في هالة من نور انبثقت من ذلك الصندوق الخشبي المطبق على انفاسك ووجهك المنير .. كانت السماء تبتسم والملائكة تزغرد عبر رفيف اجنحة النوارس .. نظرت اليها تبتسم نعم انها تبتسم .. حاولت ان ازيح الناس من حولك واقترب من اذنيك لاهمس فيهما .. (خالتي هيا لنخرج لالتقاط الكاردينا .. انهضي معي قد حان اليوم عيد الصحيفة .. والزملاء بانتظار طبق الكادرينا)
(لا تقتربوا من شجرة الكاردينيا ..
لاتقطعوا من ورداتها لا تستنشقوا عطرها
فهي محجوزة لثلاثة ايام قادمة محجوزة لنداوي وعيد الصحيفة)
بتلك الكلمات انبت الجميع ونبهت وانذرت كل من يقترب من الشجرة .. كان يوما رائعا حينما حملت معي مايقارب المئة زهرة واكثر ، عطر فواح اغرق المكان وكانت تهنئتك الرقيقة وانت على فراش المرض الذي انهكك سنينا طويلة واخذ من قوتك ما اخذ ، لاتزال تلك التهئنة تسري مسرى النسيم العليل بين الاضالع ..
هل تذكرين حينما خرجت من غرفة العمليات التي اشتغل مشرط الطبيب في عمودك الفقري وكنت تنامين في سرير الشفاء وليست النقاهة حين دخولي عليك سلمتيني مقالك وقلت لي كتبته على اوراق المشفى فعذرا لرداءة الخط لكنك لم تنسي الموعد كما لم تنسي حب الحياة ساعة الفراق..
يرن الهاتف طويلا اقرا مامكتوب على على شاشته على عجل ( خالتي آمال تتصل بك .. ) اسمع صوتك الواهن يقول :
(نداوي هل انت بخير سمعت ان انفجارا قريبا من مقر الصحيفة)
ارد بسكينة (شاء الله ان يبعد شظاياه عنا رغم قربه من مقرنا) وتتكرر الحالة كثيرا وكثيرا وكثيرا، انفجار واتصال يليه قلق لانتهاء الشحن واغلاق الهاتف .. ثم طمئنة واقول (عمر الشقي بقي ..).
كتبت على جبس ساقي المكسور … لولم تكوني بطلة ما لبست الجبس الابيض … الجبس الابيض يليق بالابطال … ضحكت وقلت لك هي ضريبة المراسل الحربي والصحفي المشاكس .
شريط من ذكريات طويل مر وكانه فلم سينمائي لم يكتمل بعد اشاهده الف مرة واعيد مشاهدته واعشقه ..
لكن النهاية كانت غير موجودة اما الان فقد وضعت اللمسات الاخيرة عليه.
ازحتهم واقتربت منك كنت لاتزالين طرية ودافئة همست باذنك سامحيني لاني لم التقك لاني لم استطع ان ارى الجبل قد انهار او تزلزل وربما سالقاك في الاخرة وليبق ذلك العتب مرفوعا الى يومه .
نامي قريرة العين واهنئي بحياتك الجديدة وساتصل بك هاتفيا فلا تقلقي
فاسمك في جوالي سيبقى ما بقيت