هذا خبرٌ مقدّمٌ على مبتدأ مؤخرٍ كنّا حرثناه على وقع إحساسٍ افتراضيٍّ بشيخوخة مبكّرة، فصرنا نتلذّذ بأُغنيات السنين البوائد، والليالي التي نامتْ في سكراب الذاكرة، لكنّها تفزُّ من رقدتها كلما مررتَ عليها وأنت تجرُّ خلفكَ مِحراثاً ما إليه ثور.
إنْ ذهبتَ إلى حمّام الدار وخرجتَ منها دون أن تطفئ خلفك المصباح، فاعلم بأنك قد كبرتَ وشختَ. إن سألكَ صاحبُك الّلجلاج سبعينَ سؤالاً وسؤالين، فأجبتهُ ببطء وصوتٍ خفيضٍ، ولازمةٍ مكرورةٍ اسمها الله كريم، فتلك واحدة من علامات الكبر الحكيم.
إذا رشّتْ عليك واحدةٌ حلوةٌ سؤالَ أين أنت يا جميل، ولمْ يصير قلبك طبلاً طابلاً، فاعرفْ أنكَ تخيّم الليلة على سلّم العدّ العكسي للبقاء فوق الأرض. ستكون قياسات التلف والتدهور متسلسلة، والعلامات هي أفواهٌ تصيح. مشاهدتك لفيلمٍ سخيف من زمان الأبيض والأسود.
حنينٌ قويّ لعصريةٍ أثاثها أنت وخمسة جنود بموضع موتٍ قديم. استعادة يومية لرسوخك الماجد بباب سينما بابل العظيمة. أكلةٌ قديمة في مرتع ذباب تتشهّاها الآن. عِشقُكَ الأخضر لامرأةٍ وزنها من وزنِ فيلٍ هنديّ جبان، بلّطَ الدربَ لواقعة مقتل رستم بشريط القادسية.
ترْكُ الشَعر ينمو على صيوان أذنك وظلمة خشمك العالي. الإكثار من استعمال جملة إنّ السياسة بحرٌ عظيم. غضّ البصر والعقل عن ستّ عشرة حفرة عشوائية نامت على أسنانك الثلاثين. تقليم أظافر قدمك مرةً كلّ ستة شهور. استعمال رأس عود الكبريت الأسود في مسألة إخلاء الشمع الأصفر من جُبّ أُذنك الطرشاء. الطلب الملحاح من مطرب الحانة، أغنية فريد الأطرش “عدتَ يا يومَ مولدي، عدتَ يا أيها الشقي”. لبس بجامة نوم تحت بنطلون النزهة. إيهام ولدك الغضّ بأنّ الماطور قتّال صاحبه.
أربع محاولات انتحار لأنّ راقصة المسرح قد حيّت صاحبكَ ولَبَستْكَ. استعمال نعال بلاستك مثلومةٌ جبهته لسبع سنوات متصلات. غسيل دماغ كاسر بحكمة إنَّ الجرجير ينبغي أنْ يُزرع تحت السرير. ختمُ مكاتيبك لصحبك المفلسين بدمغة إنّ المالَ في الغربةِ وطنْ.
سؤالك المهدود لشقيقك الأكبر عن ميعاد ذكرى رحيل الجَدّة. تلوين صوتي منفّر لمفردة آه أمام مسمع العائلة كلّ ربع دقيقة. معاينة فيلم السهرة على أربع مراحل مقطّعة بمعزوفة شخير مُميتةٍ فزّزتْ جارك السابع، فذهب صوب مخفر الشرطة متخفّفاً، وزرعك تحت طائلة قانون الإرهاب الصوتي.