العدوان الأمريكي ( السعودي بالوكالة ) على شعب اليمن ستكون ارتداداته مرعبة في المنطقة ، و فيما تتحضر مصر كعادتها للوقوف إلى جانب الصهيونية العالمية في مآربها التوسعية التدميرية المفضوحة ضد كل الدول العربية ، يبدو أن القرار الأمريكي بضرب اليمن قد فتح جبهة قتال جديدة لم ينتظرها أحد و بات العالم في انتظار ما تحمله الساعات و الأيام القليلة القادمة من تطورات خطرة خاصة أن القصف الجوى لا يمكن أن يحسم المعارك أو يضع حدا للخصومة الدموية بين الإخوة الأعداء في اليمن ، و رغم أن محطة ” العربية ” السعودية قد سارعت لإعلان النصر السعودي على “العدو” اليمنى فالجميع يؤكدون أن نظام الخزي و العار في السعودية قد فتح على نفسه هذه المرة كل أبواب جهنم و بات في انتظار صدمات ستسارع بإسقاطه رغم دعم المخابرات الصهيونية و حمايتها القوية للنظام .
هدد القيادي في جماعة الحوثى محمد البخيتى بكون هذه الحرب ستشكل نهاية حكم آل سعود ، في حقيقة الأمر ، تصريح المسؤول اليمنى مبالغ فيه بعض الشيء بل هو من متطلبات الحرب النفسية الإعلامية ، خاصة أن السعودية لا تتحرك هذه المرة بمفردها و لا تنفذ “حربها” الخاصة ضد الشعب اليمنى كالعادة ، و ما يحدث في سماء اليمن يمثل سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات المتوترة بين البلدين منذ عقود ، لذلك يمكن القول هذه المرة أن هناك صراعا بالوكالة بين الإدارة الأمريكية و الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أرض اليمن ، و الذين يسوقون منذ فترة إلى هذه المعركة يعلمون اليوم أن الولايات المتحدة الأمريكية قد رأت في سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم في اليمن مؤشرا خطيرا بإمكانه أن يضر بالحليف السعودي و يعطى لإيران ورقة إضافية في صراع المفاوضات النووية التي باتت تشكل عبئا سياسيا على الإدارة الأمريكية في علاقته بالغضب الصهيوني من كيفية إدارة الأزمة مع إيران .
بعد أقل من 24 ساعة على الإدانة الخجولة من مجلس الأمن لما يحدث في اليمن ، جاء القرار الصهيوني بضرب الحوثيين و تم تكليف النظام السعودي بالتنفيذ و بتحمل المسؤولية العسكرية و السياسية و الأخلاقية خاصة أن هذه الضربات المجنونة ستؤدى إلى خسائر بشرية كبيرة في المدنيين الأبرياء ، لذلك يمكن القول اليوم أن نظام آل سعود قد ارتكب حماقة تاريخية تؤكد مرة أخرى أنه ينفذ أجندا صهيونية أمريكية جزء منها ينفذ في سوريا و جزء في العراق و جزء آخر في لبنان ، و هو يعلم علم اليقين أن الضربات الجوية لا يمكنها كسر إرادة الشعب اليمنى الراغب في تغيير ما يجب تغييره بدليل الفشل الأمريكي في أفغانستان و سوريا و العراق رغم القوة الجوية المستخدمة في هذه الضربات الجوية ، و من المثير للسخرية أن يظن الأمير سعود الفيصل أن هذه الضربات أو ما سماها بالإجراءات اللازمة لحماية المنطقة ستؤدى في نهاية الأمر إلى إخضاع الإرادة الشعبية اليمنية الرافضة لوجود النظام السعودي المعروف بعلاقته بالصهيونية العالمية .
من المؤكد أن الرئيس الهارب هادى منصور قد فقد ماء الوجه بعد أن دعا قوات خارجية لقتل الشعب اليمنى و تدمير قواته العسكرية و منشآته المدنية ، و من المؤكد أن النظام السعودي قد خسر كل شيء بتنفيذ هذه الضربات ضد شعب شقيق خدمة لأطراف دولية خارجية ، و من المؤكد أن اكتفاء مجلس الأمن بالصمت الخجول ضد هذا الاعتداء الصهيوني الذي نفذته الطائرات السعودية على دولة عضو في المنتظم الأممي هو تتمة لمواقف قذرة سابقة في علاقته بالملف السوري ، و عندما نعلم بحصول الحوثيين منذ أيام على عدة ملفات خطيرة من مقر المخابرات السرية اليمنية تخص العمليات “الخاصة” الأمريكية التي تتــــم على أرض اليمن بواسطة عملاء وكالــة المخابـــرات الأمـــريكية و أعوانها السعوديين و الصهاينة ندرك بعض خفايا و أهداف الضربة الصهيونية السعودية و نصل إلى قناعة بأن الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة التي يتحدث عنها الأمير سعود الفيصل لا تتعدى في حقيقة الأمر السعي إلى حماية المصالح الصهيونية لا غير .
يدرك المتابعون أن نظام آل سعود الممثل للصهيونية العالمية في المنطقة قد قام بمغامرة خطيرة و وضع قدميه الملطختين بدماء السوريين و العراقيين في مستنقع لن يخرج منه إلا بخسارة على كل المستويات ، و إذ أدرك الاتحاد الأوروبي بعد ساعات من هذه الضربات الانتقامية السعودية أن هذا التحرك ليس حلا ، فمن الثابت اليوم أن الاشتباكات الدامية التي تحصل بين القوات السعودية و الحوثية على الحدود هي بداية كرة اللهب الحارقة التي ستحرق أوصال هذا النظام الشمولي الفاسد ، و رغم أن هذا النظام الآيل للسقوط يحاول بكل الطرق ” الصهيونية” تلافى هبوط أسهمه الحاد في بورصة الوجدان اليمـنى بعد عقود من شراء المملكة للذمم و محاولات التقسيم و تطبيق سياسة فرق تسد المعروفة فان كل المؤشرات تدفع المتابعين إلى الاعتقاد بان دماء الأبرياء الذين سقطوا ستكون فاتورتها باهظة لان الشعب اليمنى لن يرضى بالاحتلال.
لعله من المهم الإشارة إلى استعداد النظام المصري إلى تنفيذ جزء من خطة استعداء الشعب اليمنى و استهداف أبنائه و قواته العسكرية ، و الرئيس الحالي الذي تدفعه المخابرات السعودية إلى حافة الهاوية بعد أن تسلم من النظام أموال الذل و الهوان لا يمكنه اليوم أن يقنع العالم العربي المتشكك بكون قواته تدافع عن ممر باب المندب لان القرار المصري هو مجرد تابع الولاء للإدارة الأمريكية الصهيونية بدليل الضغوط الأمريكية الحاصلة بواسطة جون كيري بالتزامن مع اجتماع دول الخليج و مصر للتباحث حول الهجوم على اليمن ، في حين أن مشاركة النظام الأردني تدخل في باب التبعية الخيانية الفطرية لدى نظام بلغ قمة الانحدار في علاقته بالشعوب و القضايا العربية بصورة عامة ، و لعل ما يهم المتابعين في نهاية الأمر أن الولايات المتحدة قد قررت أن تقف ضد الثورة اليمنية بعد أن كشف الشعب اليمنى عن كراهيته و احتقاره للامبريالية العالمية ولأذنابها الخليجيين المتآمرين على خيرات و قدرات هذه المنطقة، و هذا الهجوم الدموي هو بداية انكسار هذا المخطط لان إرادة الشعوب لا تقهر.