على نية القصيدة
يغدرني الصمت بـ أنينيه لـ أحير من أين الطريق
و كل دروبك يا رب شائكة
سوى أني اخلع ضلعي
لـ أحفر وجه امرأة لا تــــأتي
على هذا الهواء
فـ يأخذني الهواء حيث تشاء الفكرة لـ رقصها في عري الروح
و القحط ..
يحمّرُ عين الرعاة المنهكو القلب
كما ضجيج الحزن في صوت الناي
فـ يمزق الخواء .. وجه الحلم
كـ ورق
ذبلت فوق بياضه قصائد عشــق
لم تقرأ
و آدم المكلوم بـ الضياع
ينادي لـ يصفعه الصدى
على نية القصيدة
لـ استغيث بـرب الظلام من وحشــة أصوات الليل
و العود في هدرة القــهر ينادي
الحمام الموغل في التيه
أن يأوب بـ الرسائل
فـ أخلع ضلعاً آخر ..
لـ أكتب ما تيسّر من اشتعال الماء لوناً في رأس الحب
فـ هو الحب .. وحده لا شريك له ..
باعث الفرح و مسكر اللحن
في صور الرؤى
حين هزيع الفجر .. خروج روح من جسد صدأ
فـ لرطوبة الأحلام و ريح التمني
غواية الموت .. في تمدد المسافات
كـ أوردة مسدودة بـ أمانِ صوفية الوجد
لا حول لها إلا البكاء
على نية القصيدة
غير أن الموت يحاصرني بـ الويل
فـ أراني ..
أرتل من على ثوب أم مفقوءة القلب .. وجه ابنها قبيل (السفربرلك )
و أراني ..
أحمل و موكب اليمام هودج طفلة .. ما زال على مريول الحلم طباشير
رسمت به .. كوخاً و قوس قزح
و أراني ..
أركض و الخيول الجامحات العشق نحو الشمس مخافة البرد
و أراني ..
و القصائد .. ندور كـ دراويش في حضرة الرّب ..
و أراني ..
جالســـاً تحت ظل ياسمينة .. لـ أقرأ على روح الحياة صــلاة أخيرة
و أراني ..
أشــرب من نهدي المدينة .. وجع المشــاة على أرصفة لا تنتهي
فـ استل ضلعاً آخراً من صدري الموسوم بـذات الويل
لـ أرســـم وجه طفل
لما يزل على ناصية الدرب ينتظر اياب العيد
على نية القصيدة
فـ أكفر بكل مقدس في عرف الجفاف الأصم القلب
و أعــوذ بـ الفرح من تسربله من بين أصابعنا كـ وقتْ
و أستل ضلعاً .. فـ أخر
لـ أحرقهن .. نذراً لـ دفء تاه عن دربنا المفجوع بـ الدرب
و احرقهن .. بخوراً لـ طقس ألوهة الارتواء بـ حريق اخير
و أحرقهن .. منارةً لـ قافلة الحجيج إلى كعبة الفرح المبجل في علاه
و أحرقهن .. لـ انعدام النفع في انقضاء العمر انتظاراً لـ فكرة عابرة
تأخذني إلى ملكوت القصيدة
و نزيز الضوء من خاصرة الموج .. حامض الطعم
فـ لا أنا .. أنا
و لا هذه الضلوع .. لي ..
لأن الموسيقا أنكرتني
و أنــكرت على قبــري ترابه .. و الشــاهدة
و أحــرقهن .. و أحتطب من يباس اليد في خماسية الأصابع سبابتي
لـ أرسم بالرمل على الماء وجهي و الماء في صهــيل الشمس
على نية القصيدة
فـ أكتب على جسد الفجر .. سطراً طفولي الحب
لـ لابنة الجيران في بزوغ النهد مبشراً بـ أنوثة القصيدة
و أكتب على جسد الياسمين شوق الإله لـ كأس من ندى
يســكره .. فـ نرقص كـ عاشقين في حانة الدنيا
و أكتبُ قصة المدينة
و أكتب .. عطش الغريب
وله الوحيد
شوق البعيد
همس القتيل
شجن ظلي
هلوسة المنفي عن قلب حبيبته
و قبيل الشمس .. أمضي نعوتي .. و أمضي
مفكراً في الكتابة ..
———–
بعد الموت : يروي أهل الحي أن حفار القبور حينما كان يدفن احزانه .. كان وحيداً .. يعانق ظله كـطير حمام خلع جناحيه .. و نــام
* شاعر عربي من سورية