في حلم اليقظة
بل في يقظة الأحلامْ
رأيت بيكاسو كما الخيال
يحمل فرشـــاة سديمية ْ
يرســم للأجيال
فوق حائط الخراب والزوال
غورنيكا خرافيةْ
بيوتها أطلال
منائر الله على عروشها أطلال
تنعق في الفجر على ركامها الغربان
رأيته يرســم غورنيكا عراقيةْ
حاراتها أشلاء
دروبها دماء
أطفالها أحياؤهم أموات
عيونهم تنخرها الديدان
أثداء أمهاتهم تنهشها الكلاب
* * *
رأيت رأيَ العين في الزمان والمكان
رأيت’ بيكاسو العظيم الخالد المناضل الفنان
يكتب تحت رسمهِ عنوان:
«هنا هنا… ملحمة الأبطال»
يكتب بالدموعِ والألوان:
هنا هنا… أيتها الأجيال
ترقد غورنيكا عراقيةْ
جديدةٌ أخرى… ولا إنسان ..
يرسِــمُها بالحرفِ أو باللونِ والدماء
من العراقيين
في قرننا الملوث الواحد والعشرين
قرنِ الموت والجنون والوباء
* * *
رأيتُ بيكاسو مع الرجال
يعبرُ سور عالمِ المُحال
يكتبُ فوقَ لوحةِ الحياة:
يا خيبةَ الريشــةِ واليد العراقية
يا خيبةَ النضال
إنْ لم يرسم الفنان في العراق
هذا الدمَ المُراق …
هذي اللوحةَ المأساة
رأيتُ بيكاسو يُنادي: أيُها الرفاق
يا كتائب الفن الطليعيةْ:
ستكتبُ الأجيال
عن فنان واديكم بلا اسـتعداء
بِلا وفاق و ِلا نفاق
سيكتبُ الأحباب والأغراب
سيكتبُ الآتون
إنَ العراقيين يرسمون
نساءَهُم رِجالهُم وجوه أُمهاتهم
في لوح هذا الزمن الملعون
إنَ العراقيين يرسُمون
وجوه مُلهماتِهم
في ليلِ جَلعاد المغولية
لكنهم… وا خيبةً الريشةِ.. يَبخَلون
أن يرسموا للناس في بلادِهم
مأساة غورنيكا العراقية
شاعر عراقي