ينحت لها نصباً
في ساحة الفردوس ؟
حتى لا تُمحى من ذاكرتنا .
7
ما من منزل في البلاد
لم يذرفْ دمعاً على الشهداء
الاّ بيوت الدواعش والمنطقة الخضراء .
8
نصيحة :
ضعوا قرص الهوية حول أعناقكم
لأن الوطن بحرب دائمة .
9
ليس هناك من وطنٍ
برع بالرثاء مثل العراقْ
لكثرة ماقدّم من ضحايا وشهداء .
10
حين جنّ الليل
أصبح مكان الإنفجار
واحة ذهب
من إزدحام الملائكة
التي أقامت صلاة الوحشة
هناك .
* غورنيكا هو اسم لقرية صغيرة في إقليم الباسك الأسباني تعرّضت في العام 1937 لهجوم بالطائرات والقنابل على أيدي القوات التابعة لنظام فرانكو بمعاونة من جنود المانيا النازية. وقد راح ضحيّة المذبحة اكثر من ألف وستمائة شخص ، الحادثة فجّرت في حينها ردود فعل شديدة بأرجاء العالم مستنكرة ومندّدة بما حدث ، من خلال المظاهرات والمسيرات الإحتجاجية ووصلت أخبار المذبحة إلى باريس حيث كان يقيم الفنان الأسباني بابلو بيكاسو. فأبدع جداريته الشهيرة التي حملت إسم غورنيكا.