روى عزة الشابندر ما جرى في الساعات الأخيرة من حياة عراب الغزو والاحتلال احمد الجلبي حيث كان معه في جلسة تداولية تشاورية ضمت عددا من السياسيين في منزل بالمنطقة الخضراء وقال الشابندر انه غادر مع الجلبي الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا المنطقة الخضراء حيث اتجه الى بيته في الكاظمية فيما ذهب الشابندر الى بيته في الحارثية .
وقال الشابندر ان الجلبي بقي في منزله يقظاً الى الساعة الثانية فجرا قبل ان يخلد الى النوم وطلب من مساعده ان يوقظه في الساعة التاسعة صباحاً .
واضاف ان المساعد وجد الجلبي في التاسعة جالساً على كرسي في غرفة نومه وبيده هاتفه النقّال وكان ميتاً..
، وفتح صفحة مع ايران وطلب توسيع نفوذها بالعراق لاحداث معادل موضوعي لصالح العراق فغضب الامريكان عليه وهاجموا مكتبه ومنزله وصادروا كومبيوتراته عقابا له واصبح خارج الحماية الامريكية ..
وقال الجلبي بمرارة ليلة وفاته : لماذا لا يُستكثر على بيان جبر صولاغ اربع وزارات في حين استكثروا عليه وزارة واحدة بالرغم من ان المجلس وعمار الحكيم كان يرحب به بشدة في استقباله
وكان الجلبي يطلق لقب الوزير الرئيس على بيان جبر صولاغ
ومن جهتها قالت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر الثلاثاء الموافق 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أن أحمد الجلبي تمكن من منفاه في الولايات المتحدة الأمريكية اقناع الساسة الأمريكيين بغزو العراق عام 2003، ثم حاول الاستحواذ على السلطة في البلاد لكنه فشل بعد أن كاد العراق أن يتمزق بسبب العنف وان علاقته بالأمريكيين امتدت منذ سنة 1992 حيث تمكن من اقناع الكونغرس بتمرير قانون تحرير العراق الذي وقعه الرئيس الأمريكي الاسبق بيل كلنتون. أما مجموعته التي تدعى المؤتمر الوطني العراقي فقد حصلت على أكثر من مائة مليون دولار من المخابرات المركزية الامريكية سي.آي.أي، وغيرها من الوكالات منذ تأسيسها في العام المذكور، وتمكن خلال تلك الفترة من جني ثمار علاقات وطيدة بناها مع كبار المسؤولين الأمريكيين وفي مقدمتهم نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني. وكانت ادعاءات الجلبي حول العراق قد شاطرتها الأجهزة الاستخبارية الامريكية بشكل واسع ولاسيما تلك المتعلقة بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، والتي اتضح فيما بعد أن معظمها كان كاذبا بما في ذلك الشهادات التي قدمها منشقون عراقيون. وكما تكشف في وقت لاحق، فقد اتضح بان العراق لم يمتلك أي برنامج نووي، أو بيولوجي ، أو كيماوي لصناعة الاسلحة، وبعد أن تبين بأن القوات الأمريكية المحتلة لم تتلق الترحيب الذي توقعته المعارضة العراقية، نأت الولايات المتحدة بنفسها عنه.
وقالت الصحيفة “لقد بات الجلبي بالنسبة للعديد في الغرب يمثل تجسيدا لكل الاخطاء التي وقعت في العراق: الأكاذيب، والعنجهية، والاحتلال الكارثي للبلاد”. واضافت الصحيفة أن “الجلبي أصبح بعد سنة 1998 على اتصال دائم بالمسؤولين الأمريكيين رغم أن تدخله في الوضع في العراق لم يكن موضع ترحيب في جميع الأوقات. وفي سنة 1995، عندما كان الجلبي يتلقى أموالا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مدينة اربيل”.
وفي العام 2001، تعرض الجلبي إلى انتقادات حادة من جانب لجنة حسابية في وزارة الخارجية الأمريكية وجدت أن جماعته قد أهدرت أكثر من 113 ألف دولار، بما في ذلك صرف مبلغ 2000 دولار للتسجيل في أحد النوادي الرياضية في مدينة واشنطن، وصرف مبلغ 6314 دولار لشراء لوحات فنية لتزيين مكاتبهم. غير أن الحملة التي تزعمتها الولايات المتحدة الأمريكية للاطاحة بحكومة الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003 منحت الفرصة ثانية للجلبي للعودة إلى عالم السياسة ، ونقلت الصحيفة عن مراسل مجلة التايمس الأمريكية مايكل جوردون والجنرال الامريكي المتقاعد برنارد ترينر، في كتابهما الصادر سنة 2012، بأن أعضاءً من مجلس الحكم العراقي سافروا إلى واشنطن في كانون الثاني/يناير 2004 لحضور المناسبة الخاصة بالقاء الرئيس بوش خطاب حالة الامة، والذي كان أول خطاب له من نوعه عقب غزو العراق. وقد جلس الجلبي في المقصورة قرب السيدة الأولى، لورا بوش. وفي الصباح التالي، وخلال اجتماع مجلس الأمن القومي الامريكي، التفت الرئيس جورج بوش إلى ريتشار ارميتاج، نائب وزير الخارجية الأمريكي، وسأله عن كيفية تمكن الجلبي من الدخول إلى المقصورة. لم يكن بوسع أي شخص أن يجيب على السؤال.
وفي برقيته تعزيته بوفاة الجلبي المح اياد علاوي الى احتمال ان يكون الجلبي مقتولا.
وقال في برقيته لعائلة الجلبي ( واذ نعبر عن حزننا العميق بهذا المصاب الجلل والخسارة الجسيمة، نعزي اسرة الراحل الكريمة ومحبيه، ونطالب الحكومة باجراء الكشف الطبي الدقيق على جثمان الفقيد للوقوف على الاسباب الحقيقية لوفاته)