بغداد/ المسلة: تسود محافظة كربلاء المقدسة حالة تذمّر من زج الطقوس الدينية المقدسة في الانتخابات، سعياً الى ايهام الناس بجدوى انتخاب طرف سياسي معين، وهو ما يؤكده استطلاع “المسلة” بين المواطنين في المدينة المقدسة الذين يتناولون في احاديثهم “تعمّد” أمين عام حركة الوفاق الاسلامي، ورئيس ائتلاف الرفاه والسلام (الشيرازية)، جمال محمد حسن الوكيل، رفع الشعارات الدينية لتحقيق مكاسب انتخابية.
وفي تفاصيل ردود الافعال على فعاليات الوكيل، قال كربلائيون ان الذي يدعو الى مكافحة الفساد في احاديثه ودعايته الانتخابية وعبر المجالس الدينية والعشائرية التي يحضرها، تحوم حول افراد من عائلته تهم “المتاجرة بالمخدرات”.
وكان الوكيل صرّح في نهاية العام 2013، بان “مستوى الفساد في العراق يزداد في اتجاهين بحيث اكتسح اكثر الوزارات والمؤسسات الحكومية”، مرجعا اسباب ذلك الى “السياسات الحكومية”، غير ان وثيقة رسمية حصلت عليها “المسلة” صادرة من مجلس القضاء الاعلى، تؤكد ان افراد عائلة الوكيل نفسها متورطة في تجارة المخدرات.
ويدل الكتاب بان قضية المتاجرة بالمخدرات بين افراد من عائلة الوكيل ليست مجرد اتهامات كما يظن البعض، بل هي “حقيقة” دامغة، تؤكدها عقوبة السجن التي طالت مرتضى، “اخ” جمال الوكيل.
ويفيد كتاب رئاسة محكمة استئناف كربلاء الاتحادية / محكمة جنايات كربلاء بتاريخ 7/5/2013 ان “سير التحقيق الابتدائي والقضائي يورد انه بتاريخ 12/1/ 2013 وفي منطقة العباسية في كربلاء، قبضت مفرزة من شرطة مكافحة المخدرات على المتهم الماثل أمام المحكمة مرتضى محمد حسن محمد علي في داره، لوجود معلومات حول متاجرته بالمخدرات”.
وأورد الكتاب أيضاً “عند التحري بداره عُثر في الدولاب العائد له على كمية من مادة مخدرة (افيون)، وكمية اخرى في جيب سرواله، وهذه الوقائع جاءت على لسان الشهود وهم أفراد المفرزة الامنية”.
وتضمّن الكتاب ان “الشاهد منتظر خضير عبد العباس افاد ان المتّهم يقوم بإدخال المخدرات من ايران، ويستعملها في فندقه الواقع في منطقة العباسية الشرقية في كربلاء”.
وافاد الشاهد، أيضا ان “مرتضى كان يتعاطى المخدرات”.
ووفق ذلك حكمت المحكمة – كما تشير الوثيقة- على “المجرم مرتضى محمد حسن محمد علي بالحبس الشديد لمدة سنتين وغرامة الف دينار، وفق احكام قانون المخدرات رقم 68 لسنة 1965”.
وكان امين عام حركة الوفاق الاسلامي الشيخ جمال الوكيل كشف في نهاية العام 2013 عن سعي انصار خط الامام الشيرازي للمشاركة بقوة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما شَرَعَ في دعاية انتخابية، في مختلف المناطق وتركزت في كربلاء تعمّدت استغلال الشعائر الدينية، لإقناع الجمهور بانتخاب الوكيل.
ويعدّد الوكيل في احدى يافطاته الانتخابية التي نشرها في اماكن كثيرة، انجازات ينسبها لنفسه،عادا توزيع الوجبات الغذائية من قبله لزوار الامام الحسين(ع) في المناسبات الدينية انجازاً كبيرا له.
يُذكر ان اغلب العراقيين يقدمون على هذه الفعالية في المناسبات الدينية، ولا يعدونها انجازا بل واجبا يمليه عليهم حب الامام الحسين(ع).
ووفق مصادر خَبَرَت التاريخ السياسي للمعارضة العراقية قبل سقوط نظام صدام حسين العام 2003، فان الوكيل يسعى الى تسويق شخصيته على الساحة باعتباره صاحب ماض طويل في السياسة والمعارضة، فيما تقول تلك المصادر لـ”المسلة” ان “حركته في سوريا في ذلك الوقت لم يزد عدد اعضاءها على اصابع اليد الواحدة وكانت تصدر مجلة يديرها ويحررها شخص واحد فقط”.
وبحسب مصادر في الشارع العراقي لـ”المسلة” فان “حركة الوكيل لا تمتلك القاعدة الجماهيرية في العراق لاسيما كربلاء، ما يجعل حظوظها الانتخابية قليلة لاسيما وان تهم الفساد والمتاجرة بالمخدرات بين افراد عائلة الوكيل، تفضح الشعارات التي يرفعها”.
وكان الوكيل اعلن انه يقف بالضد من ترشيح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لولاية ثالثة، لكن اوساطاً سياسية عراقية تنظر بعين السخرية لذلك متساءلة عن تأثير مثل هذا الموقف على نتائج الانتخابات من قبل شخص لا يمتلك مقعدا برلمانيا واحدا”.
وواضحت مصادر لـ”المسلة” بان الوكيل الذي يعتبر نفسه أحد أقطاب الخط الشيرازي ورئيس حزب الوفاق الاسلامي والمنضوية تحت قائمة الائتلاف الوطني العراقي، “يخالف اوامر المرجعية الدينية بعدم زج الدين في السياسة ومن ذلك طلبه من رجل الدين الشيخ المهاجر بتأجيج مشاعر الجمهور الحسيني باتجاه تحريضهم ضد الحكومة”.
وأضاف المصدر إن “طلب الوكيل لم يقتصر على الشيخ المهاجر فقط، لكنه تعداه الى مجموعة أخرى من السادة والمشايخ، وكان من ضمنهم قارئ المنبر الحسيني الفالي، الذي رفض بشدة استغلال وتسييس المشاعر الحسينية”.